ناجي امهز ||
عندما يكتب مدير عام اجيرو عن توقف الانترنت والاتصالات في قلب العاصمة بسبب فقدان مادة المازوت، هذا يعني أنه لا يوجد شيء في لبنان.
عندما لا تجد زعيم او نائب او حتى وزير او متمول واحد كي يتبرع بثمن خزان مازوت من أجل مليون شخص، اذا ليرقد الوطن بسلام ويقام العزاء على الشعب.
دعونا نتحدث بصراحة، وهنا لا اريد ان ذكر اية أسماء، أصلا لم يعد يفيد ذكر الأسماء ولا حتى تقديم البراهين والدلائل على اجرام منظومة دمرت الوطن وقتلت الشعب، وهجرت بقية الشعب اللبناني، الذي يفضل الموت غرقا وان تلتهمه الأسماك في البحر، على ان تلتهمه حيتان السياسة في لبنان.
المشكلة ان غالبية الذين يمتلكون عشرات ملايين الدولارات، امتلكوها وهم في مناصب رسمية، وهذا الامر لم يسبق ان حصل بالعالم، فالرئيس أوباما بعد رئاسة دامت ثمانية سنوات لأكبر واغنى دولة بالعالم وهي أمريكا، غادر منصبه وهو عاجز عن شراء منزل، مع العلم ان المبلغ الذي حاول شراء المنزل فيه، اكثر من ثلثيه كان قد جمعه من عمله قبل الوصول الى سدة الرئاسة.
لا احد في لبنان يحاسب الفاسدين، ويقال ان السبب هو حماية بعض الزعماء لهؤلاء اللصوص، انا افهم ان الزعيم هو الذي يكون كريما مقداما شجاعا مضحي، صاحب حق وحكمة، فتزعمه الناس عليها، ولكن ان يكون الزعيم فاسد، ويحمي فاسد، فكيف يكون زعيم، حتى الزعيم الفاسد والمجرم في بقية الدول يقدم احد اعوانه الفاسدين ضحية ليرضي الشعب.
يا بعض زعماء لبنان، نقبل ايديكم اضحكوا علينا حتى لو بمحاسبة اصغر فاسد تابع لكم، فقط حفاظا على ماء وجه الشعب امام بقية الشعوب في مجاهل افريقيا، والله صرنا مهزلة العالم.
وكي نكون صادقين، ان يسرق مال الدولة والشعب وتغلق المؤسسات، وان يتحول 90% من الشعب الى شحاذين ينتظرون على الشواطئ سفينة اممية ترمي لهم بعض المساعدات، دون ان يحاسب فاسد واحد، ماذا ننتظر، او كيف نفكر اننا نعيش في وطن، اذا فاسد او اقله مقصر، اهم عند هذه الطبقة من خمسة مليون مواطن لبناني، ماذا ننتظر.
ثم بعض هذا الشعب الذي يحدثك ليلا نهارا عن السيادة والحرية والوطنية، وانه يجب نزع سلاح المقاومة، اذا كان كل الشعب اللبناني عاجز عن الدفاع عن حقوقه المحقة واسترداد أمواله من مجموعة لا يتجاوز عددهم اصابيع اليدين والرجليين وهي غير مسلحة، كيف سيدافع عن وطنه وارضه وكرامته، ضد عدو يمتلك اكبر ترسانة عسكرية في المشرق، او ضد الإرهاب الذي يفجر نفسه بين المواطنين الامنين.
ان قال العدو الاسرائيلي قبل عقود انه قادر ان يحتل لبنان بفرقة موسيقية، فاليوم بعد مشاهد الذل والخنوع والخوف، والاستسلام والانبطاح بعد هذه الجريمة الكبرى التي ضيعت أموال الدولة والشعب، فالعدو الإسرائيلي بغياب المقاومة قادر ان يحتل لبنان بفرقة راقصين باليه، والإرهاب قادر ان يحتله بسكينة.
ولا احد يقول لي هذا الكلام غير صحيح، لا يوجد مواطن مستعد ان يدافع عن وطنه وهو جائع عريان، وأولاده مشردين.
صدقا الموضوع لم يعد مقبولا، هناك فئة تقول انها ربحت عشرات الملايين من الدولارات، وهناك شعب بأكمله خسر عشرات المليارات من الدولارات، الا يحق للشعب ان يسال الذين ائتمنهم على أمواله، كيف هم ربحوا، وكيف خسر الشعب وافلست الدولة.
دلونا على شخص نساله اين ذهبت هذه الأموال ولماذا الوطن افلس، ولماذا لم تخبرونا من قبل بانه يجب رفع الدعم عن الليرة كي لا يفلس الوطن، واذا كنتم تعلمون لماذا استمريتم بدعم الليرة وتوظيف المحاسيب حتى افلس الوطن، واذا كنتم لا تعلمون لماذا بقيتم في مناصبكم تقبضون رواتبكم ومخصصاتكم التي كنتم تأخذونها من عرق الفلاح والعامل البسيط، حتى ضيعتم اعمار هذا الشعب المعتر وضيعتم الوطن..
واذا كنتم تعلمون وهذا مخططكم لسرقة الشعب والدولة، لماذا أيضا قبلتم بسرقة الدول لنا، عندما حولتم الدين العام من الليرة الى دولار، يعني انتم والدول علينا.
ما حدث في لبنان ليس خطا اداري كي يقال عفا الله عما مضى، الموضوع اخطر بكثير، نحن نتكلم عن منظومة افلست الوطن كي تبيعه بمؤسساته من كهرباء وهاتف ونقل عام ومرافئ ومطار، وحتى بما يتبقى من شعبه بالمزاد العلني.
نحن نتكلم عن مخطط، لإفراغ لبنان من شعبه، ليستوطنه كل اغراب الدنيا، وهذا ما يحصل، فالإحصاءات تتحدث عن مئات الاف غادروا لبنان من نخبة وخيرة هذا الشعب، في اقل من عامين، اذا عشرة أعوام وسيكون لبنان قد افرغ تماما من اللبنانيين.
نحن نتكلم عن مخطط، لإبادة الشعب اللبناني من خلال قتل الاجنة في بطون الامهات، اليوم من اللبنانيين قادر ان ينجب طفلا، وان يطعمه حليب معلب او يكسيه ويعالجه ويعلمه،
ان نتكلم عن وطن انهار فيه النظام الاقتصادي والاستشفائي، مما أدى الى انهيار اجتماعي، فالبطالة وصلت الى ارقام تشير ان الشعب اللبناني بأكمله قد يصبح عاطلا عن العمل.
نحن نتكلم عن بلد لم يعد يوجد فيه لا دواء ولا حتى حليب للأطفال، وأيضا سيقطع الانترنت، واختفاء المحروقات والخبز.
أصلا الازمة اللبنانية لم تبدأ بعد، نحن في بدايتها، فاليوم يستطيع كل ثلاثة اشخاص ان يشتركوا بمولد الكهرباء، لكن بالقريب العاجل حتى عشرة منازل ستكون عاجزة عن الاشتراك فلا المال يكفي ولا قدرة خمسة امبير على الانارة تكفي.
الكثير من الحالات المرضية تصل الى المستشفيات وهي على وشك الموت، مما يعني بان المواطن الذي يمرض يبقى بمنزله يتعالج بالأعشاب، حتى يحوم عزرائيل فوق راسه.
وبالختام يخرج علينا البعض ليقول شو فلان لوحده المسؤول، يعني اذا لوحده لا نحاسبه، واذا معه كم فاسد نسامحهم.
ما نقوله الجميع يعرفه، ولكن نصرخ من قهرنا، والله العبيد كان لهم حقوق اكثر منا أيام الرق.
بحق اسم الله العظيم الأعظم المعظم ان لا يسامحكم وان يجعل يومكم غدا وينتقم منكم شر انتقام، بسبب القهر والظلم الذي نعيش فيه نحن واطفالنا الذين لا ذنب لهم الا انكم موجودين.