قالت روسيا إنها تعمل مع الجيش السوري لفتح ممرات آمنة تسمح بخروج المدنيين من مدينة حلب المحاصرة.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغيه شويغو إن مسلحي "المعارضة" سيسمح لهم ايضا بمغادرة المدينة.
واضاف الوزير الروسي في تعليقات متلفزة أن الرئيس فلاديمير بوتين امر بتنفيذ "عملية انسانية كبرى خارج حلب لمساعدة المدنيين الذين اتخذهم الارهابيون رهائن والمسلحين الذين يريدون القاء سلاحهم."
وقال شويغو إن عدد هذه الممرات يبلغ 3، اضافة الى نقاط للاسعاف الأولي خارج المدينة المحاصرة، اضافة الى ممر خاص في الجزء الشمالي من حلب لخروج المسلحين مع اسلحتهم.
والتمس وزير الدفاع الروسي الحكومة السورية اصدار عفو عن المسلحين الذين يسلمون انفسهم، وهو طلب لباه الرئيس السوري الخميس.
ويأتي هذا الاعلان بعد مرور يوم واحد على اعلان الجيش السوري بأن قواته تمكنت من قطع كل خطوط الامداد للجزء الشرقي من حلب الذي تسيطر عليه "المعارضة."
وطالب الجيش مسلحي "المعارضة" في حلب بإلقاء السلاح.
وقال بيان الجيش إن الذين سلموا أسلحتهم يمكنهم مغادرة المدينة بأمان أو البقاء.
وفي الأسابيع الأخيرة، سيطرت القوات الحكومية على طريق الإمداد الأخير في الجانب الشرقي لحلب، مكملة حصارها على المدينة.
ويستمر مسلحو "المعارضة" في القتال، ولكن منظمات الإغاثة حذرت من استفحال الأزمة الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها "المعارضة."
وحلب، التي تعد أكبر المدن السورية، مقسمة بين مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية ومناطق تسيطر عليها "المعارضة" المسلحة طوال خمس سنوات من الحرب في سوريا.
وفي حال سيطرة القوات الحكومية على حلب بشكل تام، سيمثل ذلك انتصارا هاما للرئيس السوري بشار الأسد.
Image copyrightImage captionحذرت منظمات الإغاثة من استفحال الأزمة الإنسانية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضةويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، إن المناطق الشرقية في حلب واقعة تحت الحصار منذ 11 يوليو/تموز الجاري، وإن تقدم القوات الحكومية في الأيام الأخيرة عزز سيطرتها على الطريق الوحيد إلى شرق المدينة.
قنابل عنقودية
من جانب آخر، اتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان الخميس الحكومة السورية وروسيا باستخدام القنابل العنقودية المحرمة على نطاق واسع في العمليات العسكرية التي تقومان بها في البلاد.
وقالت المنظمة ومقرها نيويورك إنها وثقت 47 غارة استخدمت فيها هذه القنابل اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة "المعارضة" منذ الـ 27 من ايار / مايو الماضي.
وجاء في تقرير اصدرته المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان ان العديد من هذه الغارات وقعت الى الشمال والغرب من حلب.
وقالت المنظمة في تقريرها إن على "الحكومة الروسية ان تضمن بشكل فوري بالا تستخدم قواتها او القوات السورية هذه الاسلحة العشوائية بطبيعتها."
عفو عام
على صعيد آخر، اعلن الرئيس السوري بشار الاسد الخميس عفوا عاما يشمل المعارضين الذين يلقون اسلحتهم ويسلمون انفسهم للسلطات في غضون اشهر ثلاثة.
وجاء في مرسوم اصدرته الرئاسة السورية بهذا المعنى، ان العفو يشمل "كل من حمل السلاح أو حازه لأي سبب من الأسباب وكان فارا من وجه العدالة أو متواريا عن الأنظار يعفى عن كامل العقوبة متى بادر إلى تسليم نفسه وسلاحه للسلطات القضائية المختصة أو أي من سلطات الضابطة العدلية خلال ثلاثة أشهر من تاريخ صدور هذا المرسوم التشريعي سواء بوشر في الإجراءات القضائية بحقه أو لم تتم المباشرة بها بعد".
مطالبة
وفي باريس، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرو ونظيره البريطاني بوريس جونسون الحكومة السورية وحلفاءها بانهاء "حصارهم الكارثي لمدينة حلب."
وجاء في بيان مشترك اصدره الوزيران بعد ان اجريا مشاورات الخميس "طالب الوزيران رسميا حلفاء النظام السوري بوضع نهاية فورية لهذه العمليات التي تنتهك الهدنة التي تم التوصل اليها في ميونيخ علاوة على انتهاكها القانون الدولي."
ومضى البيان للقول إن عواقب الحصار "بما فيها قصف المدنيين والمنشآت الطبية، تعد كارثية الآن وقد ينتج عنها نزوح عدد اكبر من اللاجئين."
ودعا الوزيران الى "اعادة العمل فورا باتفاقية وقف الاعمال العدائية وبتحقيق تقدم نحو تشكيل ادارة انتقالية تتمتع بصلاحيات كاملة."
وجاء في البيان ايضا "يؤكد الوزيران على ان لروسيا بالتحديد قدرة فريدة على اقناع نظام الأسد بانهاء الحرب والعودة الى طاولة المفاوضات."
https://telegram.me/buratha