وجه رئيس الجمهورية جلال طالباني بياناً حول ظاهرة الاغتيالات و القتل على الهوية، فيما يلي نصه: "نشعر بالصدمة و الحزن و الغضب لدى متابعة تقارير تكاد تكون يومية عن العثور على جثث مجهولة الهوية، و أخرى لأشخاص قتلوا على الهوية، و غالباً ما تسجل التقارير حالات تمثيل بالجثث و تعرض الضحايا إلى تعذيب وحشي قبل تصفيتهم. و هذه الجرائم البشعة تسجل عادة ضد مجهولين ما يعني أن مرتكبيها يواصلون اقتراف آثامهم المنافية للشرائع السماوية و القوانين الوضعية و المجافية للأخلاق و الأعراف و الإنسانية.و اظهر آخر تقرير تلقيناه من معهد الطب العدلي عن الوفيات العنفية في بغداد وحدها مصرع 1091 مواطنا ً في الفترة من الأول و حتى الثلاثين من شهر نيسان الماضي.و إذا أضفنا إلى ذلك عدد الجثث التي لم يتم العثور عليها أو الجرائم المماثلة المرتكبة في المحافظات، فان العدد الإجمالي للضحايا يغدو مثيراً للقلق العميق و الغضب الشديد، و يدل على أننا نواجه حالة لا تقل خطورة عن سائر الأعمال الارهابية المماثلة في السيارات المفخخة و التفجيرات الغادرة بين المدنيين الأبرياء. و هذا يقتضي من جميع أجهزة الدولة و ممثلي الشعب و القوى السياسية التحرك فوراً لوقف نزيف الدم، إذ أن كل قتيل هو مواطن و إنسان حرم الله و القوانين إيذاءه، و وراء كل جثة يقال إنها لمجهول أم ثكلى أو طفل يتيم أو والد مفجوع أو زوجة مبتلاة.و إلى ذلك فان هذه الجرائم التي ترتكب كل يوم، تخلق بيئة من الارتياب و الشك المتبادل بين أبناء الوطن الواحد و تؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية و النيل من لحمة النسيج المجتمعي، و هي جميعاً أمور لا يمكن القبول بها أو التهاون في التصدي لها.إن ضعف مؤسسات الدولة و التلكؤ في استكمال مكوناتها يخلق ثغرات تستثمرها عصابات الإرهاب و الجريمة الساعية إلى إثارة الفتن و تأجيج نيران الاحتراب. و لا شك أن انجاز العملية السياسية و تشكيل حكومة الوحدة الوطنية و شروعها في تنفيذ البرامج المتفق عليها سوف يساهم في سد تلك الثغرات و إرساء أسس لمحاربة مظاهر العنف و الإجرام.إلا أن خطورة الوضع تقتضي تحركاً سريعاً و حازماً من أجهزة الدولة خاصة الأمنية منها للتصدي لهذه الجرائم و كشف الظروف التي أتاحت انتشارها على هذا النطاق الواسع و القبض على الزمر المرتكبة لها و إحالتها إلى القضاء.و المطلوب من الأحزاب السياسية أن تدين بشدة و صراحة و وضوح تلك الجرائم البشعة أياً كان مرتكبها، كما بات مهماً أن ينبري رجال الدين، مسلمين و مسيحيين، شيعة و سنة و من جميع الطوائف إلى إصدار فتاوى تستنكر هذه الأفعال و تدين مقترفيها. و ينبغي أن تضطلع منظمات المجتمع المدني و وسائل الإعلام بدورها في خلق بيئة رافضة للجرائم و مستنكرة لأي ذرائع قد تساق لتبريرها.و أهيب بأخواتي و أخواني المواطنين التعاون مع أجهزة الدولة لمواجهة هذه الموجة الإجرامية العاتية التي تستهدف الوطن و المواطن، و يرمي مرتكبوها إلى تصديع مجتمعنا و إعاقة العملية السياسية و إذكاء نار الفتنة و الاقتتال. إن كل قطرة دم بريء تراق، إنما تسقي حقول الشر و تنمي بذور الفرقة، و لذا فان واجبنا جميعاً أن نعمل يداً بيد لصون أرواح أهلنا و تعزيز الوحدة العراقية و الضرب على الأيادي الأثيمة.جلال طالباني رئيس جمهورية العراق