أفاد مراسلنا في سوريا بأن الاشتباكات بين المسلحين الأكراد وقوات الدفاع الوطني الموالية للحكومة، في مدينة الحسكة انخفضت حدتها.
وقال المراسل مساء الخميس 18 أغسطس/ آب إن وتيرة الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء انخفضت حدتها وتجري بشكل متقطع في مركز الحسكة وأطراف حي النشوة، مشيرا إلى محاولات للتوصل إلى تهدئة باءت بالفشل.
وأضاف المراسل أن الاشتباكات بين قوات "الأسايش" الكردية وقوات الدفاع الوطني تصاعدت ما استدعى تدخل الطيران الحربي وقوات المدفعية التابعة للجيش لقصف مصادر النيران، التي تهدد حواجز الجيش والدفاع الوطني في الحسكة.
وأوضح المراسل أن القوات الحكومية تتهم الأكراد بالتمادي ومحاولتهم السيطرة على المدينة بشكل كامل، فيما يتهم الأكراد قوات الدفاع الوطني بالقيام بانتهاكات وتجاوزات هناك.
وكان متحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية صرح أن طائرات الجيش السوري قصفت مناطق يسيطر عليها الأكراد في مدينة الحسكة الخميس، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة في سوريا.
وقال المتحدث ريدور خليل لوكالة "رويترز" إن الضربات الجوية أصابت مناطق في الحسكة، التي تسيطر عليها جماعات كردية، بالإضافة إلى مواقع قوات الأمن الداخلي الكردية المعروفة باسم "الأسايش".
وأكد خليل سقوط قتلى وجرحى بالقصف، دون تحديد عددهم، وذكر أن القوات الحكومية قصفت مناطق كردية في الحسكة بالمدفعية واندلع قتال عنيف ما زال جاريا في المدينة.
من جهتها اتهمت وكالة أنباء "هاوار" التابعة للأكراد الجيش السوري بخرق الهدنة ليلة الثلاثاء الماضي، وذلك من خلال هجومه على إحدى نقاط تمركز قوات "الأسايش" في سوق الحسكة، لتندلع الاشتباكات وتتوسع حتى شملت أحياء أخرى.
وذكرت الوكالة الخميس أن المعارك مستمرة بين قوات "الأسايش" والقوات المساندة لها من جهة، والقوات الحكومية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة أخرى منذ الثلاثاء، مشيرة إلى قصف أحياء في المدينة بقذائف الهاون والمدافع وباستخدام الطيران الحربي أيضا.
وأشارت الوكالة إلى أن الاشتباكات أجبرت أهالي الأحياء، التي تشهد التوتر، إلى النزوح منها نحو المناطق الآمنة في الحسكة، فيما اضطر آخرون إلى الخروج من المدينة حرصا على سلامتهم.
هذا ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مراسلها في المدينة أنه تمكن من رؤية الطائرات السورية وهي تشن ضربات على مواقع عدة في المدينة التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الحكومية وقوات الأسايش الكردية على خلفية اتهامات بتنفيذ حملة اعتقالات متبادلة.
ونقلت الوكالة كذلك عن نشطاء تأكديهم بأن طائرات الحكومة استهدفت الخميس ستة مواقع على الأقل للقوات الكردية في مدينة الحسكة، تتوزع بين ثلاثة حواجز وثلاث مقار لوحدات حماية الشعب الكردية والشرطة التابعة لها "الأسايش".
وتتركز الاشتباكات، وفق "فرانس برس"، في حي مرشو وسط المدينة وحي النشوة في جنوبها، وتسببت منذ اندلاعها بمقتل 11 شخصا على الاقل، نقلا عن مصادر طبية في المدينة.
وتسبب تصاعد التوتر الذي اندلع الثلاثاء بين القوات الحكومية والجماعات الكردية في الحسكة، الواقعة، في شمال شرق سوريا إلى تفجر أسوأ موجة عنف بين الطرفين في المدينة.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان من الحكومة السورية أو الجيش تعقيبا على الأحداث في الحسكة.
وتسيطر "وحدات حماية الشعب" على ثلثي مساحة مدينة الحسكة فيما تسيطر قوات الحكومة على الجزء الأخر من المدينة وتحتفظ بمقار حكومية وإدارية تابعة لها.
https://telegram.me/buratha