يقول مسؤولو أمن ومخابرات أمريكيون وبريطانيون إن كثيرًا من الهجمات الانتحارية في سوريا والعراق ينفذها أجانب جاؤوا من أجزاء مختلفة من المنطقة ومن أوروبا، ويقدر مسؤولو الأمن عدد الأجانب الذين ينشطون في البلدين بالآلاف.
وقال ويل مكانتس الخبير في مؤسسة بروكنجز للأبحاث في واشنطن إنه إذا امتدت الحرب في سوريا مع هذه الزيادة السريعة في عدد المقاتلين الأجانب “فسيتجاوز عدد المقاتلين بكثير ذلك العدد الذي رأيناه في أفغانستان”.
ويعمل معظم هؤلاء مع “الدولة الإسلامية في العراق والشام” ومع “جبهة النصرة” المرتبطة بالقاعدة وأحد أقوى فصائل المقاتلين في سوريا.
وأشار المسؤولون إلى أنهم لا يملكون بيانات دقيقة عن عدد المقاتلين الأجانب المشاركين في أحداث العنف. لكن في مارس آذار وأبريل نيسان وحدهما نفذ ما لا يقل عن 14 تونسيا يقاتلون إلى جانب الدولة الإسلامية في العراق والشام هجمات انتحارية في أماكن مختلفة بالعراق ، وقال المسؤولون إن كثيرين منهم قدموا فيما يبدو من السعودية وليبيا ومصر والمغرب والأردن. وذكرت الجماعة أن مواطنا من الدنمرك وآخر من طاجيكستان فجرا نفسيهما أيضا.
أما في سوريا فقد اتخذ الصراع بعدا إقليميا واجتذب إليه مقاتلين أجانب، للقتال إلى جانب الميليشيات المسلحة.
وقال عدد من مسؤولي الأمن الأمريكيين والأوروبيين إن مقاتلين يتدفقون من السعودية والبحرين واليمن والكويت وتونس وليبيا ومصر والمغرب والأردن ودول عربية أخرى ومن البوسنة والشيشان وباكستان وأفغانستان ودول غربية.
وبحسب المسؤولين فإن المتحدثين بالإنجليزية يلعبون دورا بارزا بين المقاتلين الأجانب.
وتقدر مصادر أمنية بريطانية أن 400 مواطن بريطاني على الأقل شاركوا في الصراع السوري وأن أرض المعركة كان بها دوما ما يصل إلى 25 مواطنا بريطانيا في ذات الوقت والأوان.
ويقول مسؤولو مخابرات أمريكيون إن عددًا من الكنديين والأمريكيين ربما يقل عن مئة انضم أيضا لفصائل متشددة في سوريا. ويقدرون عدد الأمريكيين الذين شاركوا في الصراع بأنه “عشرات”.
وفي تقرير صدر في 23 أبريل نيسان ذكر جهاز المخابرات الهولندي أنه يعلم أن مواطنين هولنديين نفذا هجومين انتحاريين في العام الماضي أثناء قتالهما مع عناصر متشددة. وقال مسؤول أمن أوروبي إن أحدهما فجر نفسه في سوريا والآخر في العراق. وذكر مسؤول أوروبي آخر أن هناك اعتقادا بمشاركة مواطن ألماني أو اثنين في هجمات انتحارية في الآونة الأخيرة.
17/5/140504