د. إسماعيل النجار ||
ما هوَ حجم العملية، وما هيَ أهدافها؟، وما هوَ دور مِحوَر المقاومَة وتحديداً حزبُ الله فيها،
بدايةً ألف تحيَة إلى المجاهدين في غزة ولا بُد لنا أن نعترف بأن الطوفان الذي حصل بالأمس كانَ له إرتداداتهُ الداخلية والإقليمية والدولية بجانبيه الإيجابي والسلبي بحسب تموضع كل طرف مُتَلَقي، وكانَ للعملية صَدَىً مُدَوِياً في نفوس الشعوب العربية والإسلامية وكل الشرفاء في جميع أنحاء العالم الذي استفاق على زلزال ضربَ قلب تل أبيب والبيت الأبيض،
عملية بهذا الحجم بكل تأكيد أنها إحتاجت وقتاً طويلاً من التخطيط الدقيق والتحضير والتجهيز وإنتقاء الأفراد ودراسة الأهداف والنتائج والإمكانيات وردَّات الفعل،
المُلفِت في العملية أنها غابَت غياباً كُلياً عن عيون وآذان أجهزة الإستخبارات الصهيونية الشاباك وأمآن والموساد وغيرهم، ولم يتسرَّب عنها أي معلومة أو أي خبر، حتى أنه لم يحصل أي خطأ قد يُلفِت النظَر في التخطيط والتكتيك والتجهيز والتجميع لغاية إنطلاق ساعة الصفر،
عملية عسكرية ناجحة بكل المعايير أذَلَّت الصهاينة وأهانتهم على المستويات الإستخبارية والعسكرية وعلى الصعيد الداخلي والدولي، وأعطت إنطباعاً عاماً سيئاً عن مستوَىَ جهوزية الجيش المهزوم السيئَة الذي تتباهىَ به أميركا وأوروبا وتم صرف الآف المليارات من الدولارات لتسليحه وتدريبه وتطويرهِ طيلة 74 عام، وأكدت نتائج المعركة التي تدور الآن نظرية الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن إسرائيل فعلاً اوهَنُ من بيت العنكبوت،
المقاومة الفلسطينية نفَذَت مهمتها بشجاعه وسرعه فائقة ودِقَّة عالية ومهنية واحتراف مذهلين،
بينما إسرائيل تخبطَت لساعات قبل أن تَصحوا من هَول الصدمة وقياداتها أصبحوا يتبادلون الإتهامات وَبدأوا بتحميل بعضهم البعض مسؤولية ما جرىَ، فأعداد القتلَىَ الصهاينة فاقَ كل التَوَقُعات وأعداد الجرحىَ أيضاً والأسرىَ حَدِّث ولا حَرَج، ناهيكَ عن المساحة الجغرافيه التي تحررت واصبحت خارجة عن سُلطَة الإحتلال،
كانَ للعملية العسكرية أربعة أهداف رئيسية ،،،
1__ الإنتقام للقدس والمقدسيين وللأقصىَ من الصهاينة لما فعلوهُ بهما،
2__ تحرير الأسرىَ وتنظيف السجون،
لان النِتِن ياهووو لم يكتفي بأربعة اسرىَ لدىَ حماس رفضَ التفاوض حولهم،
فأرادَ لمبادلتهم بالسجناء لديه عدد أكبر فحققت له المقاومة ما أراد واليوم فاقوا المئَة أسير الذين سيحررون الأسرى الأحياء والشهداء،
3__ إجراء بروڨا إختبار إستعداد العدو وجهوزيتهُ ورسم صورة مُصَغرَة عن المعركة الكُبرَىَ القادمة،
4__ تعريَة العرب المطبعين وفرض شروط المقاومة بحماية المقدسات وفك الحصار عن قطاع غزَّة قولاً وفعلاً،
إذاً ثبتَ وباليقين أن طريق المفاوضات مع العدو طويل جداً وفاشل وفارغ ومزيَف، والطريق الأقصر نحو القدس هوَ طريق المقاومة،
كما أكدَت وِحدَة الساحات جدواها، بدليل ان حزب الله أطلق تهديداتٍ بوجه تل أبيب نقلها وسطاء بأن أي مبالغه في الرد على قطاع غزَّة سيجر المنطقة الى حرب شاملة وبذلك سيكون حزب الله اول الداخلين في هذه المعركة وسينفذ قراره بإحتلال الجليل،
قادَة العدو رفعوا سقف التهديد والمقاومة الفلسطينية قابلتهم بسقف أعلى والساعات القادمة حاسمة وسيبان خلالها الخيط الأبيض من الخيط الأسود،
النصر للمقاومة.
https://telegram.me/buratha