أصيب 220 شخصاً من المحتجين والقوى الأمنية بجروح خلال المواجهات التي اندلعت (مساء أمس السبت) في وسط بيروت، من بينهم 80 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات، فيما تلقى الـ140 الآخرون العلاج في المكان، بحسب الصليب الأحمر اللبناني.
وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتابة في تصريح له مساء أمس على قناة "إل بي سي" المحلية أن "عدد الجرحى من المدنيين والعسكريين الذين نقلوا إلى المستشفيات نتيجة المواجهات في وسط بيروت بلغ 80 جريحاً، فيما تمت معالجة 140 جريحاً في المكان".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قد قال في تعليق له على المواجهات التي وقعت في وسط بيروت إن مشهد المواجهات هو مشهد مشبوه ومرفوض.
وأضاف الحريري، في تغريدة له عبر حسابه على موقع "تويتر" بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي مساء أمس "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية".
وتابع الحريري قائلاً "لن يحترق حلم رفيق الحريري بعاصمة موحدة لكل اللبنانيين بنيران الخارجين على القانون وسلمية التحركات. ولن نسمح لأي كان إعادة بيروت مساحة للدمار والخراب وخطوط التماس، والقوى العسكرية والأمنية مدعوة إلى حماية العاصمة ودورها وكبح جماح العابثين والمندسين".
وكان قد سقط عشرات الجرحى مساء اليوم في وسط بيروت في الاحتجاجات التي اندلعت عصر اليوم السبت بين عدد من المحتجين والقوى الأمنية عندما منعت هذه الأخيرة الدخول إلى ساحة النجمة حيت مقر مجلس النواب.
وهدأت المواجهات بين المحتجين والقوى الأمنية، بعد اعتقال الأخيرة العديد من المحتجين الذين شاركوا في عمليات الشغب.
وأطلق المحتجون هتافات بحق وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال ريا الحسن.
وقد تابع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون تدهور الوضع الأمني في الوسط التجاري بالعاصمة بيروت، وطلب من وزيري الدفاع والداخلية والقيادات الأمنية متابعة الوضع والحفاظ على أمن المتظاهرين السلميين.
واتصل الرئيس عون بوزير الدفاع الوطني إلياس بوصعب ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن وقائد الجيش العماد جوزيف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وطلب اتخاذ الإجراءات السريعة للمحافظة على أمن المتظاهرين السلميين ومنع أعمال الشغب وتأمين سلامة الأملاك العامة والخاصة وفرض الأمن في الوسط التجاري، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية اللبنانية.
في السياق ذاته، علقت وزيرة الداخلية اللبنانية ريا الحسن في تغريدة على تويتر "لقد تعهدت مراراً وتكراراً بحماية التظاهرات السلمية، وشددت دائماً على الحق في التظاهر".
وأضافت الحسن "لكن إذا تحولت هذه التظاهرات إلى هجوم صارخ على أعضاء الأمن الداخلي والممتلكات العامة والخاصة، فسيصبح أمراً يستحق الإدانة وغير مقبول على الإطلاق".
وكانت مواجهات قد اندلعت عصر أمس بين القوى الأمنية وعدد من المحتجين الذين تجمعوا قرب المجلس النيابي في ساحة النجمة في وسط بيروت، احتجاجاً على التأخير في تشكيل الحكومة الجديدة وعلى مسار التشكيل.
ورشق المحتجون الذين أتوا من مناطق عدة من بيروت ومن شمال لبنان وشرقه، بالحجارة القوى الأمنية المكلفة بحماية مدخل ساحة النجمة عقب منعهم من دخول البرلمان.
فيما ردت قوات الأمن بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وفتح خراطيم المياه باتجاه المحتجين.
يذكر أن التظاهرات الاحتجاجية في لبنان كانت قد بدأت في 17 أكتوبر الماضي في وسط بيروت عقب قرار اتخذته الحكومة بفرض ضريبة على تطبيق واتساب، وسرعان ما انتقلت التظاهرات لتعم كافة المناطق اللبنانية.
https://telegram.me/buratha