د.إسماعيل النجار ||
عندما كان لبنان مزدهراً وساطعاً سرقَ الأضواء وكانَ السعوديون من بين كافة شعوب الدُوَل العربية الذين يَمٍَموا وجههم نحوهُ للإقامة والسياحة والتجارة والعمل فيه،
بموقعهُ الجيوسياسي في الشرق يتمتع لبنان "وحديثاً" فقط أي منذ أربعون عام بالتحديد بإهتمامٍ دولي لعدة أسباب أهمها حدودهُ الجغرافية مع فلسطين المحتلة لوجود مقاومة تُهدِد أمن ووجود الإحتلال الصهيوني هناك،
قبل ولادة المقاومة لَم يَكُن يوماً هذا البلَد محَط أنظار أي أحد بدأً من قبرص وصولاً إلى واشنطن،
فسبحان الله كيفَ إنقَلَب السحر على الساحر عندما قررَ شارون غزو لبنان بالإتفاق مع بشير الجمَيِّل هدفوا إلى إخراج منظمة التحرير الفلسطينية وتوقيع إتفاق سلام بين لبنان إسرائيل، نجحَ شارون والجمَيِّل بإخراج عرفات ومسلحيه من بيروت ولكن لم يكونوا يتوقعون ولادة مقاومة ستكون لهم بالمرصاد تهدد أمنهم لا بل أصل وجود كيانهم من جذوره،
شارون لم يَكُن يعلم أن بشير الجميِّل عندما حَرَّضه على إحتلال بيروت بأنه سيأتي بالدب إلى كرم الصهاينة(حشا المقاومة) "مثلاً يُقال" لأن وجود الإحتلال صنعَ المقاومة والمقاومة أصبحت تهديد حقيقي له،
لذلك كان لا بُد من إنقاذ إسرائيل والتعويض عن خسارتها في لبنان بخطة تأخذهُ نحو السلام معها فكان إتفاق الطائف هو البديل وكانَ النافذة التي مَدَّت السعودية يدها منها إلى لبنان وتسببت بكل مآسيه،
الطائف جاءنا برفيق الحريري حامل المشروع الأميركي السعودي التفقيري الإفلاسي إلى البلد ودخل الحلبة السياسية اللبنانية تحت شعار التعليم والبناء والتطهير الإداري وإعادة الإعمار، وإذ بمشروع الحريري يكشف عن وجههِ الحقيقي خلال سنوات ويتبين للبنانيين أنه جاء لسرقتهم ومصادرة ممتلكاتهم وإفقارهم بدءً من تشكيل الترويكا الأولى وصولاً إلى ١٤ شباط ٢٠٠٥ تاريخ إغتياله،
* بعد ذلك توالت الأحداث في لبنان ضمن مخطط مرسوم أميركياً وإسرائيلياً كانَ للسعودية اليَد الطولى فيه بهدف إفلاس الخزينة وسرقة أموال الناس وحصارهم،
أي ما يحصل لنا اليوم كلبنانيين تماماً من دون أي فرق يُذكَر،
التصريحات السعودية إتجاه لبنان بشكل عام لا تشوبها شائبة ولكن أفعالها لا يقبلها عقل،
اليوم سفير هذه المملكة يعلن علناً وبصلافة رفض بلاده إسم مُرَشَّح طبيعي لرئاسة الجمهورية هوَ(سليمان فرنجية) ويتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ويُصَرِّح في بكركي أنه لا يتدخل في لعبة الأسماء، أي أنه يقول الشيء ونقيضهُ في نفس اللحظة،
لدى السعودية سببين لرفض ترشيح سليمان فرنجية للرئاسة السبب الأول : يتعلَّق بترشيحه من قِبَل فريق المقاومة ودعم حزب الله له بشكلٍ مباشر،
والسبب الثاني : تصريح وزير حزبهِ السابق جورج قرداحي بخصوص حرب اليمن،
لكن هذه الأسباب تزول وتتحَلَّل ويصبح سليمان بيك من العائلة السعودية الحاكمة ويصل إلى قصر بعبدا بلمح البصر إذا وعدَ حزب الله الرياض بالمساعدة في حل ملف اليمن لإنزال محمد بن سلمان عن رأس الشجرة العالق بها منذ ثمان سنوات، وفي حال تَمَنُع الحزب عن المساعدة فسيبقى فرنجية شيطان مقاوم لا مكان له في السلطة اللبنانية،
ماذا يعني هذا غير أنه تدخُل سعودي علني وصَلِف في الحياة السياسية الداخلية يترافق مع نفاق سياسي، والإعلان بعدم التدخل مُرفَق بدعم أميركي غير مسبوق للرياض في محاولة أخيرة لهم في الحصول على أيَّة إمتيازات داخل لبنان قد تتيح لهم البيع والشراء بها في الخارج،
لبنان مخرجه الوحيد إخراج اليد الغريبة منه والإهتمام بالصناعه اللبنانية،
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha