أطل أمين عام حزب الله لبنان السيد حسن نصرالله من خلال إلقاء كلمة مباشرة بضاحية بيروت الجنوبية بمناسبة ليلة عاشوراء الحسين عليه السلام، حيث حذر في جانب منها من أن الأميركان يريدون سحب كافة مسلحي جماعة "داعش" الإرهابية من الموصل وتجميعها في سوريا، للقيام في المستقبل بأدوار جديدة.
ولفت السيد نصرالله إلى أن المشهد العام في المنطقة مشهد تصعيد وتوتر خلافاً لما كان عليه قبل أشهر، موضحاً أن ما يجري في المنطقة له تأثير كبير وحاسم على أوضاع لبنان.
وأشار إلى أن التصعيد في اليمن وصل إلى ذروته في هذه الأيام وقال إن النموذج البارز له كان القصف السعودي لعزاء صنعاء.
كما بين أن قبل أسابيع كانت هناك فرصة لوقف إطلاق النار في سوريا عبر الحوار الروسي – الأميركي، موضحاً أن الجانب الأميركي انسحب من المفاوضات مع روسيا وألغى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال السيد نصرالله إن الأميركيين اكتشفوا أن فصل النصرة عن باقي الجماعات المسلحة غير متاح لأن العلاقة معهم عضوية.
وحذر من أن الأميركيين يريدون تجميع كافة مسلحي "داعش".. ومن أن هناك مساع لفتح الطرق أمام جماعة داعش لتخرج من الموصل وتتجمع في الرقة ودير الزور السوريتان.
ونوه إلى أن الغارات الأميركية في دير الزور لم تأت على سبيل الخطأ وإنما تمت لإبعاد الجيش السوري عن المنطقة وفتح المجال لمجيء داعش.
وصرح السيد نصرالله أن: المراد هو كنس داعش من الموصل وتجميعها في سوريا، للقيام في المستقبل بأدوار جديدة.
وفي هذا الشأن نوه إلى أن: "الاسرائيليون" احتجوا على ضرب داعش وشعروا بالخطر.
وفيما حذر من أن المنطقة مقبلة على المزيد من التصعيد والمواجهات، نوه بأن المطلوب تجاه كل ذلك هو الثبات والصمود.
وقال أمين عام حزب الله: يجب المحافظة على إنجاز إفشال مخطط إسقاط الحكومة السورية.
وأوضح أن أميركا والسعودية وبعض دول المنطقة تصر على إفشال الحلول السياسية في سوريا.
وقال: إن السعودية تضع شروطاً تعجيزية للحل السياسي، ففي اليمن تصر على بقاء الرئيس الذي انتهت ولايته.. وفي سوريا تصر السعودية على رحيل الرئيس السوري كشرط رئيسي للحل السياسي.
وحذر من أن: الهدف هو سقوط سوريا وإضعافها من أجل عيون حليفهم "إسرائيل".
وناشد الدول الخليجية أنها أذا كانت تريد الخير لسوريا لكانت وافقت على الحل السياسي في سوريا.
وصرح السيد حسن نصرالله أن الحكومة السورية كانت دوماً منفتحة على أي حل لبلدتي الفوعة وكفريا.
وأضاف: لو سلم الشعب السوري سوريا للمسلحين ولم تصمد القيادة فإن حاضرها ومستقبلها سيكون مشهد التقاتل.
وفيما أشار إلى أن العقل الظلامي التكفيري حول الانتصار في أفغانستان إلى جنازة، نوه أن "الشعب السوري وحده يستطيع حسم المعركة والصراع في سوريا."
وبالشأن اليمني وخاصة مجزرة صنعاء الأخيرة لفت أمين عام حزب الله لبنان أن: هناك عدوان سافر في وضح النهار على صالة كبيرة والناس محتشدون والعدوان كان يعرف ما يجري هناك.
وبين أن العدوان السعودي كان يتعمد إيقاع أكبر عدد من الضحايا بالموجودين في صالة صنعاء.
وفيما شدد على ألا ينبغي الربط بين الانتخابات الرئاسية اللبنانية وبين المجزرة التي وقعت في صنعاء، قال إن: النظام السعودي قد ارتكب خطأ تاريخيا عندما تصور أنه يستطيع حسم معركة اليمن ويسجل نصراً تاريخياً خلال أسابيع.
وأشار إلى أن على مدى أكثر من سنة ونصف شنت السعودية حرباً ضروساً ضد اليمن، مشدداً على أن اليمنيون قد صمدوا أمام العدوان السعودي رغم الصمت العالمي تجاه ما يجري.
ولفت إلى أنه ورغم مظلومية اليمنيين لكنهم وافقوا على التفاوض لكنهم وجدوا من يطلب منهم في الكويت الاستسلام.
وأوضح أن عدد الجرحى الذين أوضاعهم صعبة نتيجة مجزرة صنعاء بلغ 600 مصاب بينما ترفض السعودية معالجتهم.
وحذر من أن على السعودية أن تدرك أن معركة اليمن ليس فيها أفق ولن تحقق انتصاراً فيها.
وشدد على أن إصرار السعودية على استمرار الحرب في اليمن لن يؤدي إلى خسران اليمن وحسب وقال إنما السعودية ستخسر نفسها أيضا.
وأضاف أن: العالم كله بدأ يعي أن كل إرهاب يقع في العالم يرجع إلى السعودية.
وفيما أشار إلى أن السعودية باتت عاجزة عن الدفاع عن حدودها أمام اليمنيين قال "يتعين على السعودية العودة إلى رشدهم."
وقال: إن لم يكف السعوديون عن سفك دم اليمنيين فان دمهم سيجرفهم إلى مزبلة التاريخ
https://telegram.me/buratha