اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأحد 7 أغسطس/آب أن مشاركة روسيا مهمة جدا في حل الأزمة السورية ولا يمكن تسويتها بدون جهود موسكو.
وأكد أردوغان في حديث لوكالة "تاس" الروسية قبيل توجهه إلى موسكو، قائلا: "بدون مشاركة روسيا من المستحيل إيجاد حل للقضية السورية، فقط وبالتعاون مع روسيا نستطيع وضع حل سياسي للأزمة السورية".
وأضاف "هذه الزيارة ستكون تاريخية. بداية جديدة.. وأنا على ثقة من أن المحادثات مع صديقي فلاديمير ستفتح صفحة جديدة في علاقاتنا الثنائية"... "أعتقد أنه أمام بلدينا الكثير لنعمله سويا".
وفي معرض تعليقه على علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، قال أردوغان: "الاتحاد الأوروبي تخلى عن وعود قطعها لتركيا... هو يخدعنا منذ 53 سنة... نحن وبشكل منهجي نبرهن على نزاهتنا وننتظر الرد بالمثل من الاتحاد الأوروبي...على الاتحاد أن يترك سياسة الكيل بمكيالين".
أردوغان: سنبحث مجددا علاقاتنا الاقتصادية مع روسيا
وفي منتدى اقتصادي في أنقرة، قال أردوغان، الثلاثاء 2 أغسطس/آب: "إذا جرى كل شيء كما خطط له، فإني سأزور سان بطرسبورغ في 9 أغسطس/أب، برفقة وفد رفيع المستوى.. وسنبحث مجددا علاقاتنا الاقتصادية.. ولن تكون هناك أي تقييدات (في أجندة المباحثات) من جانبنا". وأضاف أنه ينوي أن يبحث مع بوتين "أزمة الطائرة الروسية التي أظهرت تركيا أنها مسألة حساسة بالنسبة إليها".
وأشار أردوغان إلى أن أنقرة ردت على فرض موسكو عقوبات اقتصادية ضدها بـ"إجراءات جوابية محدودة جدا ولم تذهب إلى أبعد من ذلك لأنه أمر يمنعه القانون والضمير"، على حد تعبيره.
وفي 29 يونيو/حزيران الماضي، أجرى الرئيس الروسي مكالمة هاتفية مع نظيره التركي، ردا على رسالة من أردوغان قدم فيها اعتذارا لقيام تركيا بإسقاط القاذفة الروسية "سو-24"، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وأعرب عن اهتمام أنقرة بتسوية هذا الموضوع.
ووجه بوتين، بعد اتصاله مع أردوغان، الحكومة الروسية خوض محادثات مع تركيا لإعادة التعاون معها في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات، كما اتفق الرئيسان على إجراء محادثات في سان بطرسبورغ، في 9 أغسطس/آب الحالي.
ويتوقع مراقبون إعادة النظر في عدة مشاريع بين تركيا وروسيا، كانت قد تم تجميدها لأسباب مختلفة. ويدور الحديث في الآونة الأخيرة عن إمكانية استئناف العمل بمشروع السيل التركي، وكانت روسيا أعلنت مطلع ديسمبر/كانون أول 2014، إلغاء المشروع الذي كان يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، وتخلت عنه بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية "غاز بروم".
وبدلاً منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا من خلال "السيل التركي"، ليصل إلى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكين جنوبي أوروبا.
ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في الخط، 63 مليار متر مكعب سنويًا، منها 47 مليار ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 للاستهلاك التركي.
وشهدت المباحثات حول المشروع جمودا بعد توتر العلاقات بين روسيا وتركيا في نهاية العام الماضي، على خلفية حادثة إسقاط مقاتلتين تركيتين من طراز "إف - 16"، أن أسقطتا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي - 24"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عند الحدود مع سوريا.
وبدأت العلاقات بالعودة إلى طبيعتها بين موسكو وأنقرة، عقب إرسال الرئيس التركي، رسالة إلى نظيره الروسي، نهاية يونيو/ حزيران الماضي، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.
https://telegram.me/buratha