سوريا - لبنان - فلسطين

الجنوب السوري بين خيارَي الحسم العسكري أو الفوضىَ مجدداََ


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 هُوَ الجنوب السوري المتصالح غير المتسامح يعود مجدداََ الى الواجهة العسكرية من بوابة درعا البَلَد حيث إنفجرت الأوضاع مجدداََ منذ ثلاثة أيام بعد مطالبة الجيش العربي السوري المسلحين بوجوب تسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة، وذلك بعد تكديس معلومات أمنية واستخبارية لدى الجيش السوري تفيد بأن المسلحين الإرهابيين اللذين لا زالوا يتشبثون بسلاحهم بموجب اتفاق مصالحة وقعته معهم الدولة السورية برعاية روسية ينوون التحرك مجدداََ بإيعاز إسرائيلي في منطقة الجنوب،

[ وكانت الدولة السورية قبلت بهكذا نوع من الاتفاق مضطَرَّة حينها بسبب تقديمها الأولويات على موضوع درعا الإستثنائي، وكان الاتفاق يقضي بتسليم الإرهابيين كافة أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة لكنهم أخفوا ما يزيد عن 80٪ منها ولم يسلموا إلَّا القليل،

[ المسلحين اشترطوا عدم عودة المهجرين الشيعه الى منازلهم كما اشترطوا عدم دخول عناصر حزب الله الى منطقة مثلث وادي اليرموك مع الأردن،

[ يومها كانت المصالحات مجحفه بحق هذه الفئة الكبيرة من المواطنين السوريين وذنبهم الوحيد أنهم ينتمون الى الطائفة الشيعية الكريمة وعلى رأسهم سكان مدينة بصرى الشام غرب مدينة درعا المحاذية لمحافظة السويداء، حيث اشترط المسلحين عدم عودتهم ووافقت روسيا معهم مما اضطر الحكومة السورية أن تقبل بالأمر مؤقتاََ لفترة وجيزة وثم يتم معالجة الأمر بشكل قاطع ونهائي.

قسم من المسلحين  الارهابيين بقيادة ألمجرم احمد العودة التحق بفيلق الخامس (اقتحام) الذي شَكَلهُ الجيش الروسي لحماية نفسه والقسم الآخر نأى بنفسه عن ذلك،

ولم يمُر وقت قصير على توقيع الاتفاق ودخول الجيش السوري بأعداد قليلة الى المنطقة حتى بدأَ المسلحون الخارجون عن القانون بشن عمليات غدر خاطفة على النقاط العسكرية التابعه للجيش والامن السوري وسقط العشرات من الشهداء، وكانت الحكومة السورية تتجنب ردود الافعال وغالباََ ما كان يتم تسليم بعض الاشخاص اللذين لا يلبثون في السجن إلَّا قليلآ ويعاودون الخروج الى الحرية مجدداََ.

** اليوم الأمور اختلفت كثيراََ بعدما شعر الأردن بالقلق البالغ لوجود هذه الاعداد الهائلة من العناصر الارهابية الموالية لإسرائيل على حدوده الشمالية، وخصوصاََ أن هؤلاء اللذين شاركوا بحرق مؤسسات دولتهم لا يؤتمن لجانبهم وبقائهم بنظر الحكومة الاردنية يشكل خطراََ استراتيجياََ على الامن القومي الأردني ولا بد من معالجته  ولو لم تتحرك الحكومة السورية ضدهم لكانت وبكل تأكيد الحكومة ألأردنية ستتحرك لإيجاد حل لهم يبعدهم عن حدودها ويقيها شرورهم وخطرهم المستقبلي المتوقع.

جاءَ التحرك العسكري السوري في الوقت المناسب لإجبارهم بالقوة على الرضوخ وتسليم سلاحهم،

ففي المعلومات الاولية الواردة ان الارهابيين وافقوا على التفاوض مع الحكومة وتسليم اسلحتهم، هذا الخبر نقله وجهاء المدينة للمسؤولين العسكريين الحكوميين فيها،

بينما يطالب قسم كبير من المسلحين  بترحيلهم الى إدلب، التي ترفض بدورها استقبالهم وتتهمهم بخيانة (ثورتهم) الأمر الذي يعَقِّد الأمور لتصبح معضلة يصعُب حلها اذا لم توافق تركيا على نقلهم والاستفادة منهم في افغانستان او ليبيا او أي مكان آخر من أماكن تواجد قواتها بهدف التخريب وتدمير البلدان كَون هؤلاء الإرهابيين امتهنوا القتل والارهاب والتخريب ولا يستطيعون العيش الا مرتزقة.

[ هذه الليلة كانت المفاوضات تجري في داخل الملعب البلدي في مدينة درعا ويوم غد هوَ يومٌ آخر لا مجال للمسلحين لكي يفرضوا الشروط فيه، فالحل الأمثل هوَ التسليم بالأمر الواقع والاقتناع بأن تسليم السلاح والاستسلام للدولة خير من الموت تحت اقدام جنود الجيش العربي السوري البطل،

قوات الغيث تنتظر إشارة التقدم.

والناس مَلَّلت الانتظار وتريد العودة الى منازلها بأمن وأمان الدولة السورية.

 

✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت

   30/7/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك