منتصر الجلي ||
2023مايو11م
كانت وما زالت القضية الفلسطينية،قضية عاصرت أجيال النصف الثاني من القرن العشرين والحادي والعشرين، قضية جالت بها أنظمة الحُكم العربي،حتى صارت رميم الى رمس أفض إلى موت، قضية ارتجل لها شعراء عصر النهضة الأدبية العربية، كشعراء مصر والعراق واليمن، وغيرهم، ووقفت أمامها أجيال على مفترق التخلص والنسيان.
مثَّل الحضور الأدبي من أدباء وكُتَّاب وشعراء العقود الماضية، حضورا ملفتا،فلم يَكُ أمام القضية سوى الأقلام تنقش الآمها، تنزع عنها شظايا الاحتلال، لم يك لشجر الزيتون غير انفراجة الصباح، ومحمود درويش و عمر أبو ريشة والبردّوني، والمقالح، أو نازك الملائكة، والجواهري، ونزار وغيرهم من طبقة الشعر المعاصر، يسقونها قصائد الوقوف على الاطلال أو مزج الدمع بالتراب.
كان هناك حضور للطبقة الأكاديمية دراسة ونقاش، ودراسات حول القضية، وقف مثقفون ينشدون لتلك الجريحة فلسطين، لعل مارد الشعوب يستيقظ، لعل تلك الملايين تُصبح ذات فجر راحلة لتحرير الأرض المقدسة، لكن حُبِست الأنفاس، استطاع الحاكم العربي أن يضيِّع القضية عبر حيل أو طلامس صهيونية،أو جبن،ترغيب وترهيب،أو طاعة وولاء للكيان الغاصب.
مرت سنوات تلوا أخرى،وقصة المحتل تتسع فصولها وبطل الحقيقة للوراء تراجعا،تكبر القصة، والقضية بين فكي الاحتلال، وتظهر ثورات تحاول الخلاص من تحت عباءة المحتل،ولكن الحاكم العربي،والاحتلال يمثلان جسدا واحدا،فما كان من تلك الثورات إلا العودة أو السجن.
هكذا باتت القضية الفلسطينية في مراحلها السابقة، خلال أكثر من 75 عام مضت، في أدراج اللعب السياسي والهُدن والعقوبات،والوساطات الصهيونية العربية،قضية همش خلالها القَدَر الإسلامي، لتنشأ الكنيسة اليهودية عالميا،ليعود باباوات المسيح وأحبار اليهود إلى البقعة المباركة، تذبل روح الجهاد بعد نكسة 62 للعرب، وبدأت الأصوات التي ظلت تنادي، نالقدس القدس، ضيع في اجواء الأمم المتحدة،ومجلس الأمن،وفي ظل المعاهدات وأوراق جف مدادها ولم تجف مآسِ الشعب الفلسطيني،أخذت تظهر الحركات الجهادية،ولكن غمز الضعف لها فاتَّبعته،كل له واد،طيلة سنوات خلت.
قصة القضية أنه في نهاية المطاف شاء لها الله عزة ولو بع حين، تمثلت في كلمة الحرية التي أطلقها الإمام الخميني،قُدِّس سره، أعاد للقضية ملامح وجهها الوضاء، مسح عنها غبار النسيان، كتب لها بالقرآن قدرٌ جديد، انتشلها من بين سني العذاب،إلى واقع أراده لها أحرار هم قادة القضية،لتتجلى ملامح الولادة لشيء عظيم،ولادة المقاومة، من إيران،إلى لبنان والعراق واليمن،بالإضافة لحركات الجهاد الأولى من الرحم الفلسطيني،التي جمعت الكلمة ووحدت الصف،وهاهي على مر السنوات تشرق الحرية مرفرفة على القبة الصخرة ومسرى النبوة الأولى،تغدوا قوة ليس لها رادع غير عاديات تحرق المستوطنات الإسرائيلية، تحرق تل أبيب، هو الزوال حتما، ليس لقانون السياسة والحسابات العسكرية في معركة القدس شيء،غير حساب الله، هو من يقود المعركة اليوم، تحققاً لوعدِ الآخرة الذي طالما انتظرته الأُمة، هاهو يظهر من قِبل المشرِق.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha