الأخبار

فغَيَّروا, وماكادوا يفعلون ..


بقلم : محمد أبو النواعير .

في الأيام القليلة الماضية, كثر الحديث من قبل كل طبقات الشعب العراقي, عن مقاصد المرجعية العظمى في محافظة النجف الأشرف- والمتمثلة بالإمام السيستاني أعلى الله مقامه الشريف- ومواقفها من الإنتخابات التي ستجري في 30/4 من هذا العام؛ وقد تعددت القراءات وكثرت الآراء والتأويلات؛ بل وعمد قوم الى قراءة ظاهر نص المرجعية دون التأمل فيما بين السطور, وإبتعد أغلبهم عن عملية الربط التأريخي, والتسلسل الزمني العقلاني, لأقوال وتصريحات المرجعية الشريفة؛ والتي كانت تظهر على لسان المتحدثين بإسمها, في خطب الجمعة في كربلاء, وعلى لسان وكلائها ومعتمديها الخاصين, المنتشرين في أرجاء العراق .

وفي رأيي أن القول نوعان: إما تصريح أو تلميح؛ فعندما امر الله تعالى بني اسرائيل بذبح البقرة, كما هو مذكور في القرآن الكريم؛ لم يحددها على يد نبيه عليه السلام, بل بقي يعطي الى تلك الأمة, الإشارات والأوصاف والعلامات, التي تحويها تلك البقرة المقصودة, وعندما ظهرت صيغ العناد وعدم الإنصياع تكثرمن قبل القوم, متحججين بعدم معرفتها , وأن الله لم يصرح بها هي بالذات, وأن البقر تشابه علينا؛ قال رب العزة قولته الحق, ولم تخرج أيضا عن إطار التلميح, فقال عز وجل: ((صفراء فاقع لونها تسر الناظرين, فذبحوها وما كادوا يفعلون)).

وإذا أردنا أن نستفيد من هذه الحادثة التأريخية , ونوظفها توظيفا ينفعنا في حياتنا, نجد أن المرجعية الدينية المتمثلة بالإمام السيستاني, وعلى مدى أكثر من عام, وعلى لسان الناطقين بإسمها في خطبة الجمعة, كانوا يلمحون الى: وجوب عدم انتخاب, بل وحرمة انتخاب الرموز التي فشلت في ادارة ملفات البلد, وتسببت بالخراب والدمار للبلد؛ وأوصت بعدم إنتخاب الكتل التي لها وزراء في هذه الحكومة الفاشلة, وأكدت على (تغيير) الوجوه الكالحة, التي أفسدت ونهبت ثروات البلد؛ أقسم عليكم بالله, من موجود الآن في السلطة غير المالكي, يمكن أن نطلق عليه الفاشل في إدارة ملفات البلد ؟؟!! وهو المستحوذ والمسيطر على إدارة أغلب الملفات الحيوية في البلد! من موجود الآن في الحكم, ويمكن أن نطلق عليه إمام الفساد والمفسدين غير المالكي, وقضية تهريبه لعبد الفلاح السوداني, سارق قوت الشعب واضحة للعيان, وتجييره لهيئة النزاهة لصالحه, وإسكاتها, وتوظيفه لها في محاولة ضرب خصومه؟ ومن غيره الذي مكن الأهل والأولاد والأقارب من رقاب الناس , وهذه قائمته مملوءة بأسماء مرشحين تُضحك المجانين فضلا عن العقلاء: انتخبوا إبن أخ رئيس الوزراء!, انتخبوا زوج بنت رئيس الوزراء!, انتخبوا ابن عم رئيس الوزراء!!؟؟

لقد أوصت المرجعية مرارا وتكرارا, بإنتخاب الشخصيات التي عملت على لم الشمل ولها مواقف إصلاحية بين الفرقاء؛ أقسم عليكم بالله, هل كان للمالكي مواقف لم شمل في يوم من الأيام؟! , أم أنه كان بارعا مبدعا في صنع الأزمات, والمشاكل, وجلب المصائب مع كل الأطراف والكيانات السياسية والدول الإقليمية؟

أخوتي , أعزائي, شويه شويه شويه: حكموا عقولكم؛ إذا كنتم فعلا تريدون معرفة مواقف مرجعياتكم الرشيدة؛ أقسم عليكم بالله: مَن مِنَ الشخصيات السياسية, يسعى دوما الى لم الشمل, ونبذ الفرقة وترك خطاب الأزمات؟, من كان خطابه دوما عقلاني يدعو الى السلام؟ السلام الذي بتنا نحلم به؛ هل يوجد شخص آخر يتصف بهذه الصفة غير السيد عمار الحكيم ... يعني بالله عليكم , لم يبقى إلا أن تصرح لكم المرجعية الشريفة بالقول: صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ..
ياهالله ترتاحون ..

بقلم : محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصرة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك