قال السفير الامريكي السابق في العراق زلماي خليل زاده ان "رئيس الوزراء نوري المالكي، ربما يصر على تولي منصب أخر في الحكومة العراقية المقبلة اذا ما وافق على التحي من رئاسة الوزراء لولاية ثالثة".
وأضاف زاده في مقابلة صحفية "أني عملت عن قرب مع المالكي عندما كنت سفير أميركا لدى العراق وأعرف جيداً أنه سيقاوم بعناد كل محاولات استبداله، وأنه حتى لو وافق على التنحي فإنه سيبحث عن ضمانات بأن يكون خلفه ضمن الدائرة الضيقة والموثوقة لأتباعه، وربما يصر على تولي منصب آخر في الحكومة".
وأشار الى ان "واشنطن وفيما تحاول التأقلم مع الحقائق الجديدة على أرض الواقع في العراق فإنه يتعين عليها تبني استراتيجية من شقين الأولى الاستمرار في دعم قادة العراق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي الوقت نفسه الاستعداد لفشل هذه المساعي وانفصال الأكراد".
وبين زاده ان "المشكلة المطروحة أمام تأليف حكومة الوحدة الوطنية أن المالكي لا نية لديه في التنازل عن السلطة، كما يظل العائق الأساسي أمام هذا الجهد الرافض الشديد للسنة العرب، والأكراد، وحتى بعض الأحزاب الشيعية للتمديد لحكم المالكي. هذا في وقت أظهر فيه المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني، تفضيله للتغيير".
واستدرك السفير الامريكي السابق لدى العراق بين 2005 و2007 قائلاً "لكن في غياب حكومة وحدة وطنية لاشك أن الحرب الأهلية في العراق ستستمر بلا هوادة، وسيتفاقم الصراع والفوضى الطائفية في المناطق السنية، ومعها ستزداد قوة [داعش]، وهو المسار الذي يهدد الأمن الأميركي، ما يحتم على الولايات المتحدة الاستمرار في الضغط من أجل حكومة وحدة وطنية والمساعدة المحدودة في محاربة [داعش]".
وأشار "لكن في الوقت نفسه تعميق العلاقات مع كردستان من خلال إرسال فريق أميركي لتقييم احتياجات الإقليم والتنسيق معه أمنياً لحمايته من من هذا التنظيم الارهابي ولمساعدة الإقليم على سداد فواتيره يتعين على واشنطن التخفيف من شدة معارضتها لبيع النفط مع زيادة الدعم الإنساني لتحمل أعباء اللاجئين".
وتابع زاده ان "لأسابيع المقبلة تنطوي على قرارات مصيرية بالنسبة للعراق، ففي أحسن السيناريوهات سيبرز على الساحة عراق لا مركزي يعتمد نظاماً فيدرالياً في المناطق ذات الغالبية العربية ترتبط مع كردستان في إطار علاقة كونفيدرالية، أما البديل فهو حرب أهلية بين السنة والشيعة وانفصال كردستان، ومع أنه يتعين على واشنطن عدم التخلي عن جهودها لمساعدة العراق في تشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أنه يتعين عليها أيضاً التفكير ملياً في البدائل الواقعية الأخرى في حال انهار العراق؛ وفي جميع الأحوال سيكون على أميركا تعزيز علاقتها مع كردستان خدمة لمصالحها"
https://telegram.me/buratha