تساءل رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية، اليوم الأربعاء: كيف يتسنى للسعودية المستبدة المعادية للديمقراطية ان تعمل على تنمية الديمقراطية في سوريا!؟
وفي كلمته خلال مؤتمر "العرب وإيران" الثاني في بيروت، قال كمال خرازي ان العلاقات بين ايران والعرب تمتد لآلاف السنين، ولابد من الحديث عن تفاصيلها في الوقت المناسب، وأشار الى تقبل الايرانيين لدين الاسلام، وقال: منذ دخول الايرانيين في الاسلام، دخلت العلاقات بين ايران والعرب منعطفا جديدا، حيث قرّب دين الاسلام بين الايرانيين والعرب تحت مظلة الأمة الاسلامية.
ولفت الى ان الايرانيين ساهموا بشكل كبير في تطوير الحضارة الاسلامية ونشرها الى مناطق اخرى في العالم كشمال افريقيا وجنوب اوروبا وشرق آسيا، واللطيف ان العلماء الايرانيين كانوا يدونون آثارهم باللغة العربية.
وتطرق الى ضعف الاواصر بين ايران والعرب في القرن العشرين بعد انطلاق موجة القومية العربية وايضا تنامي موجة القومية الايرانية، ولكن لم يمض وقت طويل حتى انتصرت الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الإمام الخميني (رض) حيث أزاحت السحب القاتمة، وتم إقرار أواصر قوية بين الايرانيين والعرب في ظل الشعارات الوحدوية الاسلامية..
ولفت الى ان النظام الشاهنشاهي كان قد اختار الكيان الصهيوني الغاصب كحليف له في المنطقة، بحيث ان يوفر الوقود للطائرات الصهيونية خلال هجماتها على الدول العربية في حرب 1967.
وأكد ان الثورة الاسلامية الايرانية وضعت مواجهة الصهيونية وتلبية حقوق الفلسطينيين وتحرير القدس الشريف ضمن اولويات اهتماماتها، انطلاقا من مقارعة الاسلام للظلم، ورغم مضي قرابة 4 عقود على انتصار الثورة الاسلامية ورغم كل الاثمان السياسية والاقتصادية الباهظة التي تحملتها ايران، فإنها مازالت تواصل دعمها للقضية الفلسطينية.
وتابع: من المؤسف ان بعض الحكام العرب الرجعيين، المتخوفين من أثر الثورة الاسلامية، اختاروا المواجهة ضد الثورة الاسلامية الايرانية، وفرضوا على الشعب الايراني حربا استمرت ثماني سنوات، وحاولوا من خلال الدعايات المكثفة المعادية لإيران، ان يغرسوا بذور العداء بين الايرانيين والعرب، أو من خلال دعم الفكر التكفيري وتشكيل تنظيمات كالقاعدة وطالبان لمواجهة الثورة الاسلامية.
وقال خرازي: ان الترتيبات الامنية واستقرار المنطقة من القضايا المهمة التي ينبغي مناقشتها بين ايران والعرب وبامكان بيروت ان تكون حلقة وصل بين ايران والعرب لتلاقي الآراء والافكار.
وأكمل: لو كانت هناك نظرة استراتيجية تجاه القدس وفلسطين المحتلتين لما ابتلينا بمعاهدات على غرار اتفاق "اسلو".
ومضى خرازي قائلا: ان الضغوط التي تتعرض لها ايران تأتي بسبب دفاعها عن المنطقة والدول الاسلامية، مضيفا: ان ايران منعت سقوط دمشق وبغداد بيد جماعة "داعش" التكفيرية ولو سقطت الدول العربية بيد "داعش" لكان الكيان الصهيوني هو الرابح الاكبر، مشيرا الى ان السعودية قامت بتزويد الارهابيين بالسلاح في سوريا والعراق لتأمين مصالح الكيان الصهيوني، وان الوثائق الموجودة تكشف بوضوح تدخل السعودية في مصر والبحرين واليمن، وعملها على حرف مسار الصحوة الاسلامية في هذه الدول.
وتساءل: كيف يتسنى للسعودية وهي دولة مستبدة معادية للديمقراطية ان تعمل على تنمية الديمقراطية في سوريا!؟.
وألمح خرازي الى ان قوة العلاقات بين الايرانيين والعرب كانت الى حد عجز الاستعمار في احداث شرخ فيها، لافتا الى أن بعض الحكام العرب اطلقوا شعار الهلال الشيعي لايجاد شرخ في العلاقات بين ايران والعرب.
وأردف: انه من المؤسف اننا نشهد اليوم تآمرا جديدا بين الكيان الصهيوني والقادة الرجعيين العرب ضد الشعب الفلسطيني المضطهد، ومن نتائج هذا التآمر التطبيع في العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني وإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.. الامر الذي يتطلب مشاورات ونقاشات بين المثقفين العرب والايرانيين لمواجهة هذه المؤامرة.
https://telegram.me/buratha