كشف عضو في لجنة النزاهة النيابية عن أنه سمع بنفسه اعترافات قائد القوات البرية في الجيش العراقي خلال التحقيق معه حول اسباب سقوط الموصل، وأقر بانهم انسحبوا من محافظة نينوى بأمر من القائد العام للقوات المسلحة آنذاك نوري المالكي.
وجاء الكشف عن هذه المعلومة في الوقت الذي لم تسلم حتى الآن اللجنة التحقيقية في سقوط الموصل تقريرها النهائي، بينما يسيطر ارهابيو داعش على مناطق واسعة في العراق، ومنها محافظة الانبار.
وقال عضو لجنة النزاهة النيابية عادل نوري إنه يتوجب على اقليم كوردستان تشكيل لجنة تضم محامين ذوي خبرة في الملفات الداخلية والخارجية، لتقديم شكوى لدى المحكمة الاتحادية ضد المالكي، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس الجمهورية، وضد كابينته.
وأوضح نوري، وهو نائب عن الاتحاد الاسلامي الكوردستاني، أنه "تبين أن (المالكي) هو من أصدر أمر انسحاب الجيش العراقي من الموصل، وتسبب في اراقة كل تلك الدماء والدمار الذي واجهه اقليم كوردستان".
وكان قائد القوات البرية في الجيش العراقي علي غيدان، أحد كبار القادة العسكريين الذين حققت معهم لجنة سقوط الموصل، وقال نوري إن "غيدان قال للجنة التحقيقية إنهم انسحبوا من الموصل بأمر مباشر من رئيس الوزراء (السابق) المالكي".
وقال عضو مجلس النواب زانا روستايي "لم يكن بالامكان التحقيق مع نوري المالكي بصفته كان قائدا للقوات المسلحة في العراق آنذاك".
وحول محاولات استجواب المالكي، أوضح روستايي قائلا إن "ائتلاف دولة القانون تحجج بالعديد من الذرائع للحيلولة دون استجواب المالكي في البرلمان، ودعا إلى استجواب البارزاني ايضا، لكن السيد مسعود لم يجب على الاسئلة وقال إن الموضوع ليس له علاقة بكوردستان، كما لم يجب المالكي عن الاسئلة ايضا".
إلا أن عضو لجنة الامن والدفاع النيابية شاخوان عبد الله، وهو مقرر لجنة التحقيق في أسباب سقوط الموصل، نفى عدم اجابة المالكي على الاسئلة الموجهة اليه، قائلا "تم توجيه 24 سؤالا للمالكي، وقد أجاب عن جميعها قبل ثلاثة ايام".
ورأى عبد الله رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني سيجيب عن الاسئلة، بالقول "تم توجيه 12 سؤالا لرئيس اقليم كوردستان، وهي اسئلة اعتيادية وأعتقد أنه سيجيب عنها".
وحول الجهات التي تم اتهامها بالتقصير في تقرير اللجنة، قال عبد الله إن جميع القادة الكبار متهمون، ولا نستطيع الكشف عن المزيد بسبب الخلافات السياسية بين القادة".
وذكر عادل نوري أن "علي غيدان أقر بكل شيء، وبأن رئيس الوزراء السابق هو من أصدر الأمر بالانسحاب، لذا لم يقاتلوا وتركوا اسلحتهم، وقد حان الوقت ليقوم الكورد باعداد ملف وعرضه على محكمة العدل الدولية في لاهاي والمجتمع الدولي".
وأضاف نوري أن "اي كوردي استشهد ابنه أو جرح، أو اختطفت ابنته أو زوجته، أو لحق به اي ضرر يجب عليه أن يقدم شكوى".
وكان المالكي اتهم قبل ايام، القادة الكبار ومحافظ نينوى بالتسبب في سقوط الموصل بيد داعش، إذ خلف الجيش العراقي ما قيمته 27 مليار دولار من الاسلحة والمعدات العسكرية بعد انسحابه، وقد استولى عليها تنظيم داعش.
ورأى روستايي أن "بامكان حكومة اقليم كوردستان تقديم شكوى إذا تبين أن سقوط الموصل حدث عن قصد".
ويذكر أن من الاسئلة الموجهة للمالكي: لماذا قمت بتعيين قادتك العسكريين خارج اطار الدستور؟. ولماذا لم تسمح بأن تذهب البيشمركة لنجدة الموصل؟. وكيف لم يستطع هذا الجيش الدفاع عن الموصل وفر منها؟.
https://telegram.me/buratha