على وقع هتاف”هيهات منا الذلة ” أطل سماحة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في الاحتفال التأبيني للشهيد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وقال إن”العدو قد يلجأ إلى خرق جدار صوت فوق الضاحية من أجل إخافة الموجودين في المهرجان ولو حصل ذلك يرد عليه بالشعار المناسب”.
وأضاف السيد انه:” لدينا أبناء وأحفاد من الجيل الأول من القادة يتواجدون في جبهات المقاومة، يقاتلون ويتقدمون إلى ساحة الجهاد، وهنا تكمن قوتنا في الاستمرار، فالنيل من القادة الكبار لن يمسّ بعزمنا وتصميمنا على مواصلة الطريق”.
وفي حديثه عن القائد الشهيد فؤاد شكر قال انه” من الجيل المؤسس للمقاومة ولكن هو إضافة إلى ذلك من القادة المؤسسين،السيد (محسن) كان موجوداً في معارك المقاومة الأساسية في موقع القيادة”.
وأردف بالقول:”السيّد محسن هو من القادة الأساسيين صناع النصر عام 2000، وفي حرب تموز، غرفة المعركة الأساسية كانت بقيادته، وكان له دوره الأساسي في بناء استكمال القدرات بعد حرب تموز”.
وأضاف:”في إدارة جبهة الإسناد اللبنانية، كان السيد محسن يتابع ويقود ويدير ويواصل العمل”،لافتا إلى ان”السيد فؤاد من العقول الاستراتيجية في المقاومة وكان تكتيكياً بامتياز”.
وتابع سماحته:”على المستوى العقلي والذهني والفكرى، كان للسيد محسن ثقافة دينية واسعة، وأيضاً لديه ثقافة عامة واسعة وقدرة بيان جيدة جداً،كان (السيد محسن) أستاذاً ومربياً ويصنع رجالاً وكان مؤثراً في المحيط الذي يعمل فيه”.
في المواصفات الشخصية،قال السيد نصرالله عن الشهيد ان:” لديه معنوياتٍ عالية، يقدّم المعطيات بشكل صحيح.. هو يطرح المشكلة ويطرح الحلول”، ووصفه :”بسلسلة جبال يمكن الاستناد إليها في الزلازل والمحن”.
وأشار السيد نصرالله الى انه :”نحن في مثل هذه الأحداث، كما في موضوع القادة الذين سبقوا، نعترف بالألم والحزن لأننا بشر طبيعيون ولكن نجمع بين الحزن للفراق والغبطة لهؤلاء القادة أن خُتم لهم بالشهادة، ونعترف بحجم الخسارة وخسارتنا مع السيد محسن كبيرة جداً، ولكن هذا لا يهزنا على الإطلاق والدليل استمرار العمليات”.
واضاف”لا شكّ أن استشهاد القائد اسماعيل هنية خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني ومحور المقاومة وهو أوجَبَ الحزن والغبطة، لكن هذا لا يضعفنا ولا يهزنا والدليل تصاعد المقاومة”.
وحول التطورات في الأيام والأسابيع القليلة الماضية قال السيد :” حصلت أحداث واتُخذت قرارات وتطوّرت ظروف تساعد بقوة على تبيان وفهم حقيقة الأهداف التي تسعى إليها حكومة نتنياهو المتطرفة والمتوحشة”.
نتنياهو لا يريد وقف الحرب
وأضاف:”هناك شبه إجماع كبير “إسرائيلي” على رفض إقامة دولة فلسطينية بمعزل عن طبيعتها، وأصل النقاش في دولة فلسطينية مرفوض، وهذا تطور مهم لمن ما زالوا يراهنون على مسارٍ تفاوضي في القضية الفلسطينية”.
ورأى السيد انه:”من الواضح أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب ويريد إلتزاماً غربياً أميركياً في المرحلة التالية بالعودةِ إلى الحرب، لأن لديه مشروعاً في غزة”.
وتابع :”المشروع “الإسرائيلي” في الضفة الغربية هو استكمال الاستيطان، تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، ولاحقاً ضمّ الضفة”.
واعتبر السيد نصرالله ان :”المشروع في الضفة من قبل طوفان الأقصى هو تهجير أهل الضفة بالقتل والعمليات والقصف بسلاح الجو”.
وحول موضوع النفاق الأميركي قال سماحته :”أمام المجازر والتحركات الطلابية، عادت الولايات المتحدة الأميركية تتحدّث عن القضية الفلسطينية، وهذا نفاق، فأيّ تصويتٍ على إقامة دولة فلسطينية يقابله فيتو أميركي”.
ورأى أنه”الآن، في ظل الحديث عن رد من إيران أو حزب الله أو اليمن أو المحور، فإنّ الولايات المتحدة الأميركية ووزارة دفاعها وأساطيلها تتقدّم للدفاع عن “إسرائيل” في رسالةٍ علنية”.
وأكد السيد نصرالله أن””إسرائيل” لم تعد قوية كما كانت وكذلك إمكانات دفاعها، وهي الآن خائفة من الردّ وتستنجد بالأميركي والغربي والأوروبي وبأنظمةٍ عربية، وفي ذلك دليل على تراجع هيبتها”، مشيراً إلى ان”المنطقة اليوم أمام مخاطر حقيقية والكلّ يجب أن يفهم أبعاد المرحلة الحالية ومخاطرها على فلسطين”.
وأشار سماحته إلى ان” المسجد الأقصى سيكون في خطر كبير جداً.. إذا هُزمت المقاومة في غزة لا سمح الله، وهي لن تُهزَم، فإن المقدّسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين ستصير من الماضي”.
هذه المعركة لها أفق
واعتبر السيد انه”لا يُواجه الخوف بدسّ الرأس في التراب والانحناء للعاصفة، لأن العدو أصبح يقاتل بلا قواعد وبلا خطوط حمراء، على كلّ إنسان شريف أن يواجه، وهدف هذه المعركة هو منع “إسرائيل” من الانتصار والقضاء على القضية الفلسطينية.. هذه المواجهة لها أفق انتصار تاريخي كبير”.
وأكد سماحته أن”إسرائيل ما زالت في وضعٍ صعب حتى ما بعد اغتيال الشهيد اسماعيل هنية والشهيد السيد فؤاد شكر، بل هي أصبحت في وضعٍ أصعب وفق اعترافها، وكثيرون في الكيان قالوا لنتنياهو أنت تقودنا إلى المجهول”.
https://telegram.me/buratha