أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي السيد عمار الحكيم ، أن " هناك الكثير من القرارات المهمة غير المحسومة " ، داعيا إلى معالجة الأزمة المالية في البلاد .
وقال السيد عمار الحكيم خلال الملتقى الثقافي الذي عقد في مكتب السيد الحكيم ببغداد، أن " من المهم أن نلقي الضوء على دور السفراء في تقريب وجهات النظر بين البلدان ، وفي تفهم الظروف الحساسة للبلدان التي يعملون فيها .. فالسفير موقع مهم وتزداد هذه الأهمية تبعا للظروف التي يمر بها البلد الذي يخدم فيه ، والعراق كان و لا يزال وسيبقى يعمل جاهدا ؛ كي تكون علاقاته مع أشقائه علاقات مبنية على الاحترام ، وعدم التدخل وعلى تفهم الواقع بموضوعية وصدق ، ونتمنى من اشقائنا أن يكونوا عنصراً داعماً لتوحيد العراقيين ومساعدتهم في تجاوز التحديات التي يواجهونها ، وان يحمل الأشقاء صورة واضحة وكاملة وواقعية عن الأوضاع ، وان لا يسقطوا في التضليل الإعلامي أو السياسي " .
وأضاف أن " أبناء العراق من الحشد الشعبي والمتطوعين ، وأبناء العشائر ، والبيشمركة مع إخوتهم من أبناء القوات المسلحة كانوا السد المنيع أمام طوفان الإرهاب والحقد والتكفير في لحظة وقف العالم مصدوما أمام توسع وحش إرهابي كاسر اجتاز الحدود واكتسح المدن والقرى الآمنة " .
وأكد أن " الإرهاب الداعشي ليس حالة عادية من حالات الإرهاب والتكفير ، وإنما هو السقف الأعلى للفكر الإرهابي والإرهاب المنظم ، ويدرك الأشقاء جيدا أن اغلب دول العالم اليوم تقاتل هذا الإرهاب بطريقة وأخرى ، وتصدت دول عظمى وكبيرة لقتاله مباشرة منذ أكثر من سنة ، ولكنه مازال قائماً ، وان بدأ بالانحسار والتراجع .. وهو خير دليل على الدور المحوري الذي قام به الحشد الشعبي في القتال على الأرض وكسر شوكة هذا الوحش الإرهابي الداعشي " .
وقال انه " أتمنى على الأشقاء وخصوصا السفراء الذين يمثلون بلدانهم أن يكونوا أكثر دقة وحرصاً وواقعية وموضوعية في تقييم الحقائق على الأرض ؛ لأن السفير الذي يفقد ثقة مكونات البلد الذي يعمل فيه يصبح غير قادر على إنجاح مهمته ويخرج من كونه سفيراً إلى كونه طرفاً ، وعندها يتحول من عامل تهدئة واستقرار إلى عامل توتر وأزمة " .
كما قال السيد عمار الحكيم " اننا نرحب بكل السفراء على ارض العراق ، ولا سيما اشقائنا العرب ، وندعوهم جميعاً إلى دراسة الواقع بموضوعية ، ومراعاة دورهم المحدد لهم لتكون مهمتهم ناجحة وموفقة " .
وفي محور التعديل الوزاري المرتقب دعا السيد عمار الحكيم إلى تحري الدقة في نقل المعلومة ، وان لا تكون الأجواء النفسية مهيأة لنقل الإشاعات وإرباك الوضع السياسي والحكومي ، وقد بينّا موقفنا الواضح من هذا الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء ، وأكدنا إن الجميع خاضع للتقييم من اجل الوصول إلى أفضل أداء وزاري لخدمة شعبنا و وطننا ، و وضعنا المحددات لأي تعديل وزاري محتمل ، وقلنا يجب أن يكون هناك تقييم علمي ومهني ومبررات واضحة ومقبولة لكل قرار في هذا الشأن بعيداً عن المزاجية والشخصنة ، والقرارات الارتجالية التي لا تنسجم مع العمل المؤسسي ... ومازلنا نرى أن الوقت ضاغط وهناك الكثير من القرارات المهمة غير المحسومة والإجراءات المتلكئة ، والتردد لا زال هو السائد في أداء الحكومة ... ولم يصل التنسيق وبناء فرق العمل الفعالة والحقيقية إلى المستوى المقبول في ظل هذه التحديات الكبيرة .
وأوضح أن " الوضع الصعب الذي نمر به جميعا يجب أن يدفعنا إلى العمل بواقعية أكثر ، وان نحدد الأولويات وننتقل من التنظير إلى الخطوات العملية الملموسة ، ونحن نقدر أهمية التنظير في تكوين الرؤية ، ولكنه ليس كافياً في وسط نار التحديات ... على الطاقم الحكومي أن يكون أكثر عملية وإدراكا لقيمة الوقت وأكثر قدرة على إقناع الشعب بالخطوات التي يتخذها ... وسنبقى نذكّر الحكومة بأدائها في كل فرصة ، ونشجعها على اتخاذ القرارات العملية وتحقيق الإنجاز " .
في محور الأزمة المالية لفت السيد عمار الحكيم إلى أن " العراق يعاني من نقص في السيولة المالية ، ولكنه ليس بلداً مفلساً ويحتاج إلى إدارة مالية فاعلة ومبدعة لتبتكر الوسائل الملائمة لتجاوز هذه الأزمة ، والى وعي متزايد لشعبنا ليتفهم ويدعم الخطوات الصحيحة المطلوبة في الإصلاحات الاقتصادية .... وضعف الإدارة المالية لم يكن ظاهراً للعيان سابقاً ؛ بسبب الوفرة المالية ، إما الان فقد ظهر بشكل أوضح بسبب التحديات الاقتصادية القائمة ... وعلى الحكومة إن تعالج هذا الأمر بسرعة وعمق لا بحلول ترقيعية " .
وبخصوص محور ايران هنّأ الجمهورية الإسلامية الإيرانية برفع العقوبات الاقتصادية عنها بعد مدة من الزمن ناهزت الثلاثين عاماً ..... وان هذه الخطوة ستساهم في استقرار الوضع الإقليمي ، فالجمهورية الإسلامية بلد كبير ومهم وفاعل إقليميا ودوليا ، والاقتصاد هو المحرك الرئيس للدول وتفاعلاتها مع المحيط .
وبين انه نتمنى للشعب الإيراني مزيداً من الازدهار والتطور والتنمية والسلام .... وعلى المسؤولين العراقيين المعنيين أن يكونوا متفاعلين مع هذا التطور الكبير ، وان يستثمروا الموقع الجغرافي للعراق والحدود المشتركة الطويلة بين البلدين ؛ كي يضاعفوا العلاقات والروابط التجارية والاقتصادية ، ويعملوا على خلق فرص استثمارية مشتركة ... فإذا كانت دول العالم البعيدة تعمل بقوة اليوم على بناء جسور اقتصادية مع الجمهورية الإسلامية ، فالأولى ان يكون للعراق دور في هذا البناء ، لا سيما وان الفرص كبيرة ومتنوعة ولدى العراق علاقات اقتصادية مع العديد من الدول الطامحة لدخول الأسواق الإيرانية ، ومن هنا تأتي أهمية هذه الخطوة
https://telegram.me/buratha