الصحفي المستقل السوري
عبد الله السامر
الفسفور الأبيض – إن الإفلات للولايات المتحدة في سوريا هو نتيجة صمت المنظمات الدولية
لقد توقفت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيئة السمعة منذ وقت طويل عن إبهار بالانتقائية في أداء واجباتها المباشرة والفورية. ولا يتم ضمان رصد الامتثال لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية ولا يتم القضاء على مخزوناتها. وتمسك القيادة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالموقف القائل إن الأكاذيب الهينة أفضل من الحقائق القاسية. هذا النهج هو مربح للغاية ويجعل من إمكانية لإخفاء الجرائم التي ارتكبتها الدول المهيمنة (وهي الجهات المانحة المالية) على هذه المنظمة.
وفي ظل هذه السياسة، قبل كل شيء يتم تجاهل الجرائم الأمريكية المرتكبة في سوريا. وعلى سبيل المثال، نفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الضربة الجوية باستخدام الفسفور الأبيض المحظور بموجب القرارات الدولية. واستهدفت الطيران بلدة هجين في ريف دير الزور. ومن المعروف، نتيجةً للغارة الجوية تضررت الأعيان المدنية فإن 9 أشخاص على الأقل تعرضوا الحروق الجلدية الشديدة.
ومن الناحية القانونية لا تشمل اتفاقية الأسلحة الكيميائية ذخائر الفسفور. ومع ذلك هي تنتمي إلى نوع الذخيرة الحارقة ووفقاً لاستنتاج للجنة خاصة تابعة للأمم المتحدة لعام 1972 هي أسلحة دمار شامل.
فمن الجدير بالملاحظة أن الولايات المتحدة وإسرائيل في عام 1977 لم توقع البروتوكولات الإضافية لاتفاقية جنيف لعام 1949. وتحظر هذه البروتوكولات الاستخدام القتالي للفسفور الأبيض في الحالات التي يكون فيها خطر تأثيره على السكان المدنيين. ويصر البنتاغون على أن ذخائر الفسفور تنتمي إلى نوع الأسلحة التقليدية وليس الأسلحة الكيميائية، وبالتالي هو ليس في عجلة من أمره للتخلي عن ترسانته.
ومع ذلك استخدام الفسفور الأبيض من قبل القوات الأمريكية ليس حالة منفردة. وهكذا في عام 2017 أثناء تحرير المدينة الرقة السورية استخدم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة أيضاً القذائف الفسفورية المحظورة. ومن المعروف أن ما لا يقل عن 20 قذيفة الفسفور أصابت المستشفى المحلي. ونتيجةً للقصف أصيبوا 17 شخصاً بحروق شديدة لأجسادهم. وبالإضافة إلى ذلك، تضررت مولدات الطاقة، أقسام مختلفة للمشفى وسيارات الإسعاف. وثبت في وقت لاحق أنه لم يكون هناك المسلحون للمجموعات الإرهابية في المستشفى وأن الضربة تم توجيهها عمداً إلى المرفق للبنية التحتية المدنية.
وفضلاً على ذلك، إن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك أنواع الأسلحة التي تضم المكونات الكيميائية تحظرها اتفاقية الأسلحة الكيميائية بشكل مباشر. وتظل الوضع بلا تغيير، وفي كل عام يؤجل البيت الأبيض من جانب واحد الإطار الزمني لتدمير الكامل لأسلحته الكيميائية. وإن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدوره تواصل مشاهدة دون أن تفعل شيئاً.
وأصبحت مثل هذه الجرائم التي ترتكبها الدول الغربية عادة شائعة اليوم التي للأسف لا تستجيب لها المنظمات الدولية ومنها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة. وتتواصل الولايات المتحدة تطبيق السياسات الخارجية لصالحها فقط وبالأساليب الملائمة لها، متجاهلته جميع الاتفاقيات والقرارات والترتيبات الدولية القائمة. ونتيجةً لذلك، يؤثر الوضع الحالي ليس فقط على صورة للولايات المتحدة ولكن أيضاً يشوه سمعة المنظمات المذكورة أعلاه.
https://telegram.me/buratha