✍🏻 عبدالملك سام ||
أنتهت الجولة بين إسرائيل ومن ورائها أمريكا ضد غزة ومن ورائها محور المقاومة ، وقد كان يراد لهذه الجولة أن تحسم وقد كسر عظم المقاومة ، فتم حشد المواقف الغربية والعربية إيغالا في القهر ، وتم حشد الشركات والمؤسسات والإعلام والساسة والعسكريين والأسلحة .... ولكن خاب من أستكبر ! لقد كانت صفعة في وجه كل من راهنوا أن غزة ستنكسر وحيدة أمام الهول الذي أعد لها ، وليس هناك أبلغ مما قاله طيارون صهاينة وهم يعترفون بأن قصف الأبراج السكنية كان الطريقة الوحيدة للتنفيس عن الإحباط الذي شعروا به عندما عجزوا عن إيقاف سيل الصواريخ الذي أهان كيانهم المتغطرس ومن يقف وراءه !
عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينين 232 شهيد ، وهو رقم يعتبر أقل مما كان يدفعه الفلسطينيون في الماضي دون أن يكون هناك ثأر لدمائهم ، وتكلمت وسائل الإعلام عن خسائر بمئات الملايين مقابل خسارة كيان العدوان ما يزيد عن 7 مليار شيكل حسب المعلن فقط ، ونزوح 75 الف فلسطيني مقابل نزوح 5 ملايين يهودي ، ولأول مرة تتلقى إسرائيل أكثر من 4 الاف صاروخ أنت له حكومة العدو المهددة بالسقوط ، والحقيقة أنها سقطت فعلا بعد هذه الجولة التي وضعت الكيان الصهيوني الغاصب لأول مرة أمام حقيقة أنه كيان واهن جدا ومأزق وجودي حقيقي ينبئ بقرب زواله من خارطة المنطقة إلى الأبد .
الجيش الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخه وقف متخوفا على حدود غزة بعد أن أدرك أن المقاومة قد أمتلكت سلاحا جديدا قادرا على سحق دبابات الميركافا "الأسطورية" ، وربما تكون الخسارة الأكبر للجيش الإسرائيلي هو عدد السراويل التي بللها جنوده مع كل أمر بالتقدم بعد أن كسرت معنوياتهم ! فعلتها المقاومة بعد أن تم تناقل الخبرات من جبهات أخرى وتمت معرفة السلاح المناسب لكل تكتيك يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي ، وكان لابد من هدنة عاجلة أستجداها الصهاينة بإلحاح حتى يستوعبوا هول المفاجئة .
الموقف العربي كان مخزيا بعد تعري أنظمة العمالة ، والعملاء أصيبوا بصدمة وخيبة أمل أكثر من الإسرائيليين أنفسهم بعد أن طبلوا وتأمروا وبادروا بالخيانة ، وهاهم يعودون وقد أعتراهم الخزي من ضعف موقف ساداتهم المهزومين ليلعقوا جراحهم ويتلاومون .. فعلها الأبطال ، وأمسى محور المقاومة وكل الشرفاء يمتلكون العزم للإعداد للجولة القادمة التي ستكون أشد وأنكى على قوى الظلام ، ونحن نعلم أن قادم الأيام ستكون هناك حرب نفسية وأستخباراتية وأنتشار للأدوات كداعش والقاعدة وأستعراض لقوة نعلم جيدا أنها كسرت وباتت من الماضي ، وليس ما قبل جولة ال11 يوما كما بعدها ، والعاقبة للمتقين .
https://telegram.me/buratha