عدنان علامه ||
إستقزتني تغريدات الأحمق نتنياهو بعد مكالمته مع الرئيس الأمريكي بايدن أمس. وبلغ حجم كذبه وتغيير الوقائع وقلب الحقائق حداً يجعله يفوز بلقب أكذب رجل في عصره في موسوعة غينيس.
ولا بد من الإشارة بأن نتنياهو أكبر أحمق في الشؤون العسكرية وهو لا يرى أبعد من رأس أنفه. وهو بخلاف رؤساء الحكومات السابقين لم يتخرج من الكليات العسكرية؛ وجنون عظمته تجعله يقترف الخطأ تلو الآخر. فهو لا يرى هدفاً إستراتيجياً سوى الإحتفاظ بكرسي رئاسة الحكومة ولو إحترقت تل أبيب وكافة المستوطنات عن بكرة أبيها حتى لا يتعرض للمحاكمة ودخول السجن بسبب التهم الجرمية الثابتة التي ارتكبها خلال القيام بوظيفته.
وللدلالة على حماقته؛ فشل نتنياهو في تقدير الموقف في المواضع التالية على سبيل المثال لا الحصر:-
1- تدنيسه المسجد الأقصى وتهويد حي الشيخ جراح بطرد العائلات الفلسطيية تدريجيا منه.
2- إستعمال الوحشية القصوى والعنصرية ضد كل ما هو فلسطيني بدون تمييز بين المعتكفين، المصلين، الصحافيين وحتى المسعفين في باحات المسجد الأقصى.
2- لم يفهم نتنياهو معنى فشل القبة الحديدية في إعتراض صاروخ واحد الذي أطلق من سوريا ولم يتم إعتراضه بأي صاروخ من القبة الحديدية بالرغم من قطعه مسافة تزيد عن 200 كلم.
3- لم يستوعب نتنياهو أطلاق المقاومة الفلسطينية أكثر من100 صاروخ في أقل من دقيقتين.
4-لم يفهم نتنياهو مغزى قصف تل أبيب مقابل إستهداف الأبراج والأهداف المدنية. ولم يستوعب معنى تحديد المقاومة لساعات التجول وحظره في تل أبيب.
هذا غيض من فيض غباء وحماقة نتنياهو الذي يصدر الأوامر للجيش الذي ينفذها بدقة بسبب توافق وزير الدفاع مع نتنياهو كلياً.
وننتقل سوياً إلى تغريدات نتنياهو باللغة العربية عبر حسابه الرسمي في تطبيق "تويتر" والتعليق عليها:-
1- التغريدة الأولى
أجرى رئيس الوزراء نتنياهو اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن واطلعه على آخر التطورات والعمليات التي نفذتها إسرائيل والعمليات التي ستنفذها.
وشكر رئيس الوزراء نتنياهو الرئيس بايدن على الدعم الأمريكي الراسخ لحقنا في الدفاع عن أنفسنا.
من المؤكد بأن نتنياهو لم يستوعب بأن الصواريخ كانت ولا زالت تتساقط كزخات المطر على المناطق التي تحددها المقاومة الفلسطينية بدقة متناهية وفي التوقيت الذي تعينه. ومع هذا فإنه ينوي للهروب إلى الأمام والمغامرة بحياة المستوطنين في ظل فشل ذريع للقبة الحديدية. فهو غير آبه لسلامتهم حين طلب منهم البقاء في الملاجئ والغرف المحصنة لمدة طويلة.والخطير في الموضوع بأنه صوّر نفسه كضحية وليس كمجرم حرب أو مرتكب لجرائم ضد الإنسانية متفاخراً بدعم بايدن له.
2- التغريدة الثانية
وأكد رئيس الوزراء نتنياهو خلال المكالمة على أن إسرائيل تفعل كل شيء من أجل تجنب المساس بغير المتورطين والدليل على ذلك هو بأنه يتم إخلاء غير المتورطين من الأبراج التي تتواجد فيها أهداف إرهابية والتي تستهدف من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي.
نتنياهو يكذب حتى على نفسه وبات يصدق الكذبة التي يطلقها. وهو اشبه بجحا الذي قال في ساحة إحدى القرى بأن أصحاب العرس في طرف القرية يوزعون الحلوى للحاضرين. فتسابق الناس ليأخذوا نصيبهم. وقال جحا في نفسه لألحق بهم ربما أحظى بنصيبي من الحلوى. فلنفترض أن في الأبراج إرهابيين حسب زعمه— فرض المحال غير محال — فهل يستلزم ذلك هدم الابراج بأكملها؟
فيا نتنياهو طالما حددت "الإرهابيين" في الأبراج ومكانهم حسب إدعائك وتبريرك الكاذب؛ فلماذا لم تستهدفهم بعملية جراحية موضعية بالمفهوم الأمني والعسكري؟ وطالما أنك جاهل بالتعابير العسكرية وفاقد للمعلومات العسكرية والأمنية فلماذا لم تزودنا بأسمائهم وتتفاخر بإغتيالهم. فاسأل وزير دفاعك عن الصواريخ النقطوية الموجهة بالليزر التي تستعمل في مثل هذه الحالات. وللتأكيد علي عدم توفر أي معلومات لديك؛ فقد أعلنت مساء أمس أي بعد مرور 6 أيام إنك إستهدفت منزل قائد حركة حماس يحيى السنوار. فأي إنجاز هذا؟ وأي غباء، واي حمق؟؟؟!!!
ولكن الحقيقة الناصعة أيها الغبي والأحمق فإن عنصريتك، جنون عظمتك، حمقك وفقدان البصيرة لديك دفعوك لهدم الإبراج برغم تحذيرك بأن ذلك سيؤدي إلى قصف تل أبيب ولكنك لم تكترث ولم يرف لك جفن لأنك تريد ان تحقق أي نصر سياسي على حساب دماء الأطفال والنساء والشيوخ الذين قتلتهم بغارات الغدر وهم نيام بعد منتصف الليل في مخيم الشاطيء.وللعلم فإن عدداً من قادة الوحدة الصاروخية قد استشهدوا عرضاً خلال إعتمادك سياسة الأرض المحروقة دون علمك. وافتخرت حماس بزف الشهداء وإعلان أسمائهم.
وهناك تفصيل بما أدعيته زوراً وبهتاناً حين أبلغت بايدن "أن كيانك الغاصب يفعل كل شيء من أجل تجنب المساس بغير المتورطين". فلنفترض بأن ما أدعيته صحيحاً — فرض المحال غير محال— لكانت نسبة الخطأ لا تتجاوز 5%. فلنحسب نسبة الشهداء من الأطفال والنساء من إجمالي الشهداء ولنعتبر أن الباقي من الرجال هم مقاتلين من إجمالي إحصائية وزارةالصحة حتى الساعة التاسعة من مساء أمس:-
أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة، من خلال الدكتور أشرف القدرة المتحدث بإسم الوزارة، بأن إجمالي عدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة 145 شهيد، منهم 41 طفل 23 سيدة و 1100 جريح منهم 313 طفل و206 سيدة، اضافة الى 38 اصابة شديدة الخطورة، 248 حالة متوسطة.
نسبة الشهداء من الأطفال والنساء 44.138 %
وأما نسبة الجرحى من الأطفال والنساء 47.18%
فهذه الأرقام تثبت بأن إستهداف المدنيين كان مقصوداً وعن سابق إصرار وتصميم.
وهناك إثبات بأن إستهدافك للمدنيين كان عن سابق إصرار وتصميم لأنه بحسب عنصريتك وبنص عقيدتك لا يوجد أي تبعات نتيجة لذلك. فالتوراة تميّز بين إنسان من بني إسرائيل ويُدعى آدم/آدمي وبين الآخر وهو الچوي (الغوي) وجمعها الغوييم. لا يجوز إنتهاك حرمة السبت من أجل إنقاذ حياة الچوي( الغوي) . بعبارة مقتضبة، لا وجود للمساواة بين أبناء البشر في الهالاخاه- الشريعة اليهودية. على سبيل المثال: من يضرب اليهودي يُقتل؛ وإذا ضرب اليهودي چويًا (غويًا) وألحق به الضرر لا يعوضّه شيئا. كره الچوي (الغوي) والإنتقام منه جائزان.
3- التغريدة الثالثة
قمنا بشن العملية العسكرية بعد أن حماس هاجمتنا بصواريخ بأورشليم, وهاجمتنا أيضا في تل أبيب وفي وسط البلاد وواصلت مهاجمتنا برشقات صواريخ في غلاف غزة والبلدات الجنوبية. إنهم قتلوا أطفالنا ومواطنينا. ليست هناك عملية أكثر عدالة وأخلاقية من العملية التي ننفذها الآن.
يبدو أن ذاكرةَنتنياهو أصبحت كذاكرة السمك وتناسى بأنه أشعل فتيل الإنفجار في محاولة تهجير 4 عائلات في حي الشيخ جراح ليحتل المستوطنون بيوتهم. وكانت القنبلة التي فجرت الأوضاع عندما أعطى الأوامر لرجال الأمن بالإعتداء على كل المتواجدين في مسجدي الأقصى وقبة الصخرة بمنتهى القسوة والعنصرية وطرد المصلين منهما ليحتفل مع قطعان المستوطنين بذكرى إحتلال القدس مَعتبراً أن سلطته تشمل مسجد الأقصى وباحاته. وكانت الخطيئة بتدنيس مسجد قبة الصخرة وإطلاق القنابل الصوتية والمسيلة للدموع داخل حرم المسجد. لذا تدخلت الَمقاومة دفاعاً عن مقدساتها التي انتهكتها ودنسها رجال الأمن بأمر من نتنياهو مباشرة، ومحاولة تهويد الأحياء المحيطة بالمسجد الاقصى تدريجياً لَمحاصرته بالبؤر الإستيطانية. فكان لا بد من رسالة ردعيةَ له ولكنه لم يرتدع. والآن بدأ نتنياهو يذرف دموع التماسيح مدعياً بأنه الضحية عاملاً بالمثل " ضربني وبكى؛ سبقني واشتكى".
لقد إنتهى الزمن الذي يعتبر فيه نتنياهو َوالصهاينة الفلسطينيين أغياراً (غوييم) وهم أسياد الارض. وسيدفعون الثمن غالياً لأنتهاكهم وتدنيسهم قدسية مسجدي الاقصى وقبة الصخرة والإعتداء على المقدسيين.
وإن غداً لناظره قريب
https://telegram.me/buratha