عدنان علامه||
عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
كان العدو يبحث عن نصر وهمي بعد أن هشم "أسد منفرد" من أسود فلسطين كل منظومة الكيان المؤقت. فقد اقتحم البطل ،المغوار، الشجاع، الفدائي الشهيد عدي التميمي الموت واطلق النار من مسدسه على جنود حاجز مخيم شعفاط المدججين بالسلاح فوهبت له الحياة؛ وانسحب بهدوء حيث مفاجأته عطلت تفكير الجنود وتعطلت حركتهم وكل ما تدربوا عليه من القتل. فكان هناك الإنتصار الأسطوري والإذلال غير المحدود لما يسمى بجيش الإحتلال. أراد قادة العدو أن يرمموا الصورة فاستدعوا أعدادًا كبيرة من كافة الأجهزة الأمنية للعدو وحاصروا مخيم شعفاط. وأراد قادة العدو تحقيق أي نصر ولو بأي ثمن. فخاضوا نقاشات حادة قبل عرض فيديو الإذلال لتحديد شخصية المنفذ ونجح العدو في تحديد شخصية البطل الأسطوري ولكنه فشل في معرفة أي تفصيل عن الشهيد طيلة 11 يومًا. وأذل الشهيد مجددًا كافة قيادات الأجهزة الأمنية للعدو حيث أخترق كافة الإجراءات ووصل إلى مدخل مستوطنة معالي ادوميم وأشبتك مع عناصر الحاجز ولم يتوقف عن إطلاق النار حتى ارتقى شهيدًا.
كانت هذه المقدمة ضرورية لمعرفة كيفية تفكير قادة الأجهزة الأمنية للعدو، لمحاولة إستعادة الهيبة والإمساك بزمام الأمور. فالعدو إعتمد سياسة "المعركة بين الحروب" في الرد؛ ولذا استقر الرأي على تنفيذ عملية إغتيال غادرة وبأيدي عملاء فلسطينيين لينقل المعركة إلى الداخل الفلسطيني وليتخلص في نفس الوقت من أشرس مقاتلي مجموعة "عرين الأسود" الشهيد تامر الكيلاني. وقد حازت المجموعة على إحتضان شعبي واسع جدًا منذ الإعلان عن إسمها منذ حوالي شهر واحد فقط.
والعدو بهذه العملية استغنى عن إقتحام واسع لمدينة نابلس أو مخيم شعفاط . ولم يتبنَ العدو هذه العملية او غيرها في المستقبل لينقل المعركة إلى الداخل الفلسطيني.
لقد كثرت مطلع هذا العام عمليات "الأسود المنفردة"، فكان الشهيد ضياء حمارشة الذي وصل إلى منطقة بني براك في تل ابيب والشهيد رعد حازم الذي تجول في داخل تل أبيب بحرية تامة لعدة ساعات ونفذ عمليته البطولية في شارع ديزنغوف وهو أكثر شوارع تل أبيب إزدحامًا وانسحب من تل أبيب بالرغم من إستدعاء الآف الجنود. وكانت عمليتي البطل الاسطوري عدي التميمي التي ستبقى وصمة عار أبدية فب ذاكرة قادة العدو؛ وستبقى مصدر عز وافتخار في ذاكرة الأجيال الفلسطينية.
ولذا كان إختيار الشهيد تامر الكيلاني من مجموعة "عرين الأسود" لمنعه من تنفيذ عملية منفردة حيث هو الأجدر في تنفيذها عاجلًا أو آجلًا.
لذا فالفصائل الفلسطينية بكافة إنتماءاتها أمام مسؤوليات إستراتيجية في الحفاظ على البندقية الفلسطينية المقاتلة ووحدة الصف الفلسطيني.
وعلى كافة الفصائل الفلسطينية تكثيف جهودها لكشف العملاء وفضح إرتباطهم بالعدو الصهيوني.
إن المعركة مع الكيان المؤقت هي معركة وجود وليس عملية ثأر لشهيد أو جريح أو هدم منزل. وعمليات "الأسود المنفردة" ستستمر وبوتيرة متصاعدة ليرتد كيد القادة العدو إلى نحورهم.
وإن غدًا لناظره قريب
23 تشرين الأول/ اكتوبر 2022
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha