أ.د علي حكمت شعيب *||
في إطار المعالجة لتداعيات استقالة الرئيس المكلف سعد الحريري على البلد والناس الذين يعانون من شدة الأزمة الاقتصادية عليهم التي أدراتها أمريكا برئاسة ترامب، وما زالت مستمرة في ذلك في عهد رئاسة بايدن الحالية.
تنحصر الحلول المطروحة في:
- تفعيل حكومة تصريف الأعمال برئاسة الدكتور حسان دياب.
- أو القيام باستشارات نيابية سريعة لتكليف شخصية أخرى برئاسة الحكومة.
وهنا لا بد من التوقف عند قراءة سريعة للمواصفات الشخصية لأي رئيس حكومة كونه القائد لسفينة البلد، لما لهذا الأمر من علاقة بعملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية المصيرية التي يحتاجها الناس لاستنقاذهم من براثن الأزمة.
ومن تلك المواصفات أن يكون لديه:
الشجاعة والجرأة وأن تعلو مصلحة البلد وأهله على مصلحته وحساباته الشخصية.
حيث من دون ذلك لا يستطيع أن يكون قائداً للوطن لا سيما في وقت الأزمات.
فاللبنانيون لا ينتظرون من رئيس حكومتهم تعاطفاً واستشعاراً للألم والمعاناة معهم وتوصيفاً للمشاكل فقط.
بل يريدون أفعالاً تترجم ذلك كله بقرارات استراتيجية تعمل على حلّ تلك المشاكل كخفض سعر الصرف وضبط الفوضى وقطع أيدي المحتكرين والمهربين ومحاسبة المفسدين و... وقبل ذلك كله قبول العروض الصينية والروسية بالحد الأدنى للمساهمة في إدارة دفة الاقتصاد في البلد من الريعية الى الإنتاجية.
ما وجدناه أن الرئيس دياب قد تبنت حكومته رؤية الاقتصاد المنتج دون أي حركة تذكر منه في سبيل استثمار الفرص التي يوفرها الأصدقاء لذلك.
إن العجز عن المبادرة لهي من أبرز نقاط الضعف التي يحب أن لا تكتنف شخصية القائد لما لها من أثر سلبي قوي في إضاعة الفرص.
وإضاعة الفرص من أسوأ التهديدات التي تواجهها أي منظمة أو دولة تعاني من أزمة اقتصادية لأنها بذلك تساعد على تعميقها وزيادة شدتها على أفرادها ومواطنيها.
وكذلك من نقاط الضعف الأخرى هو عدم التحلي بالحكمة.
فالحكمة تضمن أن تكون القرارات رشيدة مركزة على تحشيد كل الطاقات وتفعيل كل الجهود للحد من تداعيات الأزمة.
فلا تؤخذ القرارات بشكل انفرادي لا تشاوري من قبل رئيس الحكومة في قبول وإنفاق الهبات على أمور ثانوية في الوقت الذي يتوق فيه الناس الى مصدر دعم ولو شحيح لحاجاتهم الأساسية في الغذاء والدواء، كما حصل في قبول هبة المحكمة الدولية أداة البقاء للحريرية السياسية.
إن الحكمة تقول:
الولايات مضامير الرجال.
والتجارب علم مستفاد.
ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.
وعليه إن ما أنبأتنا عنه تجربة رئيس حكومة تصريف الأعمال لجدير أن يؤخذ بعين الاعتبار.
لذلك من الأفضل لنا جميعاً أن ندعو بقوة الى تكليف شخصية أخرى تتوافر فيها نسبياً مواصفات قيادية نستطيع التعويل عليها للإبحار بسفينة الإنقاذ الى بر الأمان من الأزمة الاقتصادية.
* أستاذ جامعي / الجامعة اللبنانية ـ بيروت
https://telegram.me/buratha