شارت صحيفة الاندبنديت البريطانية الى أهمية لقاء الرئيس التركي بنظيره الروسي في مدينة سان بطرسبرغ، ملفتةً الى أن هذا التقارب الروسي التركي سيحدد التحولات القادمة في المشهد السورية.
وذكرت الاندبندنت في إحدى مقالاتها: بعد أن كانت تركيا تمثل ممرا لتهريب الأسلحة والقوات، لتنظيمات على غرار داعش والقاعدة بجميع فروعها في سوريا، والتي كانت تشكل التهديد الأكبر لدمشق. شكلت تحولات الداخل التركي بما فيها من إفشال محاولة الإنقلاب وتطهير الجيش، بالإضافة الى التحول الأهم على صعيد السياسة الخارجية لتركيا الذي تمثل بزيارة اردوغان لروسيا وإعلانه الصريح برغبة تركيا الإنضمام الى الحلف الروسي.
وأضافت الصحيفة: إن الخاسرين المحتملين من لقاء سان بطرسبورغ كثر، وتبدأ بـتنظيم “داعش” الارهابي والقاعدة سواء جبهة النصرة أو فتح الشام، وكل المجموعات المسلحة التي تقاتل النظام في سوريا والتي وجدت فجأة أن الدولة الأكثر موثوقية في تزويدها بالأسلحة تحالفت مع أكثر أعدائها شراسة. ومن بين أكبر الخاسرين المليارديرات في السعودية وقطر الذين كانوا يزودون بالأموال والأسلحة من أسماهم “المحاربين السنة” الذين يريدون إسقاط النظام في دمشق وبغداد.
واعتبرت الاندبندنت توجه اردوغان من الناتو الى روسيا سيكون له تداعيات كبيرة في المنطقة. وظهرت ملامحها مع محاصرة المسلحين من قبل القوات السورية وحلفائها في حلب.
في حال أن القوات الروسية المتواجدة في سوريا تواصل دعمها للجيش في هذا البلد، والمقاتلات الروسية تواصل تنفيذ ضرباتها الجوية على المسلحين في حلب أكثر من ذي قبل. ويبدو أن بوتين لن يتساهل تجاه تهريب صواريخ لإسقاط طائرات جيشه في سوريا عبر حدود تركيا.
ولفتت الصحيفة الى أنه على الناتو والاتحاد الأوروبي أن يعيدا التفكير مرة ثانية في حال ظنا أنه يمكن الاعتماد على حليفهما أردوغان لمتابعة تدمير النظام السوري أو وقف تدفق اللاجئين إلى أوروبا أو التساهل مع استخدام الطائرات الأمريكية لقاعدة أنجيرليك أو التسامح مع إعادة الأراضي في الأناضول لأرمينيا.
وذكرت بأن اردوغان قبل سفره الى روسيا أكد قائلا: هذه الزيارة نقطة تحول للجانبين الروسي والتركي، وانا بنفسي أحمل من قبل الشعب التركي، رسالة مودة وتحية طيبة الى الشعب الروسي.
ودعت الصحيفة إلى قراءة تصريحات الرئيس التركي التي نقلتها عنه وسائل الاعلام الروسية قبيل زيارته لافتاً في هذا الصدد إلى قوله: إنه لا يمكن إيجاد حل للأزمة السورية بدون روسيا. يمكننا حل الأزمة السورية فقط من خلال التعاون معها.
وأشارت الى تصريحات اردوغان قبيل زيارته الى روسيا، بحيث لمّح الى إمكانية التعاون مع الرئيس بشار الأسد؟. وكتبت الصحيفة: إذا كان بوسع أردوغان أن يسقط طائرة روسية ثم يعانق “صديقه” بوتين، فما الذي يحول دون أن يفعل الأمر نفسه مع سوريا!
واعتبرت “الاندبندنت” أن معركة حلب تمثل بعض التحديات الرئيسية للصراع بالنسبة لروسيا، ومنها أن موسكو كانت لديها أسباب عملية من التدخل في سوريا، حيث بدا أن الحكومة السورية على وشك الإنهيار، وسقوط هذا الحليف الإقليمي كان سيأخذ معه أهمية روسيا في الشرق الأوسط، ومعها مصلحتها العسكرية المهمة (قاعدة طرطوس البحرية).
كما كشفت الصحيفة الدور الاستخباراتي الذي لعبته كل من روسيا وإيران في تحذير أردوغان من مؤامرة الانقلاب العسكري. وبحسب كاتب المقال في الاندبندنت: إن العرب علموا بأن بوتين، ضابط الـ”كي جي بي” السابق، أرسل شخصياً رسالة لأردوغان بعد معرفته بمخطط الانقلاب من خلال ما رصده الروس في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية. كذلك أبلغ العرب بأن الإيرانيين الذين سيكونون سعداء بانقلاب أردوغان على الجماعات الارهابية في سوريا، حذّروا الرئيس التركي من الانقلاب.
وخلص المقال إلى الدعوة لمراقبة كلمة “إرهابيين” في البيانات التي ستلي قمة السلطان والقيصر، “تحالف سان بطرسبورغ ضد الإرهاب، الإرهاب، الإرهاب”. وقال: في حال سمعت هذه الكلمة من الأم روسيا في الساعات المقبلة عندها ستدرك أن الأمور ستتغير في سوريا.
https://telegram.me/buratha