اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين في أنقرة قمتهم الخامسة بشأن سوريا وبشأن الوضع في إدلب تحديداً
الرؤساء الثلاثة ركزوا على وجوب إيجاد حل للأزمة السورية يضمن سيادة ووحدة الأراضي السورية ولا يمس بقرار الشعب السوري وعلى ضرورة محاربة الإرهاب وعودة اللاجئين.
وأكد الرؤساء الثلاثة خلال مؤتمر صحفي على الانتهاء من تشكيل لجنة صياغة الدستور، التي تضم أشخاصاً من النظام والمعارضة والأمم المتحدة، والتي من المفترض أن تهيأ لها الظروف لتبدأ عملها قريباً، مع ضمان عدم تعرض أي من أعضائها لأي ضغوط من أي جهات خارجية، على أمل تهيئة الظروف لإقامة انتخابات عام 2021.
وتمت مناقشة الدستور بحسب ما جاء في المؤتمر الصحفي مع مراعاة كل الأمور السياسية والدبلوماسية والعملعلى أن يكون القرار فيه سورياً خالصاً وممثلاً لكل فئات الشعب السوري.
الزعماء الثلاثة أكدوا أيضاً على أهمية مكافحة الإرهاب بكل أشكاله وتنظيماته وعلى رأس القائمة تنظيم داعش، في حين تطرق إردوغان وروحاني إلى حزب العمال الكرستاني بأفرعه السورية وحق تركيا بالدفاع عن أمنها القومي، والذي أكد عليه بوتين كذلك بالنسبة لتركيا ولدول المنطقة، وقال إردوغان إنه لا يمكن إحلال السلام في سوريا بوجود هذه الأحزاب حيث لن تسمح تركيا بإقامة ممر للتنظيمات الإرهابية على حدودها حسب تعبيره.
وتطرق الرئيس التركي إلى المنطقة الآمنة التي تسعى تركيا لإنشائها وطالب الأمم المتحدة بالمساعدة والدعم حيث لم تعد بلاده قادرة وحدها على تحمل الأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي تتفاقم يوماً بعد يوم خاصة في ظل الأوضاع في إدلب.
وحدد تفاصيل المنطقة بأنها ستكون على طول الحدود المشتركة مع سوريا، بطول 910 كيلومترات وعمق 30 كيلومتراً، وتخطط تركيا لإنشاء شقق ووحدات سكنية ومدارس ومستشفيات فيها لاستيعاب ملايين اللاجئين الذين تتكفل بهم والذين كلفوها حتى اللحظة نحو 40 مليار دولار.
وحذر إردوغان من أن تركيا ستقوم بإنشاء المنطقة العازلة بنفسها إن لم تستجب الولايات المتحدة بسرعة وتتخذ الخطوات اللازمة.
أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فأكد على وحدة الأراضي السورية ورفض التدخل الخارجي الأمريكي الذي يهدف لتقسيم الأراضي السورية ودعم التنظيمات للإرهابية حسب تعبيره.
وقال إن أمريكا لا تكتفي بذلك بل قامت بالاعتراف بضم إسرائيل للجولان في خطوة تمثل مخالفة للقانون الدولي، كما تدعم إسرائيل بضرباتها وهجماتها على الأراضي السورية.
وقال إن الدول الثلاث ملتزمة بمكافحة الإرهاب الذي ترزح سوريا تحته منذ ثماني سنوات وأكد على وجوب إعادة الأمن وتوفير شروط عودة اللاجئين.
وذكر روحاني أن الاجتماع القادم ستستضيفه العاصمة الإيرانية طهران.
الرئيس الروسي في كلمته قال إن الحل في سوريا سيعتمد على القرار رقم 2254، وإن الدول الثلاث تسعى لإعادة دمج سوريا في محيطها وإعادتها إلى حضن الجامعة العربية، وأكد أن صياغة الدستور هي ركيزة الاستقرار في سوريا وأنه لا بديل عن دستور جديد.
ودعا لضرورة دعم الجيش السوري من أجل مكافحة الإرهاب الذي ترزح تحته إدلب حالياً وقال إنهم يبذلون الجهود من أجل تجنب أذية المدنيين خلال عملياتهم في سوريا.
وكشف بوتين عن اكتشاف خلايا نائمة لداعش في الفترة الأخيرة في سوريا.
كما أشار إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا غير شرعي وغير قانوني وأنه يتفق مع تركيا على وجوب انسحاب الولايات المتحدة من شرق الفرات.
وفي سياق آخر وبإجابة عن سؤال حول الهجوم الأخير على المنشآت النفطية التابعة لشركة آرامكو في السعودية، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن هذا الهجوم هو تهديد للأمن في المنطقة وليس لقطاع النفط فحسب، ولكن السعودية تقوم بقصف اليمنيين وشن حرب عليهم ومن حقهم الدفاع عن أنفسهم.
https://telegram.me/buratha