تمكن جنود سوريون من تفجير عربة مفخخة يقودها إرهابي انتحاري تركي الجنسية قبل وصوله إلى إحدى نقاط الجيش في ريف إدلب الجنوب الشرقي.
قال مراسل "سبوتنيك" في ريف إدلب: إن وحدات الجيش السوري تمكنت من تفجير عربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها على محور بلدة التمانعة جنوب شرقي إدلب، في محاولة من المجموعات الإرهابية المسلحة لوقف تقدم الجيش في المنطقة عبر فتح ثغرة في مواقعه تسهل شن هجوم معاكس.
ونقل المراسل عن مصدر ميداني قوله إن عناصر الرصد والاستطلاع في الجيش السوري تمكنوا من رصد العربة المفخخة وتم التعامل معها عبر عدة وسائط نارية ما أدى إلى انفجارها قبل وصولها إلى هدفها.
وأكدت مصادر مطلعة في إدلب لـ"سبوتنيك" أن الارهابي الانتحاري الذي كان يقود العربة المفخخة تركي الجنسية وكان يقاتل في صفوف الجماعات الإرهابية المسلحة في ريف إدلب.
وتمكنت وحدات من الجيش السوري مساء أمس من السيطرة على بلدة الخوين والمزارع الممتدة ما بين بلدة الخوين ومدينة التمانعة جنوب شرقي إدلب، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات الارهابية المسلحة في المنطقة وبعد تمهيد مدفعي وجوي مكثفين على خطوط تنظيم "أجناد القوقاز".
وبحسب مصادر ميدانية فإن محاور القتال في ريف إدلب الجنوب الشرقي تشهد انتشارا كبيرا لمسلحي تنظيمات إرهابية مسلحة مثل "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة)، و"أجناد القوقاز" و"حراس الدين" المبايعة لتنظينم القاعدة، وأنصار التوحيد المبايع لتنظيم داعش.
وكان تنظيم "أجناد القوقاز" الارهابي قد سيطر على منطقة أبو الظهور ومطارها العسكري مطلع عام 2016 وارتكب مجازر بشعة بحق حامية المطار وسكان القرى والعشائر المحيطة به، بزعم أنها "موالية للنظام السوري".
وينتشر "أجناد القوقاز"، الارهابي وهم مقاتلون متطرفون يتحدرون من دول الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا كأذربيجان وأرمينيا وجورجيا والشيشان، في بعض مناطق إدلب وريفها الشرقي، خاصة في مدينة أبو الظهور التي تم تخصيصها لهم كمركز لـ (إمارة القوقاز).
وقبل تحريره على أيدي الجيش السوري وحلفائه، كان ارهابيو "أجناد القوقاز" قد اتخذوا من مطار أبو الظهور العسكري مقرا قياديا رئيسيا لقواتهم التي تقدر أعدادها بآلاف الارهابيين المتمرسين، ومن البلدات القرى المحيطة مستوطنات لهم ولعائلاتهم.
وبدأ وصول الارهابيين القوقاز إلى سوريا مع عائلاتهم في عام 2012، قبل أن يتم تجميع معظمهم ضمن فصيل عسكري واحد، تحول فيما بعد إلى كيان مستقل عن الفصائل الأخرى.
ويتكون فصيل "حراس الدين" من مقاتلين ارهابيين أعلنوا في 2016، إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم تنظيم "القاعدة" الارهابي أيمن الظواهري.
ويقود "حراس الدين" الارهابي مجلس شورى يغلب عليه ارهابيون من حملة الجنسية الأردنية والخليجية كـ (أبو جليبيب الأردني "طوباس"، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل، وسامي العريدي...) ممن لهم باع طويل في القتال بصفوف "تنظيم القاعدة" في أفغانستان والعراق والبوسنة والشيشان واليمن.
ويتمتع تنظيم "حراس الدين" بحضور أقرب للرمزي في أبو الظهور، إذ يتركز ثقله الأساسي في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي بالقرب من مناطق سيطرة الحزب الإسلامي التركستاني.
ويعرف "أنصار التوحيد" على أنه الاسم الذي اتخذه مسلحو تنظيم "جند الأقصى" منذ 2016، وهذا التنظيم الأخير الذي لطالما أعلن بيعته لداعش، كان ينشط في ريف حماة الشمالي الشرقي المتاخم لبادية الرقة قبل هزيمته على يد الجيش السوري أثناء عملية تحرير "أبو الظهور" نهاية عام 2017 وبداية عام 2018.
وحافظ تنظيم (أنصار التوحيد) على استقلاليته خلال السنوات الأخيرة، قبل انحسار نجم ما كان يسمى "الخليفة" أبو بكر البغدادي بعد تحرير معظم الأراضي السورية والعراقية، ليقوم بعدها بالاندماج مع تنظيم (حراس الدين).
https://telegram.me/buratha