كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن "حزب الله" سيرد قبل إيران خلال الأيام المقبلة، في ظل حالة ترقب تشهدها إسرائيل عقب اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وفؤاد شكر.
ووفقا للتقديرات الإسرائيلية، فإن "حزب الله سيوجه الضربة الأولى وستكون الأهداف عسكرية وأمنية وليست مدنية"، علما بأن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله، كان قد شدد في خطاب متلفز بمناسبة مرور أسبوع على اغتيال شكر، أن الرد "آت، قويا، مؤثرا، وفاعلا؛ وحدنا أو في إطار رد جامع لكامل المحور، هذه الفرضيات موجودة، فهذه معركة كبيرة والاستهداف خطير".
وأفادت التقارير بأن المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) سيجتمع مساء اليوم الخميس، في ظل حالة الانتظار في إسرائيل للرد المرتقب من جانب إيران و"حزب الله"، فيما طالب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في وقت سابق الأربعاء، الإسرائيليين بالتزام "الصبر والهدوء"، مع استمرار حالة التأهب المتواصلة منذ أيام ووسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة.
وقال نتنياهو خلال زيارة أجراها لمركز الاستقبال والتجنيد في تل هشومير، حيث التقى بالجنود المجندين حديثا في سلاح المدرعات والهندسة القتالية: "نحن نواصل التقدم نحو النصر. أعلم أن مواطني إسرائيل في حالة تأهب، وأطلب منكم شيئا واحدا - الحفاظ على الصبر والهدوء. نحن مستعدون للدفاع والهجوم، نضرب أعداءنا ونحن مصممون على الدفاع عن أنفسنا".
وتحدثت هيئة البث العام الإسرائيلية ("كان 11") الأربعاء، عن تقديرات حالية صدرت عن جهتين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن "حزب الله سيهاجم أولا وليس بالشراكة مع محور المقاومة وأن هذا سيحدث في الأيام المقبلة"، وأفادت بأن ذلك قد يعني أن "حزب الله" اختار الأهداف واتخذ قررا بشأن حجم الهجوم وكيفية تنفيذه.
وأضافت القناة الرسمية الإسرائيلية أنه "في ما يتعلق بإيران فإن الأمور لم تتضح بعد حول ما إذا كانوا قد اتخذوا قرارا بشأن الرد وإلى أي مدى يعتزمون التصعيد في ظل المخاطر من اندلاع حرب إقليمية واسعة"، علما بأن القائم بأعمال وزير خارجية إيران علي باقري كني، قال في بيان صدر الأربعاء إن رد إيران سيحدث "في الوقت الصحيح وبالشكل المناسب".
وأوضحت "كان 11" أن من المقرر أن يتناول اجتماع نتنياهو مع كبار المسؤولين الأمنيين يوم الخميس تقييما جديدا للوضع الأمني، تليه مداولات في الكابينيت السياسي والأمني. وذكرت أنه "في إسرائيل ما زالوا يحاولون التأثير على شدة الرد من خلال بث رسائل متواصلة وتهديدات بما قد يحدث للبنان إذا بالغوا في رد الفعل".
بدورها، نقلت القناة 12 عن مسؤول سياسي رفيع أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن "حزب الله سيقوم بالهجوم أولا - خلال الساعات القليلة المقبلة"، وقال المسؤول إن "إسرائيل نقلت رسالة (غير مباشرة لحزب الله)، مفادها أن أي اعتداء على المدنيين سيكون خطا أحمر سيؤدي إلى رد فعل حاسم وغير متناسب".
وقال المسؤول الإسرائيلي إن تل أبيب "تستعد لمواجهة هجمات أو عمليات إرهابية ضد رموز إسرائيلية أو بعثات لاسرائيل في الخارج"، ولفتت القناة إلى أنه "حاليا لا تشديد على تحذيرات السفر"، كما أنه لم يتم الإعلان عن تعليمات خاصة تتعلق بالجبهة الداخلية، الأمر الذي يبحثه وزير الدفاع يوآف غالانت مع قادة الجيش الإسرائيلي.
وبحسب "كان 11"، "يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن "حزب الله" وإيران سيحاولان ضرب أهداف عسكرية"، وقالت إن "سلاح الجو الإسرائيلي وشعبة الاستخبارات والقوات الأمريكية في المنطقة في حالة تأهب قصوى، وهو أمر يدركه "حزب الله" وإيران أيضا وربما يؤثر على شدة الانتقام الذي يخططان له".
وفي إطار الاستعدادات للتعامل مع الهجوم الإيراني المرتقب، وكجزء من "رد دبلوماسي استباقي"، وجهت إسرائيل رسائل إلى عدد من الدول حول العالم مضمونها أن تل أبيب "ستدافع عن نفسها، وليس فقط بقدراتها الذاتية، بل أيضا من خلال تحالف إقليمي وحلفائها"، بحسب ما أوردت هيئة البث الإسرائيلية.
وأفاد التقرير بأنه "في الأيام الأخيرة، أرسل وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، رسائل إلى عدد من وزراء الخارجية، خصوصا من دول الاتحاد الأوروبي، تتضمن الرسالة التالية: إيران تزعزع استقرار المنطقة، وإسرائيل مستعدة للدفاع عن نفسها بالتعاون مع حلفائها".
وذكرت القناة أنه "تم تبادل الرسائل بشكل رئيسي عبر تطبيق واتساب مع وزراء خارجية فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإيطاليا، وهولندا، وقبرص، وسويسرا"، وأضافت أن "بعضهم أعرب عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، دون الإفصاح عن الموقف الذي عبرت عنه الدول المذكورة في ظل الدعوات الدولية لـ"ضبط النفس" والتحذيرات من حرب واسعة.
https://telegram.me/buratha