اعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة 19 أغسطس/آب أنها أرسلت مقاتلات لحماية مستشاريها العاملين مع القوات الكردية بعد أن قصفت طائرات سورية مواقع في الحسكة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس أن مقاتلتين سوريتين شنت غارات على القوات الكردية التي يدربها مستشارون أمريكيون في المنطقة المحيطة بمدينة الحسكة شمال شرق سوريا.
وذكر المتحدث أن البنتاغون، أرسل مقاتلاته إلى المنطقة، لكن الطائرات السورية كانت غادرت المنطقة قبل وصول المقاتلات الأمريكية، قائلا: "إرسال المقاتلات يأتي كإجراء لحماية قوات التحالف"..."سنضمن سلامتهم (قواتنا)، وعلى النظام السوري عدم القيام بأمور تعرضهم للخطر. وننظر بجدية بالغة للحوادث التي تعرض التحالف للخطر، ولدينا الحق الثابت في الدفاع عن أنفسنا"... "هذا أمر غير عادي مطلقا، لم نشاهد النظام السوري يقوم بمثل هذا ضد وحدات حماية الشعب الكردية"، المدعومة من الولايات المتحدة.
وأكد المتحدث عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية، حيث نقلت إلى مكان آمن خارج المنطقة، فيما يقوم التحالف حاليا بدوريات قتالية جوية إضافية في المنطقة.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن الطائرات السورية عاودت قصف الحسكة الجمعة لليوم الثاني على التوالي، متجاهلة التحذير الأمريكي.
الجيش السوري: قوات الأسايش صعدت أعمالها الاستفزازية في الحسكة
وأصدرت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية الجمعة بيانا جاء فيه: "الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني "الأسايش" صعد في الآونة الأخيرة من أعماله الاستفزازية في مدينة الحسكة كالاعتداء على مؤسسات الدولة وسرقة النفط والأقطان وتعطيل الامتحانات وارتكاب أعمال الخطف بحق المواطنين الآمنين وإشاعة حالة من الفوضى وعدم الاستقرار".
وأضافت البيان، الذي نشرته وكالة "سانا" السورية أن أعمال "الأسايش" أخذت طابعا أكثر خطورة بتطويق مدينة الحسكة وقصفها بالمدفعية والدبابات واستهداف مواقع الجيش السوري داخلها ما أدى إلى مقتل العسكريين والمدنيين”.
وأكد أنه رغم جميع المحاولات التي جرت لاحتواء الموقف وإعادة الهدوء والاستقرار إلى المدينة إلا أن "الأسايش" لم يبدوا أي تجاوب و"استمروا في ارتكاب جرائمهم" بهدف السيطرة على مدينة الحسكة الأمر الذي استدعى ردا مناسبا من قبل الجيش السوري باستهداف مصادر إطلاق النيران وتجمعات العناصر المسلحة المسؤولة عن هذه الأعمال.
آلاف المدنيين يغادرون الحسكة مع استمرار القصف
وأفاد مصدر عسكري لمراسلنا بأن وحدات الجيش السوري والدفاع الوطني تصدت لمحاولات وحدات الحماية الكردية و"قوات سوريا للديمقراطية" والجيش الحر الدخول الى صوامع الحبوب وكلية الاقتصاد ومستودعات النفط ومنعتهم من الدخول بعد مقتل العديد منهم.
من جهته قال ناصر حاج منصور وهو مسؤول كردي في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" المرتبط بـ "وحدات حماية الشعب" إن القوات الكردية انتزعت السيطرة على مبان من الحكومة بينها كلية للاقتصاد.
وتسيطر "وحدات حماية الشعب" على أكثر من ثلثي الحسكة منذ العام الماضي، فيما تسيطر الحكومة السورية على باقي المدينة.
وأعلن متحدث باسم "وحدات حماية الشعب" الكردية أن "السلطات الكردية" المحلية أجلت الجمعة آلاف المدنيين من المناطق الكردية في الحسكة في اليوم الثاني للضربات الجوية والقصف المدفعي.
وقال المتحدث ريدور خليل لوكالة "رويترز" إن عشرات المدنيين قتلوا خلال 48 ساعة الماضية، واصفا المعركة بأنها الأشرس بين الوحدات الكردية والحكومة السورية منذ بداية الأزمة في البلاد قبل خمس سنوات.
وحمل نشطاء الطرف الكردي المسؤولية في إشعال فتيل الأزمة حيث أقدمت قوات الأمن الكردية بالتقدم صوب مناطق تسيطر عليها الحكومة، واحتجز بعد ذلك مقاتلون موالون للحكومة شبانا أكرادا، ومن ثم اندلع القتال بعدها.
https://telegram.me/buratha