فند المتحدث بإسم الحشد الشعبي، احمد الأسدي، صحة الإدعاءات الأخيرة لوكالة "رويترز" حول ما أسمّته إعدامات وإنتهاكات وإختطاف وقتل لأهل السنة في الفلوجة قام بها الحشد.
وأوضح الاسدي في حديث لموقع "الوقت"، أن "لدينا في الفلوجة آلاف الشواهد و الأدلة التي تثبت أن وجود الحشد الشعبي في الفلوجة وفي عمليات تحرير الصقلاوية، هو وجود للدعم ومساعدة المدنيين وإخلائهم وتقديم كل المساعدات لهم، اما فيما يتعلق بالمعتقليين فالجهة التي كانت تشرف على إعتقال المشتبه بهم هي قيادة شرطة الأنبار وأي معتقل كان يسلم لهذه القيادة مباشرةً وهناك الآلاف ممن تم الإشتباه بهم وتم التحقيق معهم من قبل قيادة شرطة الأنبار وأطلق سراح أغلبهم ومن بقي هم من ثبتت التهم عليه أو وجد في قاعدة بيانات الأجهزة الأمنية كمطلوبين، أما الحشد الشعبي لم يقم بإعتقال أحد فقد اقتصر دوره على مساعدة الأجهزة الأمنية ومساعدة النازحين وإيوائهم والمساعدة في نقلهم إلى أماكن مستقرة وتقديم كافة التسهيلات لهم".
هذا وكانت وكالة "رويترز" قد ادّعت بأنه لا يزال أكثر من 700 سني -من البالغين والقصر- مفقودين بعد ما يزيد على شهرين من سقوط مدينة الفلوجة التي كانت معقل تنظيم داعش. كما إدعت حدوث انتهاكات رغم جهود الولايات المتحدة لتحجيم دور الحشد الشعبي في العملية بما في ذلك التهديد بسحب الدعم الجوي الأميركي حسب روايات مسؤولين أمريكيين وعراقيين، فضلاً عن قتل 66 سنيا على الأقل وانتهاك حقوق ما لا يقل عن 1500 آخرين أثناء فرارهم من منطقة الفلوجة، ووجهت هذه الإتهامات بشكل علني و ضمني للحشد الشعبي في العراق.
وحول هذه الإداعاءات رد الأسدي قائلاً: "فيما يتعلق بالـ 700 مفقود في منطقة الصقلاوية فقد تحركنا على أثر هذا الموضوع سريعاً وتشكلت لجنة من قبل السيد رئيس الوزراء وقائد شرطة الأنبار و أعلن رئيس لجنة التحقيق منذ شهر تقريباً أن هذه الأسماء الـ600 فقط والتي وردت في وسائل الإعلام ومن قبل بعض السياسيين على انهم اختطفوا هي أسماء وهمية ولا أثر حقيقي لها لا بالسجلات الرسمية ولا في قائمة المشتكين من قبل العوائل وهي مجرد أسماء وهمية كتبت وأثيرت بهدف الإثارة الإعلامية ونحن ننفي نفياً قاطعاً هذه الإدعاءات".
وتصف وسائل إعلام عربية وأجنبية عدة فضلاً عن سياسيين عرب وأجانب إضافة لمواقع إلكترونية كثيرة، الحشد الشعبي على أنه مليشيا طائفية مكونها شيعي فقط تهدف لإنتهاك حقوق سنة العراق وتهميشهم.
في إطار الرد ذكر الأسدي: "الحشد الشعبي قوة عسكرية شعبية وطنية وهي رسمية في الدولة أقرتها الحكومة كجهاز عسكري رسمي وهي لا تقتصر على طائفة واحدة فقط إذ أن الحشد يضم حوالي 25 ألف تقريباً من إخواننا السنة وذلك قبل إضافة إخواننا من أهل الموصل وتصل نسبة المنضويين تحت لواء الحشد من اهل السنة إلى 19% تقريباً من مجموع المقاتلين والآن أضيف 15 ألفاً من أبناء الموصل وبذلك تكون النسبة إزدادت لتصبح نحو 26 إلى 27 بالمئة هم من أبناء المحافظات السنية والمحافظات الغربية.
واضاف لدينا في الأنبار 10 ألاف و 800 مقاتل من أبناء الحشد العشائري وهم جزء أساسي من الحشد الشعبي ولدينا في صلاح الدين حوالي 7000 وفي ديالى 2000 تقريباً وأعداد كبيرة أخرى من مناطق مختلفة، وبالتالي هذه الصبغة الطائفية التي يحاولون إلباسها لنا هي مجرد وهم وإثارة للفتن ومحاولة لتضييع جهود و تضحيات أبناء الحشد سنة وشيعة على السواء".
واكد الأسدي أن هنالك عدة أسباب لهذه الحملات ومنها ما يشنه عدد من السياسيين ووسائل إعلام المدفوعة الثمن والتي تتبع أجندات إقليمية واضحة فتستهدف مؤسسة الحشد الشعبي بإعتبارها المؤسسة الأقوى والأقدر على تحقيق الإنتصارات بالتنسيق مع باقي القوى المسلحة وذلك بهدف إضعافها وعزلها عن مؤسسات الدولة الأخرى وتصوريها للرأي العام الإقليمي والدولي على انها خارج إطار الدولة والقانون و ترتكب الإنتهاكات في حين أن كل ما يدّعونه غير صحيح، ثانياً أعتقد أن هذه الحملات داعمة لداعش التي باتت ضعيفة وفي مراحلها الأخيرة وتحتضر فيما خلا بعض المناطق كالموصل والمناطق القريبة منها، وبالتالي هذه الإدعاءات تقدم الدعم لداعش وتزيد من معنوياتها وتحاول النيل من الجيش والحشد و باقي القوات المسلحة ومن معنوياتها خدمة للمشروع الإرهابي".
وحول مدى دور التحالف الأميركي في العراق مقارنة بالحشد الشعبي من حيث الفعالية ومن حيث المقبولية لدى العراقيين، قال المتحدث باسم الحشد الشعبي: طبعاً من حيث المقبولية لا يمكن المقارنة، فنحن العراقيين لدينا تجربة مع هذا التحالف الذي يضم قوات كانت محتلة للعراق وليس لهم أي مقبولية بين الشعب ولكن بما انه أتى إستناداً لإتفاق مع الحكومة فدوره يكون وفق القوانين العراقية، أما فيما يتعلق بفعاليته والأعمال التي يقوم بها التحالف على الأرض أيضاً لا يمكن مقارنته بالحشد الشعبي، فالحشد هو الذي يقوم بالعمليات على الأرض ويحرر المناطق وأغلب العمليات التي قام بها أو شارك بها الحشد الشعبي لم فيها أي مساهمة حقيقية للتحالف الدولي فيما خلا مشاركتهم في عمليات تحرير الأنبار التي باتت نتائجها واضحة، وبالتالي في أغلب العمليات التي جرت كانت مشاركة التحالف إما محدودة جداً او منعدمة، ذلك فضلاً عن الأسلوب فالحشد الشعبي دائماً ما يسعى إلى إنجاز المهام بأقل خسائر ممكنة من حيث البنى التحتية واملاك الناس وذلك كلفنا الوقت والتضحيات وهو نقيض ما قام به التحالف في عدد من العمليات بتدمير مناطق كاملة متجاهلاً الخسائر التي يكبدونها للعراق والعراقيين، لذا لا يوجد مقارنة أصلاً لا من حيث الأسلوب ولا الإنجازات والإنتصارات.
https://telegram.me/buratha