*عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*تجاوزت الحرب الكلامية بين العهد والتيار من جهة والرئيس ميقاتي من جهة أخرى كل الحدود. واصبح تشكيل الحكومة ضربًا من المستحيل. وبالتالي ستستمر حكومة تصريف الأعمال حتى إنتخاب رئيس الجمهورية في المهلة الدستورية.*
*فلندقق سويًا بالقصف الكلامي المتبادل ونحلل بعدها المخططات المحتملة والتي ستكون مفاجاة ولا سابقة لها في التاريخ اللبناني:-*
*1-الحرب الكلامية*
*شن “التيّار الوطنيّ الحرّ” أعنف هجماته على الرئيس ميقاتي متهمًا إياه بانه صاحب تاريخ مليء بالفساد؛ وسأله “كيف لك أنت الذي أمضيت سنيّك بالصفقات والسمسرات والعمولات أن تتناول من قضى عمره في الساحات دفاعاً عن الوطن وإستقلاله والدولة ومؤسساتها بمواجهة المحتلين والطامعين والفاسدين؟”.*
*أنت جعلت من بطاقة الإئتمان المصرفي هوية لك، فيما هوية التيّار الوحيدة هي لبنان. أمرك عجيب يا نجيب، فأنت تتهم التيّار الوطنيّ الحرّ بالفساد فيما جعلت من الفساد نهجاً لحياتك منذ أن بدأت في لبنان خلال الحرب بالمتاجرة بالخطوط والإتصالات الدولية المشبوهة، وانتقلت بعدها الى سوريا تستجدي نظامها لتجمع من قطاع الإتصالات فيها ثروة قبل أن تنقلب عليها، مالاً وسياسيةً، فبات موقفها منك معروفاً “.*
*وعلى الاثر، ردّ المكتب الاعلامي لميقاتي معتبرا ان “الناس في واد و”تيار قلب الحقائق” في واد، ولذلك سيكون ردنا مقتضبا ولمرة أخيرة منعا للتمادي في الابتزاز السياسي وفي سجالات عقيمة”.*
*وقال “لاننا نتبع القاعدة المعروفة التي تقول إن الضرب بالميت حرام، لن نضرب في “ميت التيار” مكتفين بهذا القدر، ومستلهمين بتصرّف قول الاديب سعيد تقي الدين “ما أفصح “حامل العقوبات الدولية” على فساد موصوف، عندما يحاضر بالعفّة والنزاهة والاستقامة”.*
*وعاد “التيار الوطني الحر” الى الرد تكرارًا متوجها الى ميقاتي فقال “بمّا أنك لم تستطع إلا الاستعانة بالعقوبات الاميركية التي وصفتها من خوفك بالعقوبات الدولية التي لم تخف رئيس التيار وتدفعه لقطع علاقته مع حزب الله، فإنها هي ما يخيفك في مسألة قبول هبة الفيول الايرانية أو المساس بالنظام والمنظومة المالية المفروضة على لبنان وبأي من اركانها وانت واحد منهم.*
*صاحب المال الفاسد لا يمكن أن يكون يوماً رجل دولة”.*
*وبما أن هذا المستوى من التراشق الإعلامي غير مسبوق في الحياة السياسية اللبنانية وبالتالي فإم الفراغ سيستمر حتى إنتهاد ولاية رئيس الجمهورية. وإذا ما حصلت اية عرقلة في الإنتخابات الرئاسية؛ ستؤول صلاحيات رئيس الجمهورية إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال وستكون هذه الخطوة سابقة لا مثيل لها في التاريخ السياسي اللبناني.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*08 آب/اغسطس 2022*