"فرصة القرن"... هكذا وصف جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورشة "السلام من أجل الازدهار"، التي انطلقت أعمالها مساء أمس في العاصمة البحرينية المنامة.
كوشنر، أسدل الستار على الشق الاقتصادي من خطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم "صفقة القرن"، في حين لم تتوقف التظاهرات الفلسطينية الرافضة لأعمال الورشة، رافعين شعار: "الأرض مش للبيع".
وعرض كوشنر فيديو دعائيًا خلال ورشة البحرين لقطاع غزة، يظهر تحويل غزة إلى ما أشبه بـ"مدينة أحلام"، وزعمت بعض التقارير أن الخريطة التي عرضها كوشنر تتضمن أجزاءً من سيناء المصرية.
وسبق وأن قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن "مصر لن تتنازل عن حبة وذرة رمل من أراضي سيناء التي استشهد من أجلها العديد من المواطنين المصريين الشرفاء دفاعا عنها وسعيا لاسترجاعها، فليس هناك أي شيء يستطيع أن ينتقص من السيادة المصرية على سيناء".
القيادي في حركة "حماس"، مصطفى الزهار، قال إن "لدينا 4 ثوابت لا تتغير بتغير الزمان؛ الإنسان، الأرض، العقيدة، والمقدسات بما تتضمنه من مساجد وكنائس تاريخية، ولا يمكن لخطة كوشنر التي عرضها في ورشة المنامة أن تحافظ على كل الشعب، وكل الأرض والمقدسات".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "خطة كوشنر مهما زينها وجملها بالكلام، ليست لها قيمة على أرض الواقع، نحن لا نقبل إلا بكل الأرض وكل العقيدة وكل المقدسات".
وتابع: "أما فيما يتعلق بأي أرض أخرى، مثل مصر أو الأردن أو لبنان، أو غيرها فهذا قرار عربي لا يمكن لكوشنر أن يتدخل فيه، لا تملى علينا هذه القرارات، البديلة عن أرضنا ومقدساتنا وشعبنا".
وأشار القيادي في حركة حماس، إلى أن "ورشة المنامة في حقيقتها رشوة، تحاول أمريكا عرضها في السوق السياسي، ليروا ردود الأفعال"، مضيفًا: "موقفنا ثابت ورافض لما يحدث، لن نتنازل عن حقنا التاريخي في أرضنا ما قبل عام 1948".
بدوره، قال الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية ومستشار العلاقات الدولية، إن "الكلمة التي ألقاها كوشنر والفيديو الذي عرضه خلال كلمته في افتتاح أعمال ورشة المنامة أمس لم يأت بجديد".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن " كوشنر عليه أن يعود بالتاريخ للخلف، عندما طرح أسلافه خطة التوطين في سيناء عام 1953 — 1955م، وخرج الفلسطينيون حينها إلى شوارع فلسطين، وأعلنوا رفضهم لتلك المؤامرة، وهذه الخطة عرضتها الإدارات الأمريكية المتتابعة مرات عديدة في السابق ورفضها شعبنا جملة وتفصيلًا".
وتابع أن "إدعاء كوشنر بأن مشروعه فرصة القرن للشعب الفلسطيني مرفوض"، متسائلًا: "أي فرصة هذه التي تنتزع الحقوق التاريخية والدينية، والسياسية والاقتصادية في الأرض والمقدسات مقابل ثمن".
ويرى الدكتور شعث أن "الفرصة الحقيقية لتحقيق السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة هي دحر الاحتلال عن أرضنا وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، ودون ذلك لن يكون هناك أي استقرار أو سلام في المنطقة".
ومضى قائلًا: " لانريد سوى الحل بالقانون الدولي نفسه الذي فرضته علينا الأمم المتحدة".
وأنهى السياسي الفلسطيني حديثه قائلًا: "جميع الحاضرين في ورشة المنامة، أفراد أو تجار فلسطينيين، غير مخولين بالحديث باسم الشعب الفلسطيني، فهم لا يمثلون إلا أنفسهم".
ولليوم الثالث على التوالي، تواصلت الفعاليات الغاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة ضد "ورشة البحرين" الاقتصادية، واندلعت العديد من المواجهات الشعبية عند نقاط التماس والاحتكاك، فيما نظمت مسيرة جماهيرية حاشدة في مدينة غزة.
وانطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة من مدينة غزة، رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء، وعلت فيها الهتافات المنددة بـ "ورشة البحرين"، التي تشارك فيها أطراف عربية.
وفي رسالة موجهة للمجتمع الدولي، انطلقت المسيرة الجماهيرية الحاشدة، بمشاركة الفصائل وممثلي عن قوى المجتمع المدني والفعاليات الشعبية، من مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" إلى مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة.
وعمل القائمون على المسيرة على إيصال رسائل مباشرة للمجتمع الدولي، تؤكد رفض مخططات الإدارة الأمريكية الرامية لشطب ملف اللاجئين من على طاولة التفاوض، وكذلك التمسك بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
ورفع المشاركون في المسيرة الحاشدة لافتات تندد بـ "ورشة البحرين" و "صفقة القرن" كونهما تهدفان إلى تصفية القضية الفلسطينية، وكتب على أحد اللافتات "لا لصفقة القرن.. يسقط مؤتمر البحرين" و"معا لإسقاط صفقة ترامب" و"فلسطين لا تباع ولا تشترى".
وتخلل المسيرة إحراق دميتين واحدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، وأخرى لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
كذلك انطلقت مسيرة شعبية حاشدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، في ذات التوقيت، في إطار الغضب الشعبي ورفض مخرجات "ورشة البحرين".
وكانت الفصائل الفلسطينية وقوى المجتمع المدني نظمت مساء الثلاثاء، وفي نفس توقيت انطلاق ورشة البحرين مؤتمرا وطنيا في مدينة غزة، رفضا لذلك المؤتمر، وتخلل المؤتمر كلمات عدة لقادة الفصائل الفلسطينية، جرى خلالها التأكيد على خطورة الورشة.
https://telegram.me/buratha