ناجي أمهز ||
بسبب طبيعة عملي في تصميم المواقع الإلكترونية أصبحت أتقن ما يعرف بالكلمات المفتاحية، وهي بعبارة أوضح أنني أصبحت قادرا على جمع غالبية هذه الكلمات التي تنتشر على الإنترنت بمقال يحاكي فكرة خاصة أريد أن أوصلها إلى الرأي العام، وكي لا أبالغ أن أحد أسباب شهرتي لقرا العربية في العالم هو هذا السر.
وهذه الميزة بفهم ما يجري حولك في عالم الإنترنت، يجعلك كمن يراقب الأرصاد الجوية من مركبة فضائية أو عبر الاقمار الاصطناعية، تمكنك بدقة متناهية أن تحدد وجهة الحدث وإلى أين سيصل وكمْ سيدوم من الوقت وتداعياته وتأثيره على مجريات الأمور في هذا البلد أو ذاك.
ومع بداية الأزمة الداخلية في الكيان الغاصب الصهيوني والتي عرفت ((باحتجاجات الإصلاح القضائي الإسرائيلي)) بدات تتفاعل حالة من الغضب على ما آلت إليه الأمور الاجتماعية والاقتصادية، فكان من إدارة الكيان الغاصب أو العقول التي تحمي الكيان الاسرائيلي، أن أطلقت موجة ضخمة من الإشاعات التي تؤكد أن الاستقرار والاقتصاد الإسرائيلي بخير بل هو الأقوى في العالم.
وكانت هذه الإشاعات الإسرائيلية، تقرن بصور عن مدن اليمن المدمرة ولبنان الغارق في الظلام والناس تقف طوابير على المحروقات والخبز والدواء والمصارف، إضافة إلى مشاهد الفساد في العراق والتظاهرات، وما تعيشه سوريا من أزمات هائلة، وتفرد مساحات عن الفقر والعوز في مصر، وأمام كل هذه الصور من المآسي العربية، كان الكيان الإسرائيلي ينشر صوره كيف ينعم بالخيرات والاستقرار.
ولكن بدل أن يصدق شعب الكيان هذه الكذبة، للأسف صدقوها العرب في مختلف الأوطان العربية، وبدا التفاعل معها والمقارنة بين الدول العربية وبين الكيان.
ولأنني كنت أرصد واتابع هذه الموجة المتقنة الصنع والواضحة المعالم والهدف، بأدق تفاصيلها منذ انطلاقها والغاية والهدف منها، وعندما بدأت تتجمع بقوة فوق بيئة المقاومة، شعرت بالخوف الحقيقي ان لا تحصل ردة فعل تقول إنه إذا كان العدو الإسرائيلي يعيش حالة الحرب وهو مجتمع حرب، لماذا وضعه الاقتصادي والإنمائي مستقر بينما نحن مجتمع المقاومة نعيش أسوأ الأوقات وأصعبها.
وبمحاولة مني للرد على هذه الأسئلة قبل أن تتحول إلى ردة فعل في بيئة المقاومة والعالم العربي، نشرت في 20 – أيار – 2023 مقالا حمل عنوانا: أسرار عن من واجه حزب الله في 25 أيار 2000، وهل سينتقم منا النظام العالمي، وحقيقة نصرك هز الدني.
وقد جاء بالمقال،
(((((((نعم عندما تفهم كل هذه الحقائق، ستضرب كفا بكف وتصفر وتصفن، وتقول كيف استطاع أهلنا المقاومين أبناء الفلاحين والعمال أن يواجهوا أقوى قوة عرفتها البشرية منذ أن وجد آدم على الأرض، هذه القوة التي غزت الفضاء، وعدلت الموروث الجيني وعبثت في الطبيعة وبأعمار البشر.
نعم أنها الحقيقة، إسرائيل ليست فقط 5 ملايين مستوطن، إسرائيل هي ثلاثة مليارات مستوطن فالذين يدعمون إسرائيل ويدافعون عن إسرائيل ويتبرعون لإسرائيل، هم دول تمتد من أمريكا مرورا في أوروبا حتى فلسطين المحتلة.
إسرائيل ليست ميزانيتها بضعة مليارات من الدولارات، بل كل ما تجنيه البشرية من أموال بالدولار هي بخدمة إسرائيل.
إسرائيل لا تمتلك ألف طائرة حربية إسرائيل تمتلك كل الطائرات الحربية المتواجدة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلف الأطلسي، إسرائيل تمتلك كل مصانع الأسلحة.
ثم تسال كيف استطاع أبناؤنا في المقاومة، التغلب على فئة تمتلك القدرة أن تجعل السماء تمطر، والأرض تزلزل، وان تحدثا تسونامي يغرق دولا بأكملها.
كيف نجحت البندقية بأن تتغلب على الطائرات الحربية والبوارج العسكرية والأقمار الاصطناعية، وكيف هزمت قنبلة يدوية من يمتلك القنبلة النووية.
وتسال وتسال ولن تنتهي الأسئلة، بالمقابل لن تجد جوابا واحدا)))).
ومن يقرا المقال يجد فيه الكثير من الاجوبة على اسئلة تطرح اليوم.
وكانت غايتي من هذا المقال الذي نشر قبل أشهر، هو زرع المزيد من الإحباط في الكيان وحلفائه، وأيضا توضيح للرأي العام أسباب ازدهار واستقرار الكيان الغاصب،
وخاصة أن ما جاء في المقال هو خلاصة الخلاصة لأجوبة على أسئلة جمعتها خلال وقت طويل ومضن من مقالات مترجمة إلى العربية وأحيانا كنت أترجم بفضل الذكاء الاصطناعي، لدافعي الضرائب الرافضين لدعم الكيان الغاصب ولمعارضي سياسة حكومات العدو الإسرائيلي، اضافة الى راي شريحة واسعة تؤكد انه رغم كل هذا الدعم الغربي للكيان الا انه هزم امام المقاومة.
وكنت أعتقد بأن هذا المقال سيستخدمه الإعلام المقاوم كجزء من صناعة رأي عام وخاصة أنني تعمدت نشره بتوقيت يقارب مناسبة التحرير ٢٥ ايار.
ولكن للأسف غالبية الإعلام المقاوم لم ينشر المقال، لان أعلام المقاومة بغالبيته يقوم على الصداقات المباشرة، لذلك تجد أن 99 % من المقالات لا يقرؤها حتى ناشرها، وتترك المقالات التي من المحتمل أن تحقق عدد زوار أو حتى تقدم مادة.
بالمقابل عندما يقوم أي إعلامي من خارج الإعلام المقاوم بوضع نظرية لا تتناسب مع بيئة المقاومة، تجد نوعا من الانفجار الإعلامي على السوشيال الميديا وهو غير مدروس، مما يحقق نتائج عكسية، تشجع الإعلامي على تقديم المزيد من هذه المواد وربما يتحول إلى عدو للمقاومة بسبب شراسة الهجوم عليه، وبالختام يطل عليك فرقة من محللين واستراتيجيين، الذين يدلون بدلوهم بوقت متأخر، ورأيهم عبارة عن تفسير المفسر، أو أنهم يتحدثون بمديح هائل للشخص المنتقد على وزن أن أسلوبه هو الأفضل من الاسلوب المهاجمة.
وهكذا نبقى بدوامة بينما العدو يتعلم من الاخطا الاعلامية والسياسية.
بالختام إسرائيل سقطت وزوالها أمر حقيقي وحتمي ليس خيال، وحتما المقاومة هي أهم عوامل سقوطها وزوالها.
لكن بالمقابل أن سبب إطالة عمر الكيان الاسرائيلي هو بسبب فشل الأداء السياسي والإعلامي، بينما المقاومة المسلحة تسطر البطولات وتزلزل الارض تحت قادة الكيان.
https://telegram.me/buratha