عدنان علامه ||
إنتشر نهاية الأسبوع الماضي فيديو يظهر قتل جندي صهيوني بدم بارد سيدة فلسطينية بينما كانت تسير على رصيف قاصدة منزلها في بلدة حوسان غربي بيت لحم والقريب َمن مفترق مستوطنة "غوش عتصيون".
وفي تحليل لمضمون الفيديو نلاحظ ان الشهيدة رحاب كانت تسير على الرصيف ولم تكن تشكل بأي شكل من الأشكال خطراً على الجنود الصهاينة وتكاد تلامس درجة الخطر الصفر. ولكن عنصرية الجنود دفعتهم لإعتراض سيدة فلسطينية في طريقها إلى منزلها وكان التصوير من أحد الجنود للتباهي بما فعلوا. كانت الشهيدة تتقدم بخطى ثابتة. فلم تهاب إطلاق النار التحذيري الذي أثبت بإنها مصممة على إكمال مسيرها إلى منزلها لأنه لا يوجد اي بديل لتغيير وجهتها وفي الوقت نفسه تثبت خلو يديها من أي سكين. وفي المقابل كانت خطوات جنود العدو إلى الوراء أمام تصميمها خطوات جبانة، خائفة ومرعوبة؛ ومن ثم كان إطلاق النار على القسم العلوي من الجسم بقصد القتل وليس لشل الحركة. وللعلم فإن هذا الرصيف للمشاة وليس بالقرب من أي حاجز.
وقد جاءت رواية جيش العدو مطابقة لظاهر الفيديو الذي يثبت عدم إمتثالها للأمر فقط. وقد حصلت على صورة بانورامية تبين المنطقة التي ظهرت في الثانية13 في شريط الفيديو والذي يثبت بأن 4 جنود قرروا إعتراض مسير إمرأة فلسطينية لا حول لها ولا قوة وقتلها بدم عنصري بارد.
رواية جيش العدو : "إطلاق النار على فلسطينية (60 عاما) حاولت طعن جنود إسرائيليين في الضفة الغربية. وتم نقل منفذة الهجوم إلى المستشفى وهي في حالة حرجة بعد أن اقتربت من قوات الأمن في مفرق غوش عتصيون وهي تحمل سكيناً وعدم امتثالها للأوامر لها بالتوقف.
آمل التدقيق في الفيديو والصورة المرفقة لتيقنوا من عدم مصداقية الرواية الرسمية للجيش الذي حاول التغطية على ممارسات الجنود العنصرية.ويؤكد مصداقية رواية أهل وأقارب الشهيدة : السيدة الفلسطينية "رحاب زعول" 60 عاماً، كانت عائدة إلى منزلها لتحضير وجبة الإفطار لأسرتها، فصادفها جنود الاحتلال، وقاموا بإطلاق النار عليها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة شهيدة، وكل ذنبها أنها ولدت فلسطينية في وطن محتل.
وللأسف فإننا لم نسمع من المنظمات التي تتغنى بحقوق الإنسان أية إدانة أو إستنكار او حتى شجب قتل إمرأة لمجرد إنها فلسطينية ولأن القاتل هو من جيش العدو الصهيوني.
وإن غدا لناظره قريب