د.إسماعيل النجار ||
*16/08/2023
كوع الكحالة وعبد الحليم حافظ
يروي الفنان الراحل غسان مطر ( أبو غيفارا) في برنامج تلفزيوني مصري ، أن عبد الحليم حافظ كان السبب في طرده من تلفزيون لبنان حيث كان يعمل!
لماذا؟
يجيب غسان مطر ؛
كان لعبد الحليم حفلة غنائية يوم 13/6/1967 في مدرج بيسين عاليه الذي كان يتسع لعشرين ألف إنسان ، وقد بيعت التذاكر كلها . إنه عبد الحليم الذي حضر مع بليغ حمدي يوم 2/6/
مع بداية العدوان الصهيوني على الجمهورية العربية المتحدة وسورية والضفة الغربية لنهر الأردن ، كنا نظن أننا أصبحنا قريبين جدًا من استرجاع فلسطين ، لكننا صعقنا عندما سمعنا الرئيس عبد الناصر يعلن استقالته يوم 9/6/1967 . أي قبل الحفل بأربعة أيام متحملًا مسؤولية الهزيمة العسكرية
والكلام كله لغسان : حبس عبد الحليم نفسه في فندق ستراند في شارع الحمراء في بيروت حيث كان يقيم مع بليغ ، لكنه أدرك حجم مسؤوليته أمام الناس وأمام المتعهد ، وأمام الحاحنا على إحيائه الحفل قال : أنا مش ممكن في هذه الأجواء والأيام السوداء أغني على قد الشوق ، أو صافيني مرة ، الناس عايزة تسمع حاجة تانية
قال غسان : ما رأيك أن تغني أغاني وطنية ، والناس في لبنان والوطن العربي مشدودةٌ للعمل الفدائي ؟
استساغ حليم الفكرة ، وعلى الفور إتصل بالسفارة المصرية في بيروت ليطلب الإتصال بالشاعرين عبد الرحمن الأبنودي ومحمد حمزة طالبًا من كلٍ منهما كتابة أغنية عن العمل الفدائي..
وكان حمزة الأسرع في الاستجابة ، فأرسل كلمات أغنية : فدائي فدائي فدائي .. اموت أعيش ما يهمنيش .. ما دام علم العروبة باقي.
في الحفل المنتظر غنى حليم أغنية فدائي ، ولقيت استجابةً جماهيرية كبيرة من العشرين ألف حاضر ، ثم غنى حليم أغنية يا جمال يا حبيب الملايين ، ثم صورة صورة صورة ، لتلتهب أكف الآلاف ، حبًا وعشقًا ووطنيةً وعروبة ..
إنتهت الحفلة بهذا المهرجان الشعبي السياسي الناصري .
هنا يكشف غسان مطر أخطر نتائج الحفل المهرجان فيقول :
أمران حصلا مباشرةً خلال الحفل الذي كان تلفزيون لبنان ينقله مباشرةً على الهواء .. وبعده هما :
إتصل بي المخرج غازي غربتيان ليقول لي أن هناك من سيكلمك بأمر الحفل المذاع الآن ..
ففوجئت برجلٍ يكلمني بلهجةٍ عسكرية قائلًا لي :
أنا الجنرال فرح أأمرك بقطع الإرسال فورًا .. فرددت عليه بالقول : كيف أقطع الإرسال ونحن تلفزيون لبنان موفرين كل الإنارة للحفل والتسجيل ومتفقين مع المتعهد للتغطية الإعلامية ؟
فقال فرح بلغته العسكرية :
اقطع الآن ولا تناقش ...
هنا يقول مطر أنه أقفل السماعة ولم يقطع الإرسال ، وفي اليوم التالي استُدعيت إلى مكتب مدير التلفزيون منير طقشي ليبلغني الإستغناء عن خدماتي ، وهكذا - يتابع غسان مطر ضاحكًا خرب عبد الحليم بيتي -
الأمر الثاني وهو الأخطر ( وتمعنوا بما حصل وأسقطوه على حالة اليوم )
- أن كوع الكحالة بعد النزول من عاليه حصلت عنده مشاكل بتعرض جماعات كتائبية وشمعونية لحضور الحفل العائدين ، وكسروا زجاج سيارات البعض وضربوا ركاب بعضها ، وربما كانوا ينتظرون مرور سيارة حليم لضربه ! فإقترحت عليه سلوك طريقٍ آخر من عاليه إلى بيروت من دون المرور بطريق الكحالة الخطر ..
وهكذا كان...
ـــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha