استنتج خبراء روس، صعوبة أن ينتهي تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي بدأ في أكتوبر من العام الماضي، في المستقبل القريب، لأن أيا من الطرفين غير مستعد للموافقة على شروط الآخر.
ويرى الخبراء أن تصعيد النزاع وصل إلى مستوى دفع الجانبين للتوقف عن اعتبار الطرف الآخر كبشر وبات كل طرف يستخدم جميع الوسائل المتاحة لإبادة العدو.
وأشار أندريه تشوبريجين، كبير المحاضرين في كلية الدراسات الشرقية في مدرسة الاقتصاد العليا بموسكو، إلى أنه لا توجد إجابة حتى الآن حول المدة التي ستستغرقها الجولة الحالية من الصراع. وقال: "من ناحية، لا توجد لدى نتنياهو رغبة في وقف النزاع الحالي لعدد من الأسباب، ومن ناحية أخرى، من الواضح أنه لا يوجد لدى الأمريكيين وسائل تأثير قوية كما كان لديهم سابقا. إسرائيل لم تكن في أي وقت من الأوقات تنصت للولايات المتحدة، ولكن كانت هناك دائما فرص للتوصل إلى اتفاق ... أما الآن فيبدو أن هذا الوضع سيدوم طويلا".
بالمقابل، شدد غريغوري لوكيانوف، الباحث في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، على أنه "لا يمكن في الوقت الراهن الحديث إلا عن النتائج الأولية، ولا يمكن الحديث عن إنهاء الحرب. وهما ينكران على بعضهما البعض الحق في أن يكونوا بشرا. ويستخدم الجانبان جميع أساليب الحرب التقليدية وغير التقليدية: حماس استخدمت الإرهاب في السابع من أكتوبر ضد المدنيين، والجيش الإسرائيلي يقصف بشكل عشوائي قطاع غزة مما تسبب بخسائر كبيرة في صفوف السكان وتدمير كامل للبنية التحتية وخلق ظروف معيشية لا تطاق في المدن المكتظة بالسكان في القطاع.
ويرى أندريه تشوبريجين، أحد كبار المحاضرين في كلية الدراسات بمدرسة الاقتصاد العليا، أن إسرائيل تمادت كثيرا في تصرفاتها وباتت تخسر الدعم الدولي.
وبيّن لوكيانوف، أن هذا الصراع يخلق تحديات وتهديدات للأمن الإقليمي. إنه يشكل تهديدا للأمن الإنساني، الذي يشمل ليس فقط أراضي الصراع نفسه، بل أيضا أراضي الدول المجاورة: مصر والأردن وسوريا ولبنان. هذا الصراع قد يتسع عدد الأطراف المنخرطة فيه . حدود المواجهة اتسعت وباتت تشمل ليس فقط إسرائيل وفلسطين بل وحوض البحر الأحمر، الذي تمر عبره أهم طرق النقل البحري العالمية.
https://telegram.me/buratha