اكتب عددا لا بأس فيه يؤمن بما تكتب، اكتب كيف سندخل الى فلسطين.
بعد مقابلتي بالأمس على إحدى الفضائيات اليمنية أرسل لي أحد اليمنيين رسالة
بداها بجملة، كنت أبحث عنك منذ سنوات،
حقيقة خفت بنفسي فما هذا الأمر الذي يجعل رجل لا تعرف عنه شيئا يبحث عنك لسنوات
ولكن فحوى الرسالة الغريب العجيب وضح نية الرجل، الذي قال في رسالته، أنني منذ ١٢ سنة كتبت شيئا أشير فيه إلى مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
فقلت له اعتذر حتما لا أستطيع أن أتذكر ماذا كتبت منذ 12 سنة واصلا لا أعرف متى مات صالح ولم أهتم لأتابع، أصلا أصبحت أنسى حتى ماذا تغديت من شدة الضغط والتفكير.
فأرسل لي رابط المقال، هو مقال عنوانه: علي عبد الله صالح يعلن تنحيه بقلم: ناجي أمهر تاريخ النشر: 21 – 11 – 2011
فحوى المقال أتحدث فيه عن تأثير رقم أربعة (4) في حياة على عبد الله صالح وكيف تكرر في سني حياته،
وكانت المفاجئة أن علي عبد الله صالح قتل 4 ديسمبر 2017
وقال هذا الرجل كيف استطاع عقلك أن يلتقط الإشارة وأن يميز رقم بحياة رجل فيكون أيضا في نهايته، كيف استطعت ان تميز العلامة الوحيدة لشخص لا تعرف عنه الا ما تطالعه او تسمعه.
قلت له ربما صدفة.
ومع انطلاقة عملية طوفان الأقصى، أصر أحد الأشخاص بأنني كنت أعرف بعملية طوفان الأقصى، فما كان مني إلا أن قلت له ربما الذين قاموا بالعملية البطولية أنفسهم لا يعرفون بها إلا في آخر لحظة.
وأيضا أصر على أنني كنت أعرف وقرا على مسامعي مقطع من مقال: أسرار عن إسرائيل النموذج السياسي والاجتماعي الفاشل، وكيف صنعها الوهم العربي. وهو مقال نشر قبل شهر من عملية طوفان الأقصى.
(((((((نعم عندما تفهم كل هذه الحقائق، ستضرب كفا بكف وتصفر وتصفن، وتقول كيف استطاع أهلنا المقاومين أبناء الفلاحين والعمال أن يواجهوا أقوى قوة عرفتها البشرية منذ أن وجد آدم على الأرض، هذه القوة التي غزت الفضاء، وعدلت الموروث الجيني وعبثت في الطبيعة وبأعمار البشر. نعم أنها الحقيقة، إسرائيل ليست فقط 5 ملايين مستوطن، إسرائيل هي ثلاثة مليارات مستوطن فالذين يدعمون إسرائيل ويدافعون عن إسرائيل ويتبرعون لإسرائيل، هم دول تمتد من أمريكا مرورا في أوروبا حتى فلسطين المحتلة. إسرائيل ليست ميزانيتها بضعة مليارات من الدولارات، بل كل ما تجنيه البشرية من أموال بالدولار هي بخدمة إسرائيل. إسرائيل لا تمتلك ألف طائرة حربية إسرائيل تمتلك كل الطائرات الحربية المتواجدة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا وحلف الأطلسي، إسرائيل تمتلك كل مصانع الأسلحة. ثم تسال كيف استطاع أبناؤنا في المقاومة، التغلب على فئة تمتلك القدرة أن تجعل السماء تمطر، والأرض تزلزل، وان تحدثا تسونامي يغرق دولا بأكملها. كيف نجحت البندقية بأن تتغلب على الطائرات الحربية والبوارج العسكرية والأقمار الاصطناعية، وكيف هزمت قنبلة يدوية من يمتلك القنبلة النووية. وتسال وتسال ولن تنتهي الأسئلة، بالمقابل لن تجد جوابا واحدا)))).
حقيقة عندما قرأت النص شعرت كمْ كنت قريبا من رسم المشهد الذي يحصل اليوم مع العلم بأن هذا النص مأخوذ من مقال كتب في أيار 2023.
ولكن كيف أقنع الرجل أن كلمة تسونامي في مقالي لم أقصد فيها الطوفان الذي يحصل اليوم مع انه ما كتب يشبه حرفيا ما حصل اليوم.
فقلت له ربما كنت في لحظتها استشعر هذا الجو، فالكاتب والشاعر يستطيعان استشعار أدق الذبذات التي تطلقها العقول فيلتقطانها ويحولانها إلى كلمة تقال أو تكتب.
قال وكذلك تحدثت عن وصول ترامب ووصل
وتحدثت عن محاسبة ترامب وتمت محاسبته
وتحدثت عن وصول ماكرون أول مرة ووصل
وتحدثت عن مشهد لبنان من خلدة الى الطيونة وقبل الودائع والانهيار الكبير وزوال لبنان الذي نعرفه، وحصل
وتحدثت عن الحرب الروسية الأوكرانية وحصلت في وقت كان الجميع حتى الدول ينكرونها.
وتحدثت عن وفاة الملكة البريطانية، وكيف العالم سيعيش ما يعيشه اليوم. وحصل
وأكمل هذا الرجل حديثه بمقولة أنني تحدثت في آخر مقال لي قبل شهر عن تصفية نتنياهو وحكومته، ويبدو أن تصفية نتنياهو وحكومته قد بدات.
وسالني ماذا اتوقع بعد عملية طوفان الأقصى.
فقلت له دون تردد
أننا سندخل فلسطين ونصلي مسلمين ومسحيين فيها، نرفع الآذان وندق الأجراس، ونرفع صور الشهداء على مساحة فلسطين.
سنلاعب الأطفال ونمسح دموعهم، سنزور أمهات وآباء الشهداء لنقبل أيديهم، سنضع الرياحين على أضرحة الأحياء من الشهداء الذين صنعوا هذا المجد، للإنسانية جمعاء.
وسنلتقي هناك بقيادات المقاومة.
فقال لي الرجاء أسرع بكتابة مقالك.
ربما الله يجري على لسانك أسراره دون أن تعرف.
أو ربما يأمر الطبيعة فتطيع ما يخطه قلمك.
اكتب عددا لا بأس فيه يؤمن بما تكتب، اكتب
https://telegram.me/buratha