يرى رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أن أي حل للأزمة السورية يجب أن يستند إلى وحدة الأراضي السورية والتركية ويؤكد أن تركيا ستحل مشاكلها مع سوريا والعراق كما فعلت مع روسيا وإسرائيل.
وفي كلمة له أمام الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم، قال يلدريم إن "لدى تركيا مسؤوليات في منطقة الشرق الأوسط وستقوم بما ينبغي عليها القيام به".
ولفت يلديرم إلى أن دول منطقة الشرق الأوسط "هي الأعلم بمشاكل المنطقة، وهي وحدها القادرة على تحقيق أفضل حل للمشكلة".
وأشار إلى أنه "إذا كانت ترغب روسيا وأمريكا ودول التحالف الأخرى في حل الأزمة السورية، فلا بدّ أن يتحقق الحلّ وسنحافظ على وحدة الأراضي السورية والتركية".
واعتبر رئيس الوزراء التركي أنه لا يوجد شيء اسمه "القضية الكردية"، بل أن الحقيقة هي أن "الأكراد يعانون من حزب العمال الكردستاني" على حدّ تعبيره.
وأشار إلى أن "الحزب لا يختلف عن باقي التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم فتح الله غولن وهو تنظيم مدعوم من بعض القوى الخارجية"، وفق قوله.
واتّهم يلدريم حزب العمال كردستاني بأنه "لا يهتم بمستقبل تركيا ولا يتبنّى مبادئ الأخوة ووحدة الأراضي والعلم الواحد والدولة الواحدة والوطن الواحد، وإنما هدفه زعزعة الاستقرار في المنطقة من خلال اقتطاع أجزاء من الأراضي الإيرانية والسورية والتركية"، كما اتّهمه بأنه "لا يتردد في سفك الدماء".
وتوعد يلدريم حزب العمال الكردستاني وقال إن "أنقرة ستقضي على تنظيم بي كا كا الإرهابي"، وأضاف "بذلك سنحلّ مشاكل المناطق الجنوبية الشرقية بعد أن حاول جرّ تركيا إلى مستنقعات الحروب والأزمات الداخلية".
وحول التداعيات المتواصلة لمحاولة الإنقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا منتصف تموز/ يوليو الماضي، أكد يلديرم أن القضاء التركي وحده هو من سيحاسب من قاموا بمحاولة الانقلاب، وفقاً للقوانين المعمول بها في البلاد.
وفيما أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن "الإعدام يقتل مرة واحدة"، قال إنّ "هناك عقوبات أشد من الموت سيعاقب بها الانقلابيون وهي المقاضاة العادلة والحيادية".
ورأى يلديرم أن "الكثير من الناس لم يدركوا مخاطر محاولة الانقلاب"، لافتاً إلى أنّ "الشعب التركي كشف وجههم الحقيقي. وأكبر ضرر ألحقه التنظيم الإرهابي في تركيا هو القضاء على قيمنا ومقدساتنا المشتركة".
وتعهد رئيس الوزراء التركي أيضاً بأن حكومته "ستميّز بشكل دقيق بين المذنب والبريء، وسنستخرجهم كما يتم استخراج الخلية السرطانية من البدن".
يذكر، أن تركيا شهدت ليلة 15 - 16 تموز/يوليو الماضي، محاولة انقلاب عسكري، قتل خلالها 246 شخصاً دون حساب الإنقلابيين، حسبما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأصيب أكثر من ألفي شخص بجروح.
وتتهم أنقرة المعارض التركي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتّحدة بالوقوف خلف المحاولة الإنقلابية، وتطالب واشنطن بتسليمه، فيما نفى غولن من جهته الإتهامات واستنكر المحاولة الانقلابية.
وتلت محاولة الانقلاب حملة اعتقالات وإقصاء العديد من القادة العسكريين ومسؤولي الشرطة ورجال القضاء، وتم إقصاء عشرات الآلاف من العاملين في مختلف المؤسسات التركية، وخاصة في مجال التعليم والصحافة، عن العمل، بتهمة مؤازرة الانقلابيين أو الانتماء إلى تنظيمات تابعة لفتح الله غولن.
..................
https://telegram.me/buratha