كشف طلال سلو، أحد المنشقين رفيعي المستوى، من القوات التي يقودها الأكراد، عن تفاصيل مهمة، بشأن تحرير مدينة الرقة السورية من تنظيم "داعش"الارهابي
وتحدث طلال إلى رويترز في مكان آمن على حدود أنقرة في حضور ضباط أمن أتراك لحمايته، ونفى ما أثارته قوات سوريا أنه تعرض لضغوط في انشقاقه عن طريق تركيا حيث يعيش أولاده.
وكان سلو يشغل منصبًا حساسًا في القوات الكردية المدعومة بشكل كبير من واشنطن، إلا أنه أعلن مؤخرًا انشقاقه وانتقاله إلى تركيا، وقد تحدث لوكالتي الأناضول ورويترز عن تفاصيل عمل القوات الكردية ودور الولايات المتحدة، وكان سلو بمثابة واجهة وصوت لشريك الولايات المتحدة الرئيسي ضد "داعش" في سوريا، بحسب ما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأميركية، الجمعة 8 ديسبر/ كانون الأول 2017.
وقال المتحدث السابق لقوات "سوريا الديمقراطية" التي يمثل المقاتلون الكرد الجزء الأكبر منها، في تقريره عن سقوط المدينة، إن الجيش الأمريكي سمح لآلاف المقاتلين من تنظيم "داعش" بمغادرة المدينة التي كان التنظيم يتخذها عاصمة له، بحسب وكالة "رويترز".
وبينما رفض مسؤولون أمريكيون تلك التصريحات، وقالوا إنها "زائفة ومفبركة"، روى مسؤول أمني في تركيا أحداثًا مشابهة عن هزيمة "داعش" في معقلها الأبرز بسوريا، بحسب وكالة رويترز.
وكان سلو المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، وأحد المسؤولين الذين أبلغوا وسائل الإعلام فى منتصف أكتوبر/تشرين الأول —عندما تم كشف الصفقة- أن أقل من 300 مقاتل غادروا الرقة مع عائلاتهم، بينما كان آخرون يقاتلون.
وقال سلو في مقابلة مع وكالة رويترز، إنَّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سمح بخروج عددٍ كبير من المقاتلين، أكثر بكثير من الرقم الذي أعلنه سابقًا، من المدينة التي كانت محاصرة.
وأضاف أن مسؤولًا أمريكيًا في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، وافق على الصفقة خلال اجتماع مع قائد قوات سوريا الديمقراطية.
وسُرِّبَت الأخبار لأول مرةٍ عن اتفاقٍ سري بين قوات "سوريا الديمقراطية" و"داعش" الشهر الماضي، بعد تحقيقٍ استقصائي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وحينها نفى التحالف الذي تقوده أمريكا أن يكون طرفًا في أي اتفاقات.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة "توصلت إلى اتفاقٍ لخروج الإرهابيين مع عائلاتهم، وهم نحو 4 آلاف شخص"، لافتًا إلى أن جميع من غادروا كانوا من مقاتلي "داعش" باستثناء 500 شخص فقط.
وقال الحليف الأمريكي السابق، إنهم اتجهوا شرقا إلى المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في دير الزور، حيث كان الجيش السوري يواصل تقدمه، ثم منعت قواته كل حركة السفر إلى الرقة لمدة ثلاثة أيام في أكتوبر/تشرين الأول، تحت دعوى أن هناك مخاطر شديدة بسبب الاشتباكات المستمرة.
"لكن ذلك كله كان مجرد مسرحية" يقول سلو: "في الواقع، كانوا يوفرون الغطاء اللازم لخروج آلاف المقاتلين والمئات من أفراد أسرهم".
وأنكرت قوات سوريا الديمقراطية كل ذلك، وقال التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة، إنه "لا يعقد صفقات مع الإرهابيين"، ووصف "مزاعم تواطئه مع داعش اتهامات كاذبة".
غير أن مسؤولا أمنيًا تركيًا قال إن عدد عناصر داعش الذين غادروا الرقة أكبر مما كان معترفا به، مضيفًا أن "التصريحات التى تفيد بأن الولايات المتحدة تخوض صراعات كبيرة في الرقة غير صحيحة، بل إنها تهدف إلى تحويل الانتباه عن رحيل تنظيم داعش".
وكان دعم أمريكا للمقاتلين الأكراد سببًا رئيسيًا للخلافات بين تركيا وأمريكا، حيث تقول تركيا إن وحدات حماية الشعب الكردية تمثل امتدادًا لحزب العمال الكردستاني الذي شن حملة تمرد على مدار ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا وتعتبره الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة إرهابية.
وأكد سلو أن القوات الكردية تولت الإعداد لنقل جميع المسلحين الباقين من تنظيم "داعش" في مدينة الرقة، وكشف أن محادثات جرت في الرقة بين شاهين جيلو القائد الكردي بقوات "سوريا الديمقراطية" ووسيط من "داعش" كان صهر أمير التنظيم في الرقة، وأشار إلى أنه بعد أن توصلا إلى اتفاق، اتجه جيلو إلى قاعدة عسكرية أمريكية قرب قرية جلابية، وأنه "عاد بموافقة الإدارة الأمريكية على اتجاه هؤلاء الإرهابيين إلى دير الزور".
وقال التحالف قبل أسبوعين إن أحد قادته كان حاضرا في المحادثات لكنه لم يكن مشاركًا بشكل نشط في الصفقة التي قيل إنها تمخضت عن اتفقا يسمح لإرهابيي داعش المسلحين بالخروج من الرقة، بحسب رويترز.
https://telegram.me/buratha