يدين المرصد العراقي للحريات الصحفية تكرار حوادث الإعتداء على الصحفيين التي تقع من حين لآخر، ولايبدو من نهاية قريبة لها في ظل عدم إحترام للقوانين، وضعف في أداء السلطات الأمنية، وعدم جدية المدافعين عن الحريات، وغياب الوعي في مجال حقوق الصحفيين والإعلاميين، وتهاون الإدارات في دعم المراسلين والمصورين الذين يهانون وينكل بهم دون خشية من عقاب، أو ملاحقة قانونية تذكر.
الزميل أحمد الجاسم مراسل قناة دجلة الفضائية في بابل قال للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إنه أحتجز لأكثر من خمس ساعات في سجن ناحية القاسم جنوب الحلة دون أن يتم الإفراج عنه إلا بتدخل شخصي من محافظ بابل صادق السلطاني برغم إنه كان في مهمة عادية لعمل تقرير تلفزيوني عن واقع الخدمات في الناحية تلك، وأشار الجاسم الذي يعمل لحساب قناة دجلة الفضائية للمرصد إنه توجه صباح السبت الماضي الى ناحية القاسم التي تقع الى الجنوب من مركز مدينة الحلة بعد أخذ موافقة السلطات التي صرحت له بعمل تقرير تلفزيوني عن الخدمات في الناحية لكن الشرطة في مدخل المدينة منعوه، وطلبوا منه الإتصال بالضابط الذي صرح له بالعمل وكان برتبة مقدم وقد أبلغ عناصر الشرطة بضرورة السماح له بدخول الناحية، وأضاف الجاسم، ماأن تحركت بسيارتي حتى صرخ في أحد عناصر السيطرة ليتهمني بالتجاوز على القانون، وإنني تحركت دون أخذ موافقة منه مع إنه كان يستمع للمقدم وهو يصرح لي بالدخول، ثم ضربوني وشتموني ومزقوا قميصي ووضعوني في سيارة وأبقوا سيارتي الشخصية في الشارع دون إطفائها، وبقيت داخل السيارة تجوب بي الناحية، ثم أنزلوني ووضعوني في مركز الشرطة وواجهني نقيب في المركز وهو يقول، يجب أن نؤدبك، وهكذا كان يفعل ضابط برتبة ملازم معي ولم يطلقوا سراحي رغم بقائي محتجزا من الساعة الحادية عشرة صباحا حتى الرابعة، ورغم قدوم أقارب لي وأصدقاء، وحتى مع مناداة ضابط العلاقات والإعلام لكن كل ذلك ذهب سدى ولم يتم إطلاق سراحي إلا بعد تدخل المحافظ شخصيا، وكان ذلك عند الساعة الرابعة والنصف مساءا.
الزميل حيد شكور مراسل قناة العراقية الذي سبق أن أصيب في معارك صلاح الدين في الخامس من سبتمبر 2014 تعرض هو الآخر الى إعتداء مماثل صباح اليوم الأحد عندما كان متوجها الى عمله في شبكة الإعلام العراقي حيث ضايقه موكب سيارات لأحد المسؤولين الكبار في ساحة التحرير وسط العاصمة وطلبوا منه الإبتعاد عن الموكب الخاص. شكور قال للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إنه رفض ان يبتعد عن المسار الطبيعي في الشارع، وكان يخشى صدم سيارة أخرى، فبدأ احد عناصر حماية الموكب بزجره ونهره بقسوة، ثم نادى على سيارة في الخلف ترجل منها ثلاثة عناصر، وقاموا بضربه والبصق في وجهه وتمزيق قميصه، ثم تركوه. شكور أكد للمرصد العراقي للحريات الصحفية، إن تعرف إليهم حيث ثبت لديه إنهم من عناصر الأمن في وزارة الموارد المائية.
المرصد العراقي للحريات الصحفية يخشى على سلامة الصحفيين العراقيين، ويجد إنهم عرضة لمزيد من الإعتداءات في المستقبل في ظل غياب للقانون وللجدية في دعم الحريات من الحكومة والبرلمان، ولايبدو من أفق لتغيير الواقع المؤلم الذي يحاصر الإعلاميين والصحفيين، وضياع كل الأصوات التي تنادي بحمايتهم وإحترامهم وعدم التطاول عليهم..
31/5/150413
https://telegram.me/buratha