قال الخبير العسكري المصري، العميد سمير راغب، إن "العملية التي نفذتها "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية، فجر اليوم السبت، هي أكبر مفاجأة استراتيجية منذ حرب 6 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن "المجاميع التي نفذت العملية أجرت تدريبات منذ أيام على الحدود، في إطار خدعة استراتيجية مشابهة لما قامت به القوات المصرية قبل حرب السادس من أكتوبر عام 1973، إذ ظن الجانب الإسرائيلي أنها مجرد تدريبات عادية".
ولفت إلى أن "وصول "كتائب القسام"، لمستوطنات على عمق 40 كيلومترا، يؤكد وجود "بنك أهداف" لدى المجموعات المنفذة وخطة استراتيجية معدة منذ فترة طويلة، جرى التدريب عليها برا وبحرا وجوا".
وأشار إلى أن "الفلسطينيين حققوا السيادة الجوية لساعات، من خلال استخدام الخفاش الطائر وطائرات "الدرون"، والتغطية الجوية، والوصول على عمق كبير داخل الغلاف دون أي اعتراض من الجانب الإسرائيلي".
وشدد على أن "الجانب الإسرائيلي لم يحدث أن تكبد خسائر على هذا النحو منذ حرب أكتوبر، وأن استدعاء جنود الاحتياط في عملية دفاعية لم تحدث هي الأخرى منذ عام 1973".
وفيما يتعلق باستخدام الخفاش الطائر، أوضح الخبير العسكري أنه "يُستخدم في العمليات التكتيكية بعمق قد يصل إلى 50 كيلومترا، لكنه من السهل اكتشافه بالعين المجردة، الأمر الذي يطرح تساؤلات بشأن وصوله دون اعتراض للمناطق المحددة من قبل الفلسطينيين".
ويرى راغب أن "انخراط الفصائل من الدول الأخرى مثل "حزب الله" مرتبط بما قد تقدم عليه إسرائيل، وأن تنفيذ عملية برية في القطاع قد يفتح جبهات أخرى للاشتباك وانخراط العديد من الفصائل في الدول المجاورة".
ووفقا للخبير العسكري، فإن "حركة "حماس" نجحت في تحقيق عملية هامة وكبيرة لم يحققها "حزب الله" في حرب 2006، وأن الجناح العسكري أكد أنه الأقوى في الوقت الراهن، والقادر على شن جولات جديدة".
وبشأن الدور المصري، أوضح العميد سمير راغب، أن "ما حدث يؤكد وجهة النظر المصرية، بضرورة تحريك الملف السياسي والمضي بشكل حقيقي في إطار عملية السلام، وتخفيف الضغط على قطاع غزة".
ولفت إلى أن "الموقف المصري هذه المرة أقوى، ويعزز رؤيتها بضرورة حل الدولتين، والانخراط الحقيقي والفعال من الدول الكبرى في المشهد لحل الدولتين".
وشدد على أن "التحركات المصرية الحالية تسعى لإطفاء الحريق المشتعل، ومنع حرائق أخرى من الاشتعال، حال اتجاه إسرائيل للتصعيد عبر عملية برية".
وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، السيطرة على معبر إيرز عقب الرشقات الصاروخية والاقتحامات لمستوطنات غلاف غزة.
ورصدت كاميرا "سبوتنيك" توجه مئات الفلسطينيين في قطاع غزة إلى معبر إيرز، بعد السيطرة عليه، وجرت اشتباكات في محيط المعبر، مع تصاعد كثيف لأعمدة الدخان في المكان.
وأظهر مقطع فيديو عودة مقاتلين إلى غزة ومعهم آليات عسكرية إسرائيلية بعد ساعات من إعلان بدء عملية "طوفان الأقصى"، وتجمّع مئات الغزيين وسط مدينة غزة وقاموا بحرق بعض الآليات العسكرية الإسرائيلية، وسط فرحة لما حققه المقاومون في قطاع غزة، وهتافات من الجماهير الموجودة، والتي عبرت عن دعمها لعملية "طوفان الأقصى".
وأفاد الإعلام الإسرائيلي، في وقت سابق، بأن حركة "حماس" تسيطر فعليا على محيط قطاع غزة، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن المقاومة الفلسطينية أسرت أكثر من 35 جنديا، في الوقت الذي تشهد فيه استمرار الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في 7 مناطق في غلاف قطاع غزة.
https://telegram.me/buratha