ناجي امهز ||
في عام 2013 كتبت دراسة شرحت فيها بالتفصيل الممل وبالترتيب كيف لبنان سيفقد امنه وكافة مواده الاولية من الكهرباء والماء والدواء والاستشفاء حتى الخبز، مرورا بالبنزين وكان عنوان الدراسة: دراسة لبنان بسبب النازحين السوريين معرض للزوال، ومع ان الدراسة عمرها اكثر من ثمانية اعوام، ولكن عند مطالعتها ستظن انها كتبت اليوم، وستضرب كفا بكف وتقول اذا كان مواطن عادي قام بكل هذه الاحصاءات، فماذا كان يفعل النواب والوزراء والاحزاب والمنجمين، وستعلم ان كل شيء هو معد لانهيار لبنان، بل كل فاصلة هي محددة المكان مسبقا والهدف هو الشعب اللبناني الذي يجب اما ان يموت او يهاجر. http://www.arabtimes.com/portal/article_display.cfm?Action=&Preview=No&ArticleID=36034
وعام ٢٠١٦ تحدثت عن وصول ترامب قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الامريكية مع انه لم يكن احد يتوقع فوزه ويمكن مراجعة كافة التحليلات الاجنبية والعربية ومنها الامريكية، https://www.youtube.com/watch?v=o9dg1U6V3Ms
في 852017 تحدثت عن سر وصول ماكرون ونشرت: صراع الماسونية والنبوءات الإسرائيلية أوصلت ماكرون إلى الرئاسة الفرنسية: وبالفعل بعد نشر المقال ضجت الصحف بالسؤال الكبير الذي طرحته مثلا وكالة سبوتنيك وغيرها كثير. https://arabic.sputniknews.com/world/201705171024074192-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%88%D9%86%D9%8A%D8%A9/
في 29122017 تكلمت عن الانقلاب الذي يعد له ترامب على ملك الاردن تمهيدا لصفقة القرن، بمقال كان عنوانه: سر خلاف ملك الاردن مع ترامب، وبالفعل تم الكشف في نيسان عام 2021 عن افشال انقلاب في الاردن وما تم تسريبه عن تورط دول عربية واسباب الانقلاب جاء مطابقا لما نشرته قبل اربعة اعوام.
وفي 2162018 عدت وذكرت بزوال لبنان لان المشهد اصبح اوضح للزوال، وكتبت: دولتين عربيتين مهددتين بالزوال قبل نهاية حكم ترامب، وكان فحوى المقال عن زوال فلسطين وان كانت حبرا على ورق، وبالفعل في 21102018 اغلقت امريكا مكاتب منظمة التحرير، وفي عام 2020 وقبل نهاية ولاية ترامب، اعلنت جوجل وشركة ابل رسميا عن حذف اسم فلسطين عن الخرائط وكأنها تزيل الحبر عن الورق، اما عن لبنان فقد تكلم صراحة في 2782020 وزير الخارجية الفرنسي لودريان عن زوال لبنان، واليوم غالبية الدول تتكلم عن زوال لبنان الذي نعرفه.
وفي 23122018 كتبت عن العالم الجديد وكيف ستغلق الحدود والمطارات، وتوقف العجلة الاقتصادية، وقد سخر كثيرين من المقال الذي اعتبروه سيناريو يصلح لفيلم نهاية العالم ولكن بعد جائحة كورونا حيث تطابق المشهد مع وصف المقال، اعيد نشر المقال حيث جاب العالم مرات ومرات، عنوان المقال: هل سحب الجيش الأمريكي من العالم تمهيدا كي تأكل البشر لحوم بعضها..
في 26112019 كتبت: امريكا بسبب الحزب قررت تحويل لبنان الى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، وبالفعل ومع بداية عام 2021 بدانا جميعا نشاهد ما يحصل في لبنان فأننا نجد قرى ومدن تغرق بالعتمة وازمة البنزين والمازوت والخبز والنفايات، بينما هناك مدن كأنها في قارة مختلفة..
وهناك عشرات المقالات، ولكن هذه المقالات التي كان بها تداخل للمشهد اللبناني وهي كتبت قبل فترات طويلة من ظهور الاحداث، وكل هذه المقدمة فقط لأخبركم ان كل هذه التوقعات هي جدا طبيعية لمن يتابع الاحداث ويراجع التاريخ ويعرف بعض قواعد السياسة الدولية.
مثلا لتعرف ماذا يحصل في لبنان:
اولا يجب عليك ان لا تسال عن كل ما يجري حولك بل عليك ان تفهم التوقيت الذي انت فيه، وعليك ان تفهم ان النظام العميق وضع جدولا زمنيا لكل دولة كيف تتغير وكيف تتحرك،
لبنان توقيته كل خمسة عشر سنة يجب ان يمر بمتغير بعيدا عن الاسباب المهم حصول المتغير،
استقلال لبنان كان عام 1943 بعد خمسة عشر سنة عام 1958 وقعت ثورة شمعون، وتغير وجه لبنان الذي كان يعرفه الجميع وهو زمن الرجالات الكبار.
وبعد خمسة عشر سنة تقريبا من ثورة شمعون وقعت الحرب الاهلية ١٩٧٥ وايضا استمرت خمسة عشر سنة تقريبا، تغير فيها وجه لبنان الذي كان يحكمه الرئيس المسيحي، حيث تم تكريس المناصفة عام 1990 بين المسيحيين والمسلمين.
وبعد خمسة عشر سنة من انتهاء الحرب الأهلية وتحديدا في عام 2005 اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي عام 2006 وقع عدوان تموز على لبنان، وبدا يظهر مشهد جديد لتوازن مثالثه سنية شيعية مسيحية.
وبعد خمسة عشر عام من اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتمام والكمال وتحديدا في 4 اب عام 2020 وقع اكبر انفجار بالعالم عرف بانفجار المرفأ، والذي حتما سينتج عنه نظام يلغي التوازن بين المسيحيين والمسلمين مناصفة، وتطبيق المثالثة التي بدات منذ عام 2005.
وقد كتبت في 7 شباط 2021 مقالا عنوانه: هل ينجح الذي اغتال لقمان سليم باغتيال الحزب ستجدون فيه الكثير من القراءات السياسية، لما سيحصل في القريب، ولا تنسوا ان كل ما تشاهدونه الان بالسياسة هو مسرحية، يعني السيناريو والاخراج وادوار الممثلين، من هو البطل ومن هو الشرير ومن هم الكومبارس انتهى...
وتأكدوا من شيء واحد، ان النظام العميق الذي اطلقت عليه لقب السيستم، يريد من كل ما يجري أمران،
الاول: تقسيم لبنان، كما اخبرتكم بمقالي كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حيث سياتي الغرب الى لبنان حيث يتخذ من منطقة جبل لبنان مقرا له، تحت ذريعة انها منطقة امنة وسكانها غير مناهضين للغرب، وهي بعيدة نسبيا عن مقرات الأحزاب والحركات المصنفة ارهابية، والمناهضة للغرب، وستكون اولويات الغرب هو اخراج كافة القوى المناهضة له من منطقة جبل لبنان، او التضييق عليها حتى ترحل طوعا، ثم يبدأ بتوريد المساعدات للمنطقة التي يحولها الى جنة مقابل تملكه ابار النفط والغاز توازيا للحدود البحرية للمنطقة، وصدقا سيطبق المثل القائل "نيال من له مرقد عنزة بجبل لبنان"، بسبب ان كافة المصارف والخدمات ستنتقل الى هذه المنطقة، وحتى السياحة ان كانت سياحة عادية او سياحة دينية، بل ستتفوق على قبرص.
والثاني: استهداف الم-ق-ا-و-مة من خلال العقوبات التي ستتزايد ومنها اغلاق الشواطئ اللبنانية امام أي دعم قد يأتي بحرا، اضافة الى حصار خدماتي كما يحصل اليوم انما بضغط اكبر، حيث يعتقدون أنه بالختام سينتج اعتراض من بيئة الم-ق-ا-و-مة عليها، وتقسيم مناطق السنة بين نفوذ سني متعدد الولائات اقليميا، كما يحصل اليوم، فلا يوجد من يقبل باي منصب سني بحال لم تقبل به السعودية أو يشعر ان هناك دعم من دول سنية غنية وقادرة سياسيا...
ولهذا المشروع ضحيتين هما لبنان ككيان، ووحدة الشعب، وقد بدأنا نسمع كيف ان المسيحيين والأول مرة منذ الفين سنة يفكون تحالفهم مع الأقليات بالمنطقة...وتحديدا الشيعة، ومما ساهم بفك هذا التحالف هو فقدان الشيعة والمسيحيين شخصيات تقليدية كانت تدور الزوايا بينهما، وخاصة بعض تضارب المصالح بسبب العقوبات على الطائفة الشيعية، التي ارعبت رجال الاقتصاد والمال المسيحيين، ومع فقدان المصالح الاقتصادية، تنتفي الحوارات السياسية، وهذا الذي حصل.
بمعنى اوضح ان العالم يسير بمخطط لا يعلم به الا الراسخون بالعلم، لذلك عندما اخبركم شيئا، وتصعقون عندما يطبق بحذافيره لست لاني مشعوذ او قادم من المستقبل كما كتب البعض عني، لكن لان عشت بين النخبة التي اطلعت على النظام العميق, وهذه النخبة هي التي كانت يستشيرها كبار رجال الدولة والساسة عندما كان هناك رجال دولة، وبما أن غالبية الزعماء اليوم ليسوا إلا أمراء حرب، اندثرت هذه الثقافة والمعرفة، وبدل ان يكونوا الزعماء الجدد صناع قرار من خلال معرفتهم التي يستمدوها من مستشارين يفهمون ما يجري بالعالم، تحولوا إلى احجار على رقعة شطرنج تحركهم الأيادي العميقة، تحت ستار انها تؤمن مصالحهم وتثبت عروشهم لكن في الختام لا يعلمون أنهم ليسوا الا رحم حاضن لولادة نظام جاء بأنبوب من دون عقد شرعي او معرفة من هو والده اساسا، والختام مصيرهم الاعدام خوزقة ثم الحرق، ويتم دفنهم في مزابل التاريخ....
لبنان ذاهب الى تقسيم اخبرتكم عنه بمقالات عديدة يمكن مراجعتها، ولن ازيد اكثر... وبالختام كل طائفة هي التي تقيم مصالحها، وتنتج نظامها، والجميع محكوم بقواعد علم الإجتماع، فالمسيحيين يمتلكون هامش اكبر من التحرك والسفر إلى كافة دول العالم العربية والغربية، للتعلم والتجارة والهجرة، كما أنهم يتمتعون بمساحة كبيرة من الحريات التي لا تتعارض مع الدين المسيحي،
اما السنة فهم يمتلكون المساحة الكبرى وهم الأمة، يعني اي مواطن سني يمكنه أن يركب الطائرة ليعمل بدول مجلس التعاون الخليجي، وأيضا يمكنه الهجرة والعمل بالغرب.
اما الشيعة، سيكون خطهم الطبيعي من لبنان مرورا بسوريا والعراق حتى ايران، والامتداد الدولي المتمثل بروسيا والصين.
هذه خارطة لبنان الجديد.
والسلام
https://telegram.me/buratha