اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أن جوهر القضية السورية هو نفسه الذي شكل محور قضية يوغسلافيا السابقة والحرب على العراق، مؤكدا أنه بوسع السوريين أن يحلوا مشكلاتهم بأنفسهم في غضون أشهر.
وفي مقابلة مع صحيفة "بوليتكا" الصربية، نشرت الخميس 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وافق الرئيس الأسد مع الرأي القائل إن تطورات الأزمة بسوريا تشبه الوضع في يوغسلافيا السابقة والحرب في البوسنة والهرسك والحرب في كوسوفو.
وعلق الرئيس السوري على هذا الرأي قائلا لمراسل الصحيفة: "قد تكون تلك حقبة مختلفة.. وذات شكل مختلف.. لكن الجوهر هو نفسه: ما حدث في بلادكم وما يحدث الآن في بلادنا".
وأشار الأسد في هذا الخصوص إلى الحملات الدعائية الغربية ضد سوريا، ولا سيما المزاعم حول استخدام دمشق أسلحة كيميائية.
واعتبر أن الهدف من هذه الحملات "هو إظهار أن ثمة صورة بالأبيض والأسود.. شخص سيئ جداً ضد شخص جيد جداً.. هذا يشبه رواية جورج دبليو بوش خلال الحرب على العراق وعلى أفغانستان".
وأكد أن مثل هذه الحملات تستهدف التأثير على الرأي العام، لنيل التأييد "إذا أرادوا أن يتدخلوا سواء مباشرة من خلال الهجمات العسكرية، أو من خلال دعم وكلائهم المتمثلين بالإرهابيين في منطقتنا".
وشدد على أنه لم تعد لدى الحكومة السورية أي أسلحة كيميائية منذ عام 2013. وشدد قائلا: " تخلينا عن ترسانتنا.. لكننا حتى قبل ذلك لم نستخدمها عل الإطلاق".
كما طرح الصحفي الصربي على الرئيس الأسد سؤالا حساسا متى ستنتهي الحرب في سوريا.
وأجاب الرئيس السوري قائلا إن فترة أقل من عام ستكون مدة كافية لحل المشاكل الداخلية "لأنها ليست معقدة جداً من الداخل".
وأوضح قائلا: "تصبح المشكلة أكثر تعقيداً فقط عندما يحدث المزيد من التدخل من قبل القوى الأجنبية. عندما تترك تلك القوى الأجنبية سوريا وشأنها، يمكننا حل المشكلة كسوريين خلال بضعة أشهر، خلال أقل من سنة. ذلك أمر بسيط جداً.. ونستطيع فعله، لكن شريطة عدم وجود تدخل خارجي". لكنه شكك في إمكانية عدم التدخل الخارجي.
واعتبر أن الأزمة السورية جاءت على خلفية سعي الولايات المتحدة لتقويض موقع روسيا كقوة عظمى في العالم، بما في ذلك في سوريا .
وأضاف: "قد تكون سوريا أحد تلك الأماكن التي يمكن تحقيق ذلك فيها، طبقاً لطريقتهم في التفكير".
الأسد: الغرب يتحمل مسؤولية فشل الهدنة
حمَّل الرئيس السوري الولايات المتحدة والدول الغربية الحليفة لها المسؤولية عن فشل وقف إطلاق النار الأخير بسوريا.
واعتبر الأسد أن الإرهاب والإرهابيين بالنسبة للأمريكيين مجرد ورقة يريدون أن يلعبوها على الساحة السورية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن الدول الغربية أرادت استخدام القناع الإنساني لإيجاد مبرر للمزيد من التدخل في سورية، سواء أكان عسكرياً أو عن طريق دعم الإرهابيين.
الأسد: لا أضيع وقتي بالإصغاء إلى تصريحات كلينتون وترامب
كما قلل الأسد من أهمية تصريحات المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الأمريكية، مشددا على أنه لا يصدقهما مهما يقولان.
وأضاف: "أعتقد أن النقاش بشأن هذه الانتخابات في سائر أنحاء العالم يدور حول من هو الأفضل.. كلينتون أو ترامب.. أما في سوريا فإن النقاش(بشأن الانتخابات الأمريكية) يدور حول من هو الأسوأ وليس من هو الأفضل. وبالتالي، لا أعتقد أن أياً منهما سيكون جيدا بالنسبة لنا".
وشدد قائلا: "إننا لا نثق بكلامهم..إنهم غير صادقين، بصرف النظر عما يقولون.. سواء قالوا كلاماً جيداً أو سيئاً".
وأوضح أن السياسية الواقعية ستعتمد على مجموعات الضغط، وعلى نفوذ التيارات السياسية المختلفة في الولايات المتحدة بعد الانتخابات.
وأضاف: "لذلك فنحن لا نضيع وقتنا بالإصغاء إلى كلامهم وخطبهم.. إنه مجرد هراء".
................
https://telegram.me/buratha