يواجه قطاع الكهرباء في البصرة أزمة حقيقية اثر التقشف المالي الذي يعيشه مختلف مفاصله نتيجة قلة التخصيصات الوزارية، فيما تعول مديرية توزيع كهرباء المنطقة الجنوبية على تسديد المواطنين الديون التي بذمتهم لسد قلة التمويل وتسيير أعمالها.
مدير توزيع كهرباء الجنوب، محمد عبد الأمير، قال لرديو المربد ان مديريته بأمس الحاجة الى أموال الجباية لأنها باتت لا تمتلك أي مصدر مالي يسهم بإعادة الروح لأعمال لصيانة اللازمة التي تحتاج الى شراء مواد كهربائية جديدة لاستبدال الأخرى العاطلة في الشبكة.
واضاف أن أسعار الجباية عن استهلاك التيار الكهربائي تقضي بدفع 10 دنانير عن كل كيلوواط، في حين ان توفير الطاقة الكهربائية يكلف الدولة اموالا تصل الى 154 دينارا.
وتابع عبد الامير ان المديرية ستحاسب وفق القانون كل من يتخلف عن دفع رسوم الجباية المترتبة على استهلاك الطاقة الكهربائية مبينا تسجيل اكثر من 3000 دعوى قضائية مقامة ضد المتجاوزين و اذا ما تم البت بها فسيحكم على المتجاوزين بالسجن لمدة تتراوح بين 5-7 سنوات لأنها تعتبر سرقة لأموال الدولة.
كما اشار الى ان اجمالي ديون المواطنين على مستوى المنطقة الجنوبية تقدر بــ 686 مليار دينار عراقي حصة البصرة منها 129 مليار دينار، مستدركا ان مديريته قسطت الاموال التي بذمة المواطنين على شكل وجبات لتسهيل الامر عليهم الا ان هذه الخطوة لم تجدِ نفعا حسب قوله.
عبد الامير شدد ايضا على ان المديرية منحت شهرا واحدا فقط كمهلة للمتخلفين عن الدفع وبعدها سيتم التوجه نحو الاجراءات القانونية بحقهم.
مواطنون ارجع البعض منهم سبب العزوف عن دفع الديون المتراكمة عليهم الى ما وصفوه بسوء خدمات الطاقة الكهربائية مشيرين الى ان استخدامهم للمولدات اكثر من الطاقة الوطنية فيما اشار آخرون الى ان موظفي الجباية لم يصلوا الى منازلهم اصلا.
ومن الناحية الشرعية فعدم تسديد الديون التي بذمة المواطن لدائرة الكهرباء يضعه في اشكال شرعي وان هناك فتوى دينية تعتبر التخلف عن التسديد بمثابة السرقة للمال العام، بحسب اوضح ذلك رجل الدين عبد المنعم مشكور الذي حمل الدولة مسؤولية الاعطال التي يتسبب بها التيار الكهربائي غير المستقر لأجهزة المواطنين مطالبا اياها بتعويضهم عن الضرر الذي يحصل.
ورغم التحديات المالية الكبيرة التي يواجهها القطاع الكهربائي فان مديرية توزيع كهباء المنطقة الجنوبية اعدت خطتها لصيانة وتأهيل الشبكة الوطنية خلال فصل الشتاء، إلا ان الخشية من موسم الصيف المقبل في حال بقاء الوضع على ما هو عليه ولم تستلم الكهرباء مخصصاتها وديونها، بحسب مديرها محمد عبد الامير الحلفي.
https://telegram.me/buratha