قال المتحدث باسم حكومة اقليم كردستان سفين دزه ئي ان "تركيا لا تخشى من قيام كيان كردي مستقل"، مشيرا الى ان "اعلان انفصال الاقليم عن العراق يحتاج الى تفاهم مع بغداد".
ونقل بيان لحكومة الاقليم عن دزه ئي القول ان "برلمان اقليم كردستان اقر النظام الفيدرالي في عام 1992، وقد ثبت ذلك في الدستور العراقي، ونتمنى من السلطات في بغداد احترام ارادة العراقيين الذين صوت اكثر من80% منهم لصالح الدستور العراقي".
وأضاف ان "الكرد ليسوا عاملاً لتقسيم العراق بل نرى ان العراق يسير نحو الانقسام وما يهمنا هو ان يبقى اقليم كردستان مستقراً ويتمتع بالامن والسلام وان يحافظ على ما حققه من تقدم خلال الاثني عشرة سنة الماضية"، مستدركا ان "رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قد قال ان استقلال كردستان حق من حقوقنا".
وبين دزه ئي [كونه كان ممثلا للحزب الديمقراطي الكردستاني في انقرة من 1992ــ2003، ويتحدث التركية بطلاقة وهو متفائل جدا بمستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية بين حكومتي الاقليم وتركيا] ان "أي استقلال يجب ان يكون على اساس التفاهم وبعيدا عن الحرب والعنف, واحياناً نسمع من السياسيين في بغداد يقولون فلينفصل الكرد ويتركونا".
وتابع ان "أي انفصال يجب ان يكون وفق مبادئ واسس خاصة وان 45% من اراض كردستان هي خارجة عن ادارة اقليم كردستان واذا ما وصلنا الى مرحلة المطالبة بالاستقلال فيجب ان يكون هناك تفاهم مع بغداد على ذلك"، مستشهداً بالمثال التشيكوسلوفاكي في الاستقلال، مشيرا الى انه "اذا كان الاستقلال على هذه الشاكلة فاعتقد ليس من واجب الدول الاخرى التدخل فيه لان اقليم كردستان عامل استقرار في المنطقة".
وعن توقعاته للموقف التركي فيما اذا كان اقليم كردستان يسير باتجاه الانفصال عن باقي مناطق العراق قال المتحدث باسم حكومة الاقليم ان "الانفتاح التركي على اقليم كردستان كان لها بالتأكيد تأثيرات على الحقوق الكردية في تركيا، فالفرصة الاقتصادية التي توفرت لتركيا في اقليم كردستان ، مهمة جدا بالنسبة لها، وحاولت ان تكون لها علاقات سياسية مميزة مع اقليم كردستان، كما انها فتحت الابواب على مصراعيها تقريبا من الناحية الاجتماعية، وهي بصدد فتح عدد اخر من المعابر والبوابات الحدودية بينها وبين الاقليم، مايعني ايضا علاقات كردية اكبر على جانبي الحدود".
وأضاف ان "شعور تركيا بان الكرد والقيادة الكردية هم عامل استقرار في المنطقة جعلها لاتخشى من قيام كيان كردي، كما هو الحال الان، بل ويؤثر هذا الكيان في عملية السلام الجارية حاليا في تركيا".
واستطرد بالقول ان "اقليم كردستان انقطع عن باقي المناطق العراقية منذ 1991 حتى 2003، وبعد هذا التاريخ عاد الكرد الى بغداد على اساس الاتحاد الاختياري ودخلوا في حكومة اتحادية، لكن مع الاسف لم يتم الالتزام بالفيدرالية والتعددية والنظام الديمقراطي وتم خرق كل الاتفاقيات الثنائية والثلاثية بين الاقليم والحكومة الاتحادية وحتى بين الاطراف السياسية العراقية ليسهذا فقط بل تم خرق حتى الدستور"مضيفا "لهذا فقد حاول اقليم كردستان، ان يحقق نوعا من الاستقلال الاقتصادي، لخوفنا الدائم من ان تستخدم بغداد الاقتصاد كسلاح ضدنا، وهذا ماحصل فعلا مع الاسف وصدقت توقعاتنا".
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني، قد قال في مقابلة صحفية إن "الدولة الكردية المستقلة قادمة ولا شك لدي بذلك"، معتبرا أن "إعلان الاستقلال هو حق طبيعي للأكراد وان لا أحد يستطيع أن يمنعنا من إعلان الاستقلال لأنه حقنا الطبيعي، لكننا نريد أن يتم كل شيء عبر الحوار"، مضيفا "لا نريد أن ندخل في صراعات دموية مع أي جهة، لكن مسألة الاستقلال هي حق للشعب الكردي ولا يجب التعامل معها وكأنها تهمة تلاحقنا".
يذكر ان البارزاني قد لوح في اكثر من مرة باعلان الاستقلال والدولة الكردية والانفصال عن العراق، وتتصاعد هذه الدعوات مع تفاقم الازمة مع بغداد في ما يتعلق بادارة النفط وحصة الاقليم من الموازنة كما هو الحال الآن، فضلا عن اطلاقها مع قرب الانتخابات التشريعة العامة.
https://telegram.me/buratha
