حول العملية العسكرية التركية في عفرين وأسبابها وأهدافها الحقيقة والنهاية المتوقعة لها في ظل اللغط الكبير حولها محلياً في سوريا وإقليمياً ودولياً، في حوار خاص إستضاف برنامج "ماوراء الحدث" المحلل السياسي التركي ومدير مكتب قناة "أولوصال" في دمشق دنيز بستاني.
تحدث بستاني عن أنه بالتوازي مع العملية العسكرية وقبلها كانت هناك تحركات تركية غير معلنة لجهة إصلاح العلاقة مع سورية منعتها الولايات المتحدة.
سبوتنيك: بما يخص أهداف تركيا الحقيقية وغير المعلنة لعملية "غصن الزيتون " في عفرين أجاب بستاني قائلاً:
أهداف العملية العسكرية التركية في عفرين هي للقضاء على الإرهابيين الذين يهددون أمن تركيا ووحدة أراضيها وللحفاظ على وحدة سورية ومنع تقسيمها لأن تقسيم سورية يشكل خطراً كبيراً على الأمن القومي التركي، أتت هذه العملية أيضاً بناء على التهديدات التي كانت
تعاني منها منطقة الحدود السورية التركية وخاصة في هطاي وأنطاكيا وفي إسكندرون، في الحقيقة نحن قلنا للحكومة التركية أنه لابد وأن يكون هناك تنسيق مع دمشق، يوم أمس سمعنا تصريح وزير الخارجية التركي الذي لم يأتي على ذكر لا روسيا ولا إيران، وإنما قال نحن أرسلنا رسالة خطية إلى دمشق نعلمهم بالبدء بالعملية،
وحتى لو أن سورية قالت أنه لايوجد شيء من هذا القبيل هذا بالمحصلة يدل أن وزير الخارجية التركي يحاول فتح المجال للتواصل وعلى أنه في المستقبل لابد من أن يكون هناك تنسيق بين دمشق وأنقرة لمواجهة الإرهاب،ونحن نعتبر أن كل من يحمل السلاح في سورية هم إرهابيون يأتمرون ويعملون لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
سبوتنيك: وحول مخالفة تركيا للقوانين الدولية التي تحكم العلاقة بين مع دول الجوار وعدم التنسيق مع الحكومة السورية في عملية "غصن الزيتون " وإنتهاكها للسيادة السورية
قال بستاني:نحن كنا قد حذرنا الحكومة التركية ، وكتبنا تقارير ووجهنا رسائل خطية حول هذا الموضوع، بأنه في حال القيام بأي عملية في الأراضي السورية لابد من التنسيق مع سورية، لأن عفرين وإدلب هي أراض سورية ومن حقهم في سورية أن يعتبروا التحرك التركي إحتلالاً
لذا لابد من أن يتم تنسيق أي عملية على لأراضي السورية مع دمشق ،ويمكن أن نقول أن هناك حرباً بدأت بين تركيا والولايات المتحدة على الأرض السورية، وفي واقع الأمر الأمر بدون تنسيق مع روسيا وإيران كان من المستحيل أن تبدأ العملية ومع دمشق أيضاً،
وفي الحقيقة عندما توجهت تركيا إلى روسيا بهذا الخصوص، أصرت روسيا على أنه لابد من التنسيق مع دمشق، وبما أن وزير الخارجية التركي تحدث بهذا الشكل هذا يعني أنه أعطى مجال لفتح العلاقات مع سورية، صحيح هناك مشاكل بين سورية وتركيا ولكن بنفس الوقت تركيا تحارب حالياً أعداء سورية وعليها بذات الوقت أيضاً أن تنسق مع سورية في نهاية المطاف.
سبوتنيك: وحول دعم تركيا للمجموعات الإرهابية المسلحة على الأرض السورية وإستخدامها لتنفيذ مشاريعها أجاب بستاني:تركيا أرادت إعادة العلاقات مع سورية وهذا ضروري لذا عليها القيام ببعض الأمور، لأن تركيا إن كانت فعلا تريد الحفاظ على وحدتها وحدودها وعلى الإستقرار والأمن في المنطقة فلابد من التنسيق مع سورية، تركيا حالياً يجب أن تقطع دعم الإرهاب مثل "جيش الحر"
وغيره، ومايعيق ذلك حالياً أنه لايوجد علاقات بين سورية وتركيا، نعم تركيا تسخدم هذه المجموعات ضد الإرهابيين في سورية، وأنا متأكد في حال نجحت عملية عفرين بإن تركيا سوف تتجه نحو التنسيق مع سورية حتى يتم تقرير مصير السوريين المدعومين من قبل تركيا مثل "جيش الحر" وغيره.
لأنهم إذا بقوا في تركيا سوف تقوم مشاكل بين دمشق وأنقرة من جديد وللعلم إن معظم الجيش الحر من السوريين حوالي 80 بالمئة هم سوريون، هذا الأمر من المبكر البت به، وإن تم الحديث عن عملية عفرين بأن "الجيش الحر"هو من يقوم بها فهو غير دقيق.
لأنه في الحقيقة من يقوم بالعملية هو الجيش التركي، حيث أنه يقوم بعمليات القصف الجوي في عفرين 40 طائرة أقلعت من مطار ديار بكر، وهناك 50 دبابة سوف تدخل عفرين خلال إسبوع، ما يجري أكثر من عمليات عسكرية عادية ومن ممكن أن نسميها حرب دولة.
سبوتنيك: وفي معرض الحديث عن مستقبل العلاقة السورية التركية في ظل هذ التصعيد قال بستاني:
أريد أن أنوه هنا إلى أنه مع بداية عام 2017 بدأت تركيا تفكر بإعادة العلاقات مع سورية وهناك قرار من الرئيس أردوغان لتأسيس لجنة في البرلمان التركي مهمتها تصحيح العلاقة مع سورية ولم يتم الإعلان عنها لأن الولايات المتحدة كانت ضد هذا الأمر فهي لاتريد إصلاح العلاقة التركية السورية،
وهذه اللجنة لوتم الإعلان عنها قبل ذلك لكان هناك خطراً و تخوفاً من أن يتم القيام بإعتداءات على كليس وهطاي وأنطاكية وأسكندرون بناء على تهديدات مسبقة.
سبوتنيك: أما عن سبب تسمية عملية عفرين العسكرية التركية ب "غصن الزيتون " أوضح بستاني ذلك قائلاً:
تركيا تنوي إنهاء الإرهاب بشكل كامل في سورية بعد عفرين سوف يتجه الجيش التركي نحو منبج ومنها إلى الرقة ومن بعدها سوف تنسحب القوات التركية من الأراضي السورية ولايوجد أي هدف للإحتلال أو إقامة قواعد عسكرية تركية في سورية، وتركيا حالياً تحارب ضد أمريكا وضد مشروع التقسيم وتحول دون إقامة كيان على الحدود السورية نحن نسميه إسرائيل الجديدة، والآن تركيا في شرق الفرات تضطر للتنسيق مع أمريكا وهي تنسق مع إيران ومع روسيا ولكن التنسيق الأساسي يجب أن يكون مع الدولة السورية، ووفي النهاية تسمية العملية التركية في عفرين بعملية "غصن الزيتون" بالتركي تعني أنه في حال الخصام بين طرفين لتحقيق الصلح يقول أحدهما للآخر أعطيني غصن الزيتون ونتفق، وأنا برأي تسمية هذه العملية ب "غصن الزيتون " إنطلاقا من محتواها ومعناه، هي بحد ذاتها رسالة إلى سورية.
https://telegram.me/buratha