حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن استمرار الأزمة الحالية في سوريا يجعل تفكك البلاد أمرا لا مفر منه، مؤكدا أن منع هذا السيناريو هو الهدف الرئيسي لروسيا و بوتين قال أثناء مناقشة في إطار منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: "إن سوريا تواجه مشكلة الإرهاب وكذلك مشاكل سياسية داخلية مهمة أخرى".
واكد أن موسكو لا تسعى إلى توسيع سلطة الرئيس السوري بشار الأسد، إنما إلى تعزيز الثقة بين مختلف مكونات الشعب السوري من خلال إجراء مفاوضات سياسية.
وشدد بوتين قائلا: "الأهم اليوم هو ألا نسمح لتفكك سوريا، وإذا استمر الوضع كما هو اليوم فلا مفر من التفكك، وهو السيناريو الأسوأ للأحداث"ونبه الى أنه في حال تفكك الدولة السورية، ستظهر في مكانها دويلات مختلفة، لن تعيش أبدا في السلام والوئام، بل سيصبح مثل هذا الوضع عاملا لزعزعة الاستقرار في المنطقة وفي العالم برمته.
واوضح الرئيس الروسي أن تسوية الأزمة السورية تتطلب وضع دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة، مضيفا أن الأسد وافق على ذلك.
واضاف بوتين: "أن المسألة تكمن ليس في توسيع السيطرة على هذه الأراضي أو تلك، على الرغم من أهمية هذه الأمور، بل يتعلق الموضوع بضرورة ضمان الثقة المتبادلة في المجتمع السوري برمته وبين مختلف مكونات هذا المجتمع باعتبارها قاعدة لتشكيل هيئة قيادة فعالة يثق بها جميع السكان".
وأكد بوتين أن الرئيس السوري بشار الأسد يشاطر موسكو موقفها حول ضرورة إجراء مثل هذه العملية السياسية تحت رقابة دولية صارمة.. مشددا على "أن واشنطن بدورها يجب أن تؤثر في المعارضة السورية من أجل المضي قدما في طريق التسوية السياسية".
واشار الى موافقته على الاقتراح الأميركي حول إشراك ممثلي المعارضة السورية في حكومة بشار الأسد، داعيا في الوقت نفسه إلى التحلي بالحذر لدى التعامل مع هذه المسألة.
وتابع بوتين: "أعتقد أن المقترح الأميركي مقبول.. يجب علينا أن ندرس إمكانية إشراك ممثلي المعارضة في مؤسسات الحكم الحالية في سوريا، وعلى سبيل المثال في الحكومة".. لكنه أشار إلى ضرورة دراسة الصلاحيات المحتملة لمثل هذه الحكومة أولا، مشددا على أن من الضروري الانطلاق من وقائع اليوم وعدم السعي إلى أهداف غير قابلة للتحقيق في المرحلة الراهنة.
من جهة اخرى، حذر بوتين من أن تؤدي سياسة الخطوات الأحادية التي يمارسها الغرب إلى انتشار الفوضى، داعيا إلى الاعتماد على الحوار والبحث المشترك عن حلول مقبولة، تفاديا لاندلاع حرب باردة جديدة.
وذكر الرئيس الروسي بأن الغرب دعم الثورات الملونة وأحداث الربيع العربي، ما أدى إلى تفشي الفوضى في الشرق الأوسط.
واستطرد قائلا: "إذا استمرت هذه السياسة المبنية على العمل الأحادي، دون تنسيق الخطوات على الساحة الدولية، التي باتت حساسة جدا بالنسبة للمجتمع الدولي، فلا مفر من مثل هذه العواقب السلبية.. لكن، إذا كنا نصغي إلى بعضنا البعض، ونبحث عن نقطة توازن للمصالح، فلن تكون هناك أي عواقب من هذا القبيل".
وذكر بوتين بأن دولا غربية أيدت الانقلاب في أوكرانيا بدلا من دعم الانتخابات الشرعية، مشيرا إلى أن منهج روسيا في هذا المجال يختلف كثيرا ويتمثل في "سياسة تعاون وإيجاد حلول وسط".
واعتبر أن تصرفات الغرب، الذي بدأ يقترب من حدود روسيا بعد أحداث "الربيع العربي"، متذرعا بالأهداف نفسها، جاءت بغية تبرير استمرار وجود حلف شمال الأطلسي الذي يحتاج دائما إلى وجود عدو خارجي.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى استئناف الحوار مع الاتحاد الأوروبي، مؤكدا استعداد روسيا لإبداء المرونة، مقترحا استئناف الحوار على المستوى الفني بين الخبراء حول دائرة واسعة من المسائل، بما في ذلك التجارة والاستثمارات وإدارة الجمارك، في محاولة لإعمار قاعدة مواصلة التعاون بين الطرفين.
الى ذلك، رحب فلاديمير بوتين بأقوال المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترامب عن نيته إعادة العلاقات الجيدة بين واشنطن وموسكو.
وأكد بوتين استعداد روسيا للتعامل مع أي رئيس أميركي منتخب، معربا عن أمله في أن يكون الرئيس القادم شخصا يتمنى تطوير العلاقات بين البلدين.
.................
https://telegram.me/buratha