أعلن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الخميس 28 يوليو/تموز، أنه لا يجوز أن تكون هناك مصالحة أو هدنة مع إرهابيين يقاتلون إلى جانب "داعش" وجبهة النصرة" في سوريا.
وقال ريابكوف، في تصريحات صحفية، إن روسيا أكدت موقفها هذا مرارا للجانب الأمريكي، إلا أن الأخير لم يتخذ حتى الآن "إجراءات للفصل بين الإرهابيين وما يطلق عليه المعارضة المعتدلة التي تتعامل الولايات المتحدة معها بصورة نشطة دون أن تخفي ذلك".
وتابع قائلا: "بالتالي، فثمة نوع من الخداع السياسي على أقل تقدير. وأن يتم وقف العمليات دون أن توضح الولايات المتحدة من هم الذين تعتبرهم معارضة معتدلة ومن هم إرهابيون لا يعني سوى إتاحة فرصة للإرهابيين لإعادة تمركزهم واستجماع قواهم لشن هجمات جديدة، وهذا يعني في الواقع مواصلة حمام الدم الذي قد أدى إلى مأساة الشعب السوري".
وأشار الدبلوماسي إلى أن لدى موسكو رؤية أخرى مفادها أن "محاربة الإرهابيين في سوريا يجب أن تتواصل حتى النصر". وأضاف أن روسيا تدعو إلى تعميق تعاونها مع الولايات المتحدة وغيرها من شركائها، كما أن روسيا تعمل مع الحكومة السورية، وهو الشرط الرئيس لضمان نجاح منشود في المفاوضات السياسية.
كما دعا ريابكوف إلى العمل على قطع طرق إمداد الإرهابيين، مشيرا إلى أن حدود سوريا الشمالية لا تزال غير محكمة ولا بد من إغلاقها.
وفي تعليقه على أنباء بأن الولايات المتحدة تصر على إعلان تهدئة مدتها سبعة أيام في سوريا من أجل الفصل بين المعارضين المعتدلين والإرهابيين، قال ريابكوف إن ما سيفيد التسوية السياسية في سوريا هو ليس تهدئة إضافية أحادية الجانب، إنما تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية والتأثير الفعال من قبل واشنطن وغيرها من العواصم العربية، والسعودية وقطر وجميع المشاركين في التحالف الدولي، "على أولئك الذين لا يزالون غير مستعدين للمفاوضات، بما في ذلك المفاوضات المباشرة مع حكومة دمشق".
ولفت الدبلوماسي إلى ازدواجية معايير واشنطن في ما يخص الأزمات الإنسانية في سوريا، قائلا إن الولايات المتحدة لا ترى مشاكل إنسانية في مناطق يحاصرها الإرهابيون، أما المناطق التي تخوض فيها القوات الحكومية السورية عملياتها "فتتحول فورا إلى مناطق منكوبة إنسانيا".
التركيز على الجانب العملي للتسوية
وذكر ريابكوف أن موسكو تدعو واشنطن وشركاءها الآخرين إلى التركيز على حل مسائل عملية تتعلق بالتسوية في سوريا، بدلا من السعي لكسب نقاط سياسية.
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن تمني موسكو أن لا يصبح الحوار العملي بينها وبين واشنطن، مجددا، "موضع مضاربات سيئة النية وشائعات من كل نوع".
ودعا الدبلوماسي زملاءه في واشنطن وعمان وجنيف ومدن أخرى تتم فيها مناقشة هذه الموضوعات، "إلى التركيز على حل عملي للمسائل، لا على محاولات لكسب هذه النقاط السياسية أو تلك، عن طريق تسريبات إعلامية".
المصدر: وكالات
https://telegram.me/buratha