سوريا - لبنان - فلسطين

في ظلال طوفان الأقصى "2" الفلسطينيون يدعون روسيا للتدخل والمساعدة


 د. مصطفى يوسف اللداوي

 

الموقف الرسمي الروسي إزاء الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة مقبولٌ، وهو أفضل بكثير من مواقف العديد من الدول العربية والإسلامية، فقد دانت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة واستنكرتها، واعتبرتها عدواناً صارخاً وتهديداً للسلم والأمن في المنطقة، وحذرت من اتساع نطاق الصراع وأنه سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة كلها، ودعت الكيان الصهيوني إلى التوقف عن العدوان على قطاع غزة فوراً. 

 

وكان موقفها قد جاء على لسان رئيسها فلاديمير بوتين، رغم همومها ومشاكلها، وأزماتها والتحديات التي تواجه في حربها ضد أوكرانيا، فهي لا تحاربها وحدها فقط، وإن كانت المعارك تدور على أرضها وفي أجوائها، إلا أنها تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية وكندا واستراليا، الذين يمدون أوكرانيا بالمال والعتاد وبكل أنواع السلاح، ويساندونها في موقفها ضد روسيا.

 

لا يخفى على القيادة الروسية أن الفلسطينيين قد وقفوا إلى جانبها، وأيدوها في حربها ضد أوكرانيا، ولم يترددوا في الاصطفاف معها ومساندتها بالقدر الذي يستطيعون، فهم يعلمون أنها تقاتل الولايات المتحدة الأمريكية ونحن ضدها، ونعتقد أنها سبب أزمتنا، والسند الرئيس للكيان الصهيوني الذي يقاتلنا بها، ويفتك بنا بسلاحها، ويستقوي علينا بقوتها.

 

ويعلم الرئيس الروسي أننا لم نكن مع القيادة الأوكرانية التي أعلنت قبل حربها ضدكم وأثناءها تأييدها للكيان الصهيوني ضدنا، وأنها تتفهم دواعي خوفه وحاجاته، وتشعر بالمخاطر التي يتعرض لها والتهديدات التي تواجهه من الفلسطينيين، وما علمت القيادة الأوكرانية أن فلسطين لنا ونحن أصحابها وأهلها، وأننا سكانها منذ كانت وسنبقى فيها إلى أن تزول الأرض والسماوات وما فيهن.

 

وربما استشعر الرئيس الروسي الخطر على الأمن القومي لبلاده نتيجة رسو المدمرات الأمريكية في شرق المتوسط، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحركها قبالة الشواطئ الفلسطينية، رغم أنها جاءت لدعم العدوان الإسرائيلي وتشجيعه على المزيد، ولإسناده وتزويده بالذخائر والمعدات، وتعويضه عن النقص وتلبية الحاجات، إلا أن الرئيس الروسي حذر من أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تأتِ إلى المنطقة لقصف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أو لقصف حزب الله في لبنان، بل جاءت لإرهاب وتخويف كل الأطراف الأخرى التي من الممكن أن تشترك في الحرب ضد الكيان الصهيوني.

 

ليعلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن انتصار المقاومة الفلسطينية انتصارٌ لبلاده، واستقرارٌ للمنطقة، وضمانة لمصالحه، وتأمينٌ لخطوط غازه، ونهاية للتفرد الأمريكي والهيمنة الغربية المتوحشة، وهو أيضاً نجاة له من المؤامرات الأمريكية والغربية التي تآمرت عليه واجتمعت ضده، وهي تحصينٌ لمواقفه، وتحسين لظروفه وشروطه في حربه ضد أوكرانيا، ولعله يعلم أن الحكومة الإسرائيلية قد دعمت الحكومة الأوكرانية ضد بلاده، وزودتها بأسلحة فتاكة وصواريخ مدمرة وقنابل ذكية ومضادات ومسيرات ومعدات عسكرية كثيرة، وأنها ما زالت ترفدها بالخبراء والفنيين الذين يشاركون في وضع الخطط لإضعاف روسيا وإلحاق الهزيمة بها.

 

استناداً إلى ما سبق وبناءً عليه فإننا نحن الفلسطينيين في الوطن والشتات، وباسم أهلنا في قطاع غزة ندعوك وبلادك للوقوف معنا ومساندتنا، ونطلب منكم التدخل لحماية شعبنا ومنع إبادته بالآلة العسكرية الأمريكية المدمرة، ولتكونوا شركاء معنا في هذا الانتصار، فنحن أقسمنا أن ننتصر، وها هي بشائر النصر تتراءى من قريبٍ لا من بعيدٍ، ولتعلم أن تدخلك شرف، ووقوفك إلى جانبنا رفعة لبلادك، وتمكينٌ لها في الشرق، وانتصارٌ لها ضد أمريكا والغرب، فنحن وإياكم أهل الشرق الأصيل، وأصحاب الأرض وشركاء التاريخ، فعجل بقرارك، ولَوِّح بسلاحك، وهدد بقوتك واضرب بقبضتك، واستذكر مجد من سبقك.

 

بيروت في 11/10/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك