د. علي الطويل ||
فی نهار يوم الاثنين الماضي مطلع هذا الشهر اعلن حزب الله اللبناني عن اسقاط طائرة مسيرة اسرائيلية دخلت الحدود اللبنانية بصورة غير شرعية ، وقد تداولت وسائل التواصل التابعة الى حزب الله صور لاجزاء من حطام الطائرة التي تم اسقاطها ، وهي من نوع ماتريس _100 مزودة بكامرة وهي طائرة معدلة اسرائيليا حسب ماتم تداوله ، من جانبها اسرائيل تكتمت على الخبر حتى تم اظهار ذلك في الاعلام فاعلنت في اليوم التالي ان احدى طائراتها سقطت في الداخل اللبناني دون ذكر الاسباب ، وبعد يومين من ذلك الخبر اعلنت اسرائيل عن استهداف احدى طائراتها المسيرة فوق الاراضي اللبنانية مما اجبرها على الانسحاب من الاراضي اللبنانية وعادت الى الداخل الاسرائيلي ، وقد اوردت الاخبار ان الايتهداف جاء بصاروخ مضاد للطائرات ، وذلك يعني ان اكذوبت التفوق الجوي الاسرائيلية قد اصبحت من الماضي ، وهذا يعني ان لاسرائيل اساليب جديدة ستتبعها لتفريغ احقادها ضد حزب الله ، ولغرض توجيه الانظار ولفت الانتباه الى حدث اخر تنسى من خلاله الجماهير النصر الذي حققه حزب الله والهزيمة المتكررة لهذا الكيان على ايدي ابناء المقاومة ، وان لجأت للقتل او التخريب ،
فماذا حدث بعد ذلك ؟
في مساء يوم الاربعاء اي في نفس اليوم الذي استهدفت فيه الطائرة الاسرائيلية فوق الاجواء اللبنانية ، اعلن عن مقتل احد الناشطين اللبنانيين واسمه لقمان سليم ، وفور الاعلان عن ذلك بدات مواقع وصفحات اعلامية معروفة بميولها لاسرائيل والولايات المتحدة ، وعداوتها لحزب الله اللبناني بتوجيه اصابع الاتهام الى الحزب بانه وراء هذه الحادثة ، والغريب في الامر ان هذه ان هذه المواقع والمنصات الاعلامية انطلقت في ان واحد وكانها على موعد مع الحدث فراحت تحلل وتحقق وتدلل على ان حزب الله هو وراء الحادث ، رغم ان الحادث لم تعرف حيثياته ولا اسبابه او دوافعه ، ولكن ذلك يدلل ان ذلك امر مدبر مسبقا وله ادارة اعطت التوقيتات ووجهت السيناريوهات للحدث لغرض ان تروج في الاعلام المنساق وراء التوجيهات الخارجية ، وبذلك فقد نشطت حملة كبيرة خلال دقائق توجه اصابع الاتهام الى حزب الله ، فهل تنجح اسرائيل اعلاميا بما فشلت فيه عسكريا؟
ان حزب الله اللبناني الذي اعترف الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين الغربيين وغير الغربيين ، وحتى بعض القادة السابقين الاسرائيلين بان حملته النفسية ضد اسرائيل قد اثرت تاثيرا بالغا في الداخل الاسرائيلي ، وان الاسرائيليين يستمعون الى خطاب الامين العام لحزب الله ويصغون اليه بدقة ويتتبعون قراراته ويراقبون حركاته وكلماته ، فقد عرف عن السيد حسن نصر الله انه يتلاعب بنفسيات الاسرائيليين سياسيين ومواطنين ، وقد احدث اثار كبرى من الخوف والرعب داخل اسرائيل عبر خطاباته وسخريته من التفوق الاسرائلي ، وفي اوقات متعددة من مراحل الصراع بين الطرفيين ، ان من يفعل ذلك عن معرفة وبصيرة بما يفعل ، ويعلم نتائج ذلك في نفسية قيادات من يدعي التفوق في كل شيء ، فهل ستؤدي حملة يقودها اذنابهم في التاثير على شعبية ووضع حزب الله ونفوذه في النفوس اللبنانية وغير اللبنانية او على على قراره وسياسته تجاه اسرائيل ومخططاتها في لبنان ؟
نحن نعتقد حزب الله الذي اتخذ قراره بانه سيستهدف اي طائرة اسرائيلية تحلق فوق الاجواء اللبنانية، فانه سيمضي في قراره دون تردد ودون ان تؤثر فيه هذه المفرقعات الاعلامية التي تشعر المرء بهزيمة اسرائيل اكثر مما تعطي انطباعا بانتصارها وان كان اعلاميا .
https://telegram.me/buratha