حشد الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، والفصائل المسلحة من جهة أخرى تعزيزات كبيرة من المقاتلين والعتاد في مدينة حلب وريفها شمالي سوريا، استعدادا لمعركة توصف بالمصيرية.
ويسعى الطرفان من خلالها للسيطرة الكاملة على المدينة، وتأتي هذه التعزيزات بعدما حقق المسلحون تقدما السبت الماضي جنوب غرب حلب وتمكنوا من فك حصار كانت القوات الحكومية قد فرضته الشهر الماضي على الأحياء الشرقية للمدينة، كما قطعوا طريق إمداد رئيسة للقوات الحكومية إلى الأحياء الغربية في حلب.
وأعلن تحالف مايسمى "جيش الفتح" الذي يضم "جبهة فتح الشام" وفصائل مسلحة أخرى، في بيان ليلة الأحد "بداية المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة".
وتنفي الحكومة السورية من حين لآخر أي تقدم ملحوظ للمسلحين أو أي سيطرة تامة على طرق الإمداد والمواقع العسكرية.
يذكر أن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة كان قد صرح الاثنين في مؤتمر صحفي في إسطنبول قائلا: "انطلقنا الآن من حالة حصار إلى حالة تحرير كامل حلب".
وأشار إلى أن سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بأكملها ليست سوى مسألة وقت.
وأشاد العبده في مقابلة مع وسائل الإعلام بتوحد الفصائل المعارضة بعد انضمام "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا) التي كانت ترتبط بتنظيم القاعدة، إلى الفصائل المسلحة الأخرى في المعركة على حلب.
من جانب آخر، وجهت طائرات سلاح الجو السوري ضربات مكثفة ضد مواقع وتجمعات المسلحين ومواقعهم النارية جنوب غرب حلب.
وتمكنت الطائرات الحربية السورية صباح الاثنين من تدمير عدة قوافل للمسلحين كانت قادمة من محافظة إدلب نحو مناطق جنوب غرب حلب.
وخلال الساعات الماضية نفذت الطائرات الحربية السورية 10 غارات، ورد المسلحون على ذلك بقصف حي الخالدية في حلب وسقطت قذيفتان على شارع النيل، وطال القصف أيضا تجمعات المسلحين بالقرب من كلية الإمداد والتموين وبالقرب من حي الراموسة.
ويتواصل القتال الضاري بين وحدات الجيش السوري وفصائل المسلحين بالقرب من مدرسة المدفعية ومدرسة التسليح.
ولا يزال مدخل حلب الرئيس من الجنوب مغلقا ويتعرض الطريق للقصف من المسلحين بالهاون والقنص.
وتشهد مدينة حلب منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام والمسلحين.
جدير بالذكر أن القوات الحكومية تمكنت منذ ليلة الأحد حتى فجر الاثنين من إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات إلى مناطق سيطرتها في غرب حلب عبر طريق "الكاستيلو".
ويخشى سكان الأحياء الغربية أن يتمكن مقاتلو الفصائل المسلحة من فرض حصار كامل عليهم، ما دفع الحكومة إلى استخدام طريق الكاستيلو الذي كان طريق الإمداد الوحيد إلى الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل، قبل تمكنها من قطعه في 17 تموز/يوليو إثر معارك ضارية.
ويقيم حوالى مليون و200 ألف نسمة في الأحياء الغربية تحت سيطرة القوات الحكومية مقابل نحو 250 ألفا في الأحياء الشرقية تحت سيطرة المسلحين.
ويحاول المجتمع الدولي حث الأطراف المتنازعة على استئناف الجولة الرابعة من المفاوضات السورية في جنيف أواخر أغسطس/ آب، لكن كما يبدو تستبق القوات الحكومية والفصائل المسلحة تغيير الوقائع على الأرض قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات، ليعطيها وزنا لفرض نظرتها السياسية على مستقبل التسوية.
https://telegram.me/buratha